صدمة في المجتمع الأردني بعد انتشار أفكار داعش بين نسائه (أرشيف)
صدمة في المجتمع الأردني بعد انتشار أفكار داعش بين نسائه (أرشيف)
الأربعاء 18 أكتوبر 2017 / 23:59

داعشيات أمام القضاء الأردني: دموع من خلف النقاب واستعطاف للمحكمة

24 - عمان – صدام اليحيى

بلباس السجن يعتليه نقاب أسود خلف القضبان الحديدية، سمعت الثلاثينية "ر ق" اليوم الأربعاء، قرار محكمة أمن الدولة الأردنية بحبسها 3 سنوات مع الأشغال الشاقة مخفضة إلى النصف بعد أن أدينت بتهمة الترويج لتنظيم داعش الإرهابي على مواقع التواصل الاجتماعي.

رابعة القراونة التي ذرفت الدموع فور نطق القاضي بالحكم، هي شقيقة أحد منفذي هجوم الكرك الإرهابي العام الماضي، لم تكن تظن أن الاسم المستعار الذي استعملته لإنشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي سيوقع بها في أيدي السلطات التي ألقت القبض عليها وأودعتها السجن لتنال جزائها القانوني المخفف رغبة من المحكمة لإعطائها فرصة لإصلاح نفسها.

المدانة أنشأت صفحة على موقع فيس بوك باسم "الفقيرة لله" ودخلت إلى صفحة تسمى "أحببت مجاهداً"، وقامت بتحميل مجموعه من الصور لمقاتلين يحملون أسلحة نارية للترويج لأفكارهم، وغردت برسائل تتغزل بالمقاتلين، وفي إحدى المرات نشرت صورة لمقاتل وأرفقتها بنص قالت فيه: "الملتحي عالم آخر من الجمال"، علاوة على أنها تواصلت مع شقيق لها يقاتل بصفوف تنظيم داعش في سوريا.

قضايا سابقة
قبل ذلك، كانت محكمة أمن الدولة تحاكم بالمدة ذاتها فلسطينية تقيم في المملكة الأردنية بجناية الترويج لأفكار جماعة إرهابية، كانت دائرة المخابرات العامة قد أوقفتها في فبراير (شباط) من العام الجاري.

وبحسب ما أفادت به لائحة الاتهام، فإن المتهمة ومنذ ٤ سنوات قامت بإنشاء صفحة لها على برنامج التواصل الاجتماعي فيس بوك، ومن خلالها تعرفت على شخص مصري وأبلغها بأنه من مؤيدي تنظيم داعش في مصر، وأخذ يقنعها بفكر ذلك التنظيم وأنه على حق كونه يسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية ويحارب الشيعة.

واستعطفت المتهمة المحكمة بعد أن غصت عيناها بالدموع من خلف نقابها الأسود، كونها أماً لطفلين لم يتجاوزا السادسة.

وتابعت أن المتهمة اقتنعت بهذا الفكر وأصبحت من المؤيدين لفكر تنظيم داعش الإرهابي بعدها، وفي أواخر عام ٢٠١٥ قامت المتهمة بإنشاء حساب آخر على فيس بوك وحساب آخر على تيلغرام، وكانت تقوم بتنزيل الإصدارات والأناشيد الخاصة بذلك التنظيم والتي تمجده على هاتفها الشخصي وبعدها تقوم بتنزيلها على حسابها الآخر على فيس بوك حيث وصل عدد أصدقائها على تلك الصفحة ٥٠٠ صديق.

وفي قضية أخرى، لا تزال سيدة ثلاثينية (بائعة هوى) تنتظر قرار المحكمة في قضيتها الموقوفة على ذمتها منذ أشهر، بعد أن دعت أحد الأشخاص الذين تربطهم بها علاقة غرامية إلى الالتحاق بداعش طمعاً في مبالغ مالية سيدفعها التنظيم لهم شهرياً.

وحسب لائحة الاتهام فإن المتهمة قامت بالاتصال بأحد الأشخاص عن طريق تطبيق بالهاتف الذكي وطلبت منه الالتحاق بصفوف التنظيم وقالت له: "أنا وأنت تعال ننضم لتنظيم داعش وسيعطينا كل شهر ٣٠٠٠ دولار ورح أفجر الحفلة" دون أن توضح قصدها من تفجير الحفلة.

صدمة
ورغم أن محكمة أمن الدولة تنظر منذ سنوات بقضايا الترويج ومحاولة الالتحاق بتنظيم داعش إلا أن هذه القضايا اقتصرت على الرجال، لكن قبل عام واحد تم القبض على أول سيدة بهذه التهمة.

وشكلت قضايا محاكمة النساء أمام المحكمة العسكرية، صدمة للمجتمع الذي يتعامل مع قضايا النساء بحساسية، خاصة أن القضايا مستجدة أمام المحكمة.

ورغم أن السلطات حريصة على عدم تضخيم قضية النساء وداعش، إلا أن محللين يرون أنه لا أحد بعيد عن الأفكار المتطرفة مهما كان جنسه أو عرقه.