الأحد 22 أكتوبر 2017 / 09:07

حكومة بقدر الطموح

جمال الدويري- الخليج

تغريدة واحدة من ثماني عشرة كلمة، صبيحة يوم الخميس الماضي، حبست أنفاس أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها في انتظار ما ستجود به نفس الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، من تعديلات وزارية على حكومته، تعتدّ بالماضي وتواكب الحاضر وتستشرف المستقبل.

الكل كانوا موقنين بأن ما سيأتي به سموّه، سيلبي طموحاتهم ويزيد، فحتى أكثر الناس خبرة بالحكومة وخلفياتها، لا يستطيعون التنبّؤ بما سيسفر عنه التعديل المرتقب، وما الجديد الذي سيطلقه الشيخ محمد بن راشد لأبنائه المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات، فتشرئب عيونهم على حسابه على "تويتر" ينتظرون الجديد، فيلبي تطلعاتهم ويزيد.

خمس وعشرون "تغريدة" فقط، ترسم ملامح الوطن ومستقبله، تفتح ملفات لا آخر لها، فأصبح كل تعديل وزاري يجري على حكومة دولة الإمارات، حدثاً محلياً فريداً؛ فلا خبر أهم من خبر الحكومة، وتعدى الأمر ذلك، ليصبح "التعديل" خبراً تنتظره جميع وكالات الأنباء، فكما شغلهم سموّه باستحداث حقيبة وزيرة السعادة في التعديل السابق الذي أجراه عشية ختام القمة العالمية للحكومات 2016، يشغلهم اليوم باستحداثه منصب وزير للذكاء الاصطناعي.

ويقول سموّه عن التعديل الحكومي "الحكومة الجديدة هي حكومة عبور للمئوية الإماراتية الجديدة، هدفها تطوير المعرفة، ودعم العلوم والأبحاث، وإشراك الشباب في قيادة المسيرة".

في هاتين التغريدتين، لخص سموّه نظرته إلى الحكومة والعمل المأمول الذي ينتظره من وزرائها، ويؤكد أن العالم أمام متغيرات متسارعة يجب مواكبتها بالتحديث والتطوير، لا انتظار نتائجها فحسب، فيطلب إليه تجهيز الكوادر بمهارات المستقبل و"التقنيات المتقدمة التي ستخلق وظائف جديدة وتلغي نصف الحالية خلال عشر سنوات فقط".

تعديلات فبراير(شباط) 2016، شهدت استحداث وزارات المستقبل، والتسامح، والشباب، والسعادة، والتغير المناخي، ورفد قطاع التعليم بوزيرين جديدين، فضلاً عن الوزير الأساسي، وتشكيل مجلس أعلى للتعليم لمتابعته، وتشكيل مجلس للشباب، ومجلس علماء الإمارات.

2017 يسحب أيامه الأخيرة، ويتركنا مع "الذكاء الاصطناعي"، وملفات "الأمن الغذائي المستقبلي" و"المهارات المتقدمة"، و"العلوم المتقدمة".

التعيينات السابقة والاعتماد على الشباب، كانت محل رهان، واليوم جميعنا نقرّ بنجاح شما المزروعي وحركتها الشبابية الدؤوبة، كما أننا متأكدون من نجاح عمر العلماء وسارة الأميري، لأن الثقة بين الحكومات والشعوب تبنى بالنتائج، لا بالكلام.

في الإمارات يعيّنون وزراء ووزيرات للمستقبل، وفي غير دولة يبحثون عن وزراء لا يجيدون إلا التندّر على الماضي، وكأن الوظائف التي ستلغى خلال السنوات العشر المقبلة، هي وظائفهم.