دمار في سوريا.(أرشيف)
دمار في سوريا.(أرشيف)
الأحد 22 أكتوبر 2017 / 14:52

إعادة إعمار سوريا.. عقود مربحة لروسيا وإيران!

كتبت الصحافية بيتاني-ألن إبراهيميان في مجلة "فورين بوليسي" أن اعادة إعمار سوريا تعد بعقود مربحة للشركات الروسية والإيرانية.

المناطق التي شهدت دماراً ومقتل مئات آلأاف الاشخاص صارت بالنسبة إلى شركات داخل سوريا وخارجها عناوين للربح. فكل جسر وطريق ومصنع وجسر مدمّر سيكون فرصة لعقود مربحة مع الحكومة

وقالت الصحافية إن العنف الأسوأ للسنوات الست الاخيرة في سوريا ينتهي مع استعادة قوات الرئيس السوري بشار الأسد مساحات واسعة من المناطق التي كان تسيطر عليها قوات المعارضة، ومع طرد داعش من معاقله. ولكن المناطق التي شهدت دماراً ومقتل مئات الآلاف من الأشخاص صارت بالنسبة إلى شركات داخل سوريا وخارجها عناوين للربح. فكل جسر وطريق ومصنع وجسر مدمّر سيكون فرصة لعقود مربحة مع الحكومة.

معرض دمشق الدولي

وفي أغسطس (آب) الماضي، توافدت شركات من نحو عشرين بلداً إلى سوريا للمشاركة في معرض دمشق الدولي. وهو أول معرض من هذا النوع منذ بداية الحرب عام 2011، حيث أعلن بشكل واضح أن البلاد مفتوحة للعمل مرة أخرى، غير أنه تم إستبعاد شركات من الدول التي قاتلت ضد حكومة الأسد.

الشركات الغربية غير مدعوّة
وتقول المجلة إنه من المرجح أن تذهب عقود إعادة الإعمار إلى حد كبير إلى الشركات المرتبطة بروسيا وإيران اللتين تدعمان الأسد، على الرغم من أن الصين والبرازيل تسعيان أيضاً إلى رمي قبعاتهما في الحلبة.

وتشير المجلة إلى أن معظم الشركات الغربية غير مدعوة، غير أنه خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر (أيلول) الماضى، قالت 14 دولة معظمها من الدول الغربية والخليجية المعارضة للأسد، إنها لن تشارك في إعادة إعمار سوريا حتى يتم إجراء "عملية سياسية" تنطوي على خروج الأسد من السلطة.

وأكد مستشار الأمن القومي الأمريكي إي إتش ماكماستر مجدداً هذا الموقف، خلال لقاء عقد يوم 19 أكتوبر (تشرين الأول) في واشنطن، قائلاً: "يجب أن نضمن عدم ذهاب دولار واحد على إعادة بناء أي شيء تحت سيطرة هذا النظام الوحشي".

روسيا
وفي مطلع أبريل (نيسان) 2016 ، وقعت روسيا بعد تدخلها في الحرب السورية بوقت قصير عقوداً في البنى التحتية وغيرها. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، تعهدت دمشق اعطاء موسكو الأولوية في العقود، وفقاً لموقع "روسيا اليوم". وسبق لشركتين للطاقة مرتبطتين بالكرملين أن بدأتا أعمالاً في النفط والغاز والتعدين في مناطق طُهّرت للتو من داعش. ويفكر البلدان في إنشاء مصرف مشترك لتسهيل تعاملات كهذه.

إيران
ولكن دمشق تستعين أيضاً بحليف آخر للمساعدة على إعادة الإعمار. وفي وقت سابق هذه السنة، وقعت شركات إيرانية مرتبطة بالحرس الثوري عقوداً لبناء شبكات الهاتف والتعدين. والشهر الماضي، وقعت شركات أخرى سلسلة اتفاقات أولية لبناء مصانع جديدة للطاقة في عدد من المدن السورية، بينها حلب وحمص. وقال مسؤولون إيرانيون إن طهران ستبني مصفاة للنفط في سوريا.

البرازيل
وتقول الصحافية إن دولاً أخرى تنتظر دورها. ففي 19 أكتوبر (تشرين الأول) صرح وزير الخارجية البرازيلي ألويزيو نانس بأن البرازيل تنوي إعادة العلاقات مع سوريا وفتح سفارتها التي أقفلت منذ 2012 في محاولة لإعطاء الشركات البرازيلية فرصة للمشاركة في إعادة الإعمار هناك. وحتى أن بعض الشركات الغربية الصغيرة شاركت في معرض دمشق الشهر الماضي، آملة في حصة في ما تقدر منظمات بأنه سيكون مشاريع قيمتها 300 مليار دولار.