الرئيس التركي رجب طيب ارودغان.(أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب ارودغان.(أرشيف)
الأحد 22 أكتوبر 2017 / 13:23

أردوغان تهديد وجودي للناتو.. كيف يمكن معاقبته؟

رأى الباحث دانيال بايبس أنّ تخليص حلف شمال الأطلسي (ناتو) من تصرّفات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بات ضرورة ملحة.

الناتو يواجه خيارين. إمّا أن يستمر في نفس السياسة على أمل أن يكون أردوغان مارّاً في مرحلة مضطربة ليس إلّا، وإمّا يدرك أهمية عدم المخاطرة بنفسه من خلال إطلاق هكذا تكهّن فيتخذ إجراءات ضده

وفي صحيفة "ذا واشنطن تايمز" الأمريكية كتب أنّ الناتو يواجه تهديداً وجودياً لا يرتبط بالحاجة إلى تأمين كل دولة لمتوجباتها المالية في الموازنة الدفاعية أو في إيجاد دور بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، أو حتى في مواجهة الرئيس الروسي. فهذا التهديد يجسده أردوغان الحاكم الديكتاتوري الإسلامي المتطرف الذي تشكل سياساته تقويضاً للحلف الذي يضم 29 دولة والذي صمد حوالي 70 سنة.

حين أنشئ الناتو سنة 1949، قام على مبادئ طموحة كان الحلف يهدف للدفاع عنها وهي الحفاظ على الحرية والإرث والحضارة المشتركين لشعوب الدول الأعضاء المبنية على مبادئ الديموقراطية والحرية الفردية وحكم القانون. لكنّ الباحث يشدّد على أنّ تركيا بقيادة أردوغان لا تلتزم اليوم بأي من هذه المبادئ.

تجاهل
ينتقد بايبس بشدّة سياسة غض الطرف التي يتّبعها الناتو تجاه أنقرة. فبدلاً من تعزيز الحلف وتمتينه بناء على هذه الأسس، راحت الدول الأعضاء في الناتو تتجاهل خرق تركيا للمبادئ التي أراد الحلف الدفاع عنها. فهنالك 28 دولة لا تزال صامتة على ما يكاد يكون حرباً أهلية يشنها النظام التركي في منطقة الأناضول جنوب شرق البلاد ضدّ الأكراد. وينتقد بايبس نشوء جيش خاص يُعرف ب "سادات" خاضع لسيطرة أردوغان الحصرية. وأشار إلى أنّ هذه الواقعة يبدو أنها لا تزعج دول الحلف.

دعاء بمزيد من الأعاصير

من جهة ثانية، يظهر أنّ دول الناتو غائبة عن تضييق أنقرة الفجائي لإمكانية وصول هذه الدول نفسها إلى قاعدة أنجرليك التابعة للحلف الأطلسي. وتبدو غائبة أيضاً عن إعاقة العلاقات مع دول صديقة للولايات المتحدة مثل النمسا وقبرص وإسرائيل. وكتب بايبس عن الأجواء المناهضة لأمريكا في تركيا مثلما حدث مع عمدة أنقرة الذي أمل في أن تضرب أمريكا مزيد من الأعاصير التي تجلب الدمار إليها.

ضرب وقتل وابتزاز
أضاف بايبس أنّ معاملة تركيا السيئة لمواطني الدول الأعضاء، بالكاد تزعج الناتو. وهو يذكّر بأنّ تركيا أوقفت 12 مواطناً ألمانياً وحاولت اغتيال أتراك داخل ألمانيا نفسها. من جهة أخرى، عملت السلطات التركية على احتجاز أمريكيين واستخدامهم كرهائن للتفاوض حولهم مع واشنطن، إضافة إلى تكرار استخدام العنف الجسديّ ضدّ مواطنين أمريكيين في الولايات المتحدة.

تساعد طهران في البرنامج النووي
ويظهر أنّ الناتو غير منزعج من مساعدة أنقرة لطهران في بناء برنامجها النووي وفي بناء حقل نفطي لها ونقل أسلحة إيرانية إلى حزب الله. ويتحدث أردوغان حول انضمام بلاده إلى منظمة شنغهاي للتعاون التي يسيطر عليها الروس والصينيون، كما أنّه يقوم بتدريبات عسكرية مشتركة مع الجيشين الروسي والصيني. إضافة إلى كل هذا، لم تتأثر دول الحلف بمنع إصدار تأشيرات دخول مشتركة بين الولايات المتحدة وتركيا.

مجموعة اقتراحات
من هنا، يؤكد بايبس أنّ الناتو يواجه خيارين. إمّا أن يستمر في نفس السياسة على أمل أن يكون أردوغان مارّاً في مرحلة مضطربة ليس إلّا، وإمّا يدرك أهمية عدم المخاطرة بنفسه من خلال إطلاق هكذا تكهّن، فيبدأ باتّخاذ إجراءات ملموسة ضدّ الرئيس التركي. ويطالب بايبس بموقف موحد ضد ديكتاتورية أردوغان العدائية، لأنّ هكذا خطوة تمكّن الناتو من إعادة اكتشاف هدفه النبيل وهو "الحفاظ على الحرية والإرث والحضارة المشتركين" لشعوب دوله. ومن بين الإجراءات التي يطالب بها بايبس، تجميد نشاطات أنقرة في الناتو حتى تعود إلى التصرف كحليف. ويمكن أن يتجسد ذلك من خلال:

- إزالة الأسلحة النووية من أنجرليك

- إيقاف عمليات الناتو في القاعدة العسكرية نفسها

- إلغاء مبيعات الأسلحة مثل طائرات أف-35

- استبعاد مشاركة تركيا في برامج تطوير الأسلحة

- رفض مشاركة المعلومات الاستخبارية

- رفض تدريب جنود أتراك

- رفض تسلم مواطنين أتراك لمناصب في الناتو