جانب من اجتماع مجموعة الدول السبع (أ ف ب)
جانب من اجتماع مجموعة الدول السبع (أ ف ب)
الجمعة 20 أكتوبر 2017 / 21:50

اتفاق بين مجموعة السبع وعمالقة الإنترنت على تكثيف العمل لمنع الدعاية الإرهابية

اتفقت دول مجموعة السبع وعمالقة الإنترنت في العالم مثل غوغل وفيس بوك الجمعة، على العمل معاً لتكثيف الجهود لمنع نشر الدعاية الإسلامية المتطرفة على الإنترنت.

وقال وزير الداخلية الإيطالي ماركو مينيتي بعد اجتماع مع نظرائه في مجموعة السبع استمر يومين إن "هذه هي أولى الخطوات تجاه تحالف كبير باسم الحرية".

وأكد مينيتي أهمية الدور الذي يلعبه الإنترنت في "تجنيد وتدريب وتشدد" المتطرفين. وقال مسؤولون إن الاتفاق يهدف إلى إزالة المحتوى الإرهابي من الإنترنت خلال ساعتين من نشره.

وقال القائم بأعمال وزير الداخلية الأمريكي إيلين دوك إن "أعداءنا يتحركون بسرعة التغريدة (على تويتر) ونحتاج أن نواجههم بالسرعة نفسها".

ومع اعترافها بالتقدم المحقق، شددت وزيرة الداخلية البريطانية أمبر رود على ضرورة أن "تتحرك الشركات بشكل اسرع ليس فقط لإزالة المحتوى المتطرف، بل أيضاً لمنع نشره أصلاً".

وركز اجتماع المجموعة الذي عقد في فندق يطل على البحر في جزيرة اسكيا الايطالية على سبل مواجهة واحد من أكبر التهديدات الأمنية التي تواجه الغرب ألا وهو العودة المحتملة للمقاتلين الأجانب إلى أوروبا عقب سقوط معاقل تنظيم داعش.

وتوجه عشرات آلاف المواطنين من دول غربية إلى سوريا والعراق للقتال في صفوف تنظيم داعش بين 2014 و2016، عاد البعض منهم وشنوا هجمات أوقعت عشرات القتلى.

وحذر مينيتي الأسبوع الماضي من أن الإرهابيين الذين يخططون لشن هجمات ثأرية في أوروبا بعد هزيمة الإرهابيين في سوريا، ربما يتسللون إلى أوروبا على متن مراكب المهاجرين المنطلقة من ليبيا.

وعلى هامش الاجتماع، وقعت الولايات المتحدة وايطاليا اتفاقاً للتشارك في قواعد بيانات بصمات اليد في مسعى للكشف عن المتطرفين المحتملين الذين يتخفون في هيئة طالبي لجوء.

وتهدف "مذكرة التفاهم التقنية" الموقعة بينهما إلى كشف المشتبه بهم، والتفرقة بين المتهمين بأعمال جنائية والإرهابيين.

والخميس، وعد رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك بتقديم دعم مالي أكبر للمساعدة في إغلاق طريق الهجرة المحفوف بالمخاطر من ليبيا إلى ايطاليا.

وقال توسك إن الاتحاد سيقدم "دعماً أقوى لجهود إيطاليا مع السلطات الليبية" وأن هناك "فرصة حقيقية لإغلاق الطريق الرئيسي عبر المتوسط".

وتراجعت أعداد المهاجرين انطلاقاً من سواحل ليبيا، بنسبة 20 % هذا العام.

ولعبت إيطاليا دوراً رئيسياً في تدريب قوة خفر السواحل الليبيين على وقف تهريب البشر عبر مياهها الإقليمية، وفي التوصل إلى صفقات مثيرة للجدل مع ميليشيات ليبية لوقف انطلاق مراكب المهاجرين.

كما ناقش الوزراء أفكاراً حول سبل معالجة مشكلة محاكمة العائدين، وسط تساؤلات حول نوعية الأدلة المستخدمة، وكيفية جمعها، وإذا ما كان يمكن استخدامها في المحاكم المحلية.

ودعت الولايات المتحدة وبريطانيا لتقديم مزيد من الجهد بخصوص أمن الطيران، خصوصاً عبر مشاركة بيانات المسافرين.

ودعت مجموعة السبع -- بريطانيا، كندا، فرنسا، ألمانيا، ايطاليا، اليابان، والولايات المتحدة -- شركات الإنترنت العملاقة للعمل مع شركائها الأصغر لقيام درع الكتروني ضد التطرف.

وقال مينيتي "إن علاقة تنظيم داعش بالانترنت مثل علاقة السمك بالمياه"، مشيراً إلى أنه حان الوقت لتطوير دواء لـ"برامجها الخبيثة للإرهاب".

وأوضحت الوزيرة رود أن الحكومة البريطانية ستقوم بدورها عبر تعديل القوانين بما يسمح بمعاقبة من يتابعون ويشاهدون المحتوى المتطرف على الانترنت بعقوبات حبس تصل إلى 15 سنة.

لكن جوليان ريتشاردز الخبير في مركز جامعة باكنغهام لدراسات الأمن والاستخبارات أشار إلى أنه من غير المرجح أن تحذو باقي دول مجموعة السبع حذو بريطانيا في هذا المضمار.

وقال ريتشاردز إن "مقاربة بريطانيا الصعبة لتقديم إجراءات تشريعية تحاول أن تجبر الشركات على التعاون واقتراح فرض أحكام طويلة بالسجن على من يتشددون على الإنترنت، هي غالباً غير مستساغة أو حساسة سياسياً في دول متقدمة عديدة أخرى".

ويعقد وزراء دول مجموعة السبع (بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة) جلسة العمل الثانية على جزيرة نابولي لمناقشة مكافحة "الإرهاب" على الإنترنت.