أسامة بن لادن، وابنه حمزة (أرشيفية)
أسامة بن لادن، وابنه حمزة (أرشيفية)
الأربعاء 20 سبتمبر 2017 / 00:47

مصادر لـ24: "القاعدة" يشهد خلافات حادة بسبب مطالبة الظواهري بالتنحي عن التنظيم

24 - القاهرة - عمرو النقيب

كشفت مصادر جهادية سابقة، أن تنظيم "القاعدة" يمر حالياً بحالة شديدة من الانشقاق والاختلاف، عقب محاولة الدفع بحمزة بن لادن، للمشهد وطرحه كبديل قوي لزعيم التنظيم الحالي أيمن للظوهري، وتنصيبه كقائد يتولى زمام الأمور لاستكمال مسيرة والده الزعيم الروحي لقضية الجهاد العالمي، أسامة بن لادن.

وأشارت المصادر الجهادية لـ24، إلى أن الكثير من قيادات الصف الأول والثاني داخل تنظيم القاعدة تميل للخلاص من الظواهري، لأنه لم يستطع السيطرة على التنظيم، كما أنه أصبح عجوزاً لايملك القدرة على اتخاذ القرار، والتحرك لنشر التنظيم، خلال المرحلة الماضية في ظل هيمنة تنظيم "داعش"، على المشهد الدولي.

وأوضحت المصادر الجهادية، أن تنظيم القاعدة، يرغب حالياً في تصدر المشهد، واستغلال حالة التفكك التي يمر بها تنظيم داعش، في ظل انكساره وتكبده الكثير من الخسائر المادية والمعنوية، ومحاولة سحب البساط من تحت قدميه، وجذب الكثير من العناصر المهاجرة من بين صفوف تنظيم داعش، إلى صفوف القاعدة، وإعادة إحياء التكوين الهيكلي مرة أخرى، داخل المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط.

وأكدت المصادر الجهادية، أن قيادات تنظيم القاعدة، طالبت الظواهري، بالتنحي عن قيادة التنظيم، وإفساح المجال للقيادات الشابة، وفي مقدمتهم حمزة بن لادن، لاسيما أن التنظيم يري أن الظواهري، لايملك الكاريزما التي تؤهله للاستمرار في سدة التنظيم، في ظل المتغيرات التي تشهدها الساحة الجهادية العالمية، والانشقاقات التي حدثت داخل "القاعدة"، على مدار السنوات الماضية، ولم يترك بها الظواهري أية بصمات حقيقية ترجح مواقفه، كما لم يتمكن من المحافظة على كيانات"القاعدة" في مختلف المناطق، وفشله في استقطاب الاجيال الجديدة، مثلما فعل تنيظم "داعش".

كان حمزة بن لادن، نجل زعيم تنظيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن، والابن رقم 15 بين أخوته، قد القى كلمة صوتية بمناسبة الذكرى الـ16 لتفجير أبراج التجارة العالمية في أمريكا، تحت عنوان: "محنة الشام.. محنة الإسلام"، وركز حمزة في كلامه على المصالحة بين الفصائل المقاتلة في سوريا، كـ"هيئة تحرير الشام" التي نجم عن خلافها انشقاق "جيش الأحرار" المنبثق من جماعة "أحرار الشام" وخروجه بشكل نهائي عن الهيئة.

وتقمص دور القائد خلال الكلمة، مؤكداً أن تدخله جاء لحل الخلاف الذي وقع بين أبو محمد الجولاني، وبين مشرعي الهيئة عبد الله المحيسني، ومصلح العلياني، كما دعا حمزة بن لادن، "الجولاني" وقادته العسكريين إلى الإصغاء لدعوات من وصفهم بمشايخ "الجهاد".

وفي تقرير نشره "مركز محاربة الإرهاب"، في وست بوينت، كتب العميل السابق لـ"مكتب التحقيقات الفيديرالي" المختص في شؤون "القاعدة" علي صوفان، أنه "يجري إعداد حمزة لتولي دور قيادي في المنظمة التي أسسها والده".

وأضاف إنه "بصفته سليل بن لادن، من المرجح أن يتقبله متشددو القاعدة بالترحيب، وفي حين تبدو خلافة داعش على وشك الانهيار، بات حمزة الخيار الأمثل لتوحيد الحركة العالمية".

تم إعداد حمزة منذ نعومة أظافره للسير على خطى والده الذي لديه حوالى 20 ابناً وابنة هو الـ15 بينهم من زوجته الثالثة، وكان إلى جانبه في أفغانستان قبل 11 سبتمبر(آيلول) حيث تعلم استخدام السلاح.

وعقب هجمات نيويورك وواشنطن انفصل حمزة عن أبيه، ونقل مع النساء وأطفال آخرين إلى جلال آباد، ومنها إلى إيران، حيث مكثوا أعواماً في الإقامة الجبرية.

إلا أن هذا الابن تمكن بفضل نظام مراسلات دقيق من ربط التواصل مع والده الذي انتقل للعيش في الخفاء.

وأظهرت الرسائل التي عثر عليها في مخبأ ابن لادن في أبوت أباد بعد مقتله عام 2011، ما يدل على تصميم حمزة اقتفاء خطى أبيه من خلال تأكيده على أنه من "معدن صلب كالفولاذ"، وأنه ماض في طريق "النصر أو الشهادة".

ويفيد التقرير بأن زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري كان أعلن في رسالة مسجلة في أغسطس(آب) 2015 عن "ولادة أسد من عرين القاعدة".

ورصد التقرير عدة مواقف وردت في رسائل مسجلة لحمزة أبّن فيها والده وتوعد الولايات المتحدة بالثأر، ودعا إلى "ضرب من كابول إلى بغداد، ومن غزة إلى واشنطن ولندن وباريس وتل أبيب".