القيادي في الإخوان زكي بني أرشيد.(أرشيف)
القيادي في الإخوان زكي بني أرشيد.(أرشيف)
الثلاثاء 17 أكتوبر 2017 / 20:20

رهانات الإسلام السياسي

بقصد أو بغير قصد تغيب عن حسابات الجماعة وهي تكشف عن تصوراتها لموقعها في مسار الأحداث المفترض المناخات والمقدمات التي أدت إلى اندحارها من المشهد الإقليمي

يتضارب تطور رهانات الإسلام السياسي للعودة إلى الواجهة مع مسار ومجريات الأحداث التي أدت لانكشافه التدريجي وانكفاء قدرته على التأثير والمناورة.

توحي التصريحات التي أدلى بها القيادي في جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية زكي بني أرشيد، بعد طرحه مبادرة لاعادة تأهيل الجماعة في الأردن بتركيز الرهان على انسدادات المشهدين الإقليمي والدولي.

لدى محاولة تفكيكها تقود الخيوط المتشابكة للرهانات الإخوانية المبنية على الرغبات إلى مسالك غير واضحة المعالم، مما يفسر الفتور الذي قوبلت به مبادرة بني أرشيد في الشارع السياسي الأردني.

تكمن أبرز عناصر الرهان على فشل الإقليم والمجتمع الدولي في التصدي للإرهاب مما يحول جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وبشكل تلقائي إلى شريك لا يمكن الاستغناء عنه في المعركة المرشحة للاستمرار سنوات لاحقة، ولا تخلو الإشارة الإخوانية إلى هذه الفرضية المتخيلة من عرض للمشاركة في الحرب على الإرهاب.

تتعامل منظومة رهانات الإسلام السياسي مع الحضور التركي في المشهد الإقليمي باعتباره رافعة لتأمين موقع للجماعة في نظام دولي تتبلور ملامحه النهائية خلال الأعوام المقبلة.

وتجد في غموض سيناريوهات التطورات الإقليمية والدولية خصوبة لمراكمة بناء الأوهام والتصورات للدور الذي يمكن أن يقوم به الإسلام السياسي في النظام العالمي الجديد.

بقصد أو بغير قصد، تغيب عن حسابات الجماعة وهي تكشف عن تصوراتها لموقعها في مسار الأحداث المفترض المناخات والمقدمات التي أدت إلى اندحارها من المشهد الإقليمي.

بين ما تسقطه الجماعة من حساباتها للمراحل المقبلة أن انكفاءها لم يأت بقرار اقليمي أو دولي بقدر ما هو نتيجة الفهم الخاطئ والعجز عن قراءة المستقبل لدى هبوب رياح ما عرف بالربيع العربي الذي أفقد المنطقة ما كان باقياً من مناعتها وعمق احتمالات فكفكتها وإعادة تركيبها.

يندرج في هذا السياق أداؤها خلال السنوات السبع الماضية والتباس علاقتها بالجماعات المتطرفة ومحاولتها الاستفادة من مناخات التطرف مما حولها إلى عباءة للتكفيريين.

يغيب عن الجماعة أيضاً انقساماتها الناجمة عن اختلاف تصوراتها وتباين رؤاها حول كيفية التعامل مع النظام الرسمي العربي وفي ذلك ما يكفي لتكريس الشكوك في جدية خياراتها وقدرتها على التأثير في مسار الأحداث.

اختلالات التفكير والتدبير التي يعاني منها الإسلام السياسي منذ وجوده ماثلة في بحثه عن دور يضعه في واجهة المرحلة المقبلة، فهو محكوم بذهنية اسقاط الرغبات دون التحقق من إمكانات تحققها، لا يعير اهتماماً لضرورات القيام بمراجعات حقيقية، يبني تصوراته على رؤية غير واضحة للواقع الذي يتحرك فيه، ويفترض قدرته على المساهمة في حل أزمات ما زال جزءاً منها.