المرشح القطري الخاسر لمنظمة اليونسكو حمد بن عبدالعزيز الكواري.(أرشيف)
المرشح القطري الخاسر لمنظمة اليونسكو حمد بن عبدالعزيز الكواري.(أرشيف)
الثلاثاء 24 أكتوبر 2017 / 15:07

خسارة قطر وفّرت على اليونسكو انتكاسة جديدة

24- زياد الأشقر

أجرت كارولين هولموند في مقال نشرته في موقع مودرن ديبلوماسي، قراءة لانتخابات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" التي أجريت في وقت سابق من هذا الشهر، قائلة إنه منذ عامين، كانت قطر تضغط بقوة من أجل مرشحها حمد بن عبد العزيز الكواري، كي يصبح المدير العام للمنظمة، لكنه خسر الانتخابات لمصلحة وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة أودري أزولاي.

الأونيسكو وفرت على نفسها مديراً عاماً كان من المحتمل أن يستخدم منصبه لتلميع صورة قطر الفنية والثقافية وتسجيل نقاط ضد دول عربية أخرى، عوض تعزيز مهمة المنظمة

وقالت إن هزيمة الكواري هي خبر جيد بالنسبة إلى منظمة فقدت الكثير ليس من مصادر تمويلها فقط، وإنما من شرعيتها في الأعوام الأخيرة.

مطالب دول المقاطعة
وتلفت هولموند إلى أنه حتى بعد مواجهة هذه الهزيمة، فإن قطر لم تفعل شيئاً للامتثال لمطالب الإئتلاف الذي تقوده السعودية، والتي تشمل وضع حد لعلاقات الدوحة بالمجموعات الإرهابية والحد من التجارة مع إيران انسجاماً مع العقوبات الأمريكية والدولية. لقد مضى على مقاطعة قطر أكثر من أربعة أشهر، مما يثير أسئلة عن الوقت الذي ستلبي فيه الدوحة هواجس حلفائها السابقين- وهي هواجس تتشارك فيها مع معظم الأسرة الدولية.

 دعم قطر للإخوان
وأشارت إلى أن معظم الانتقاد يتركز على دعم قطر لتنظيم الإخوان الإرهابي، واستضافتها لمسؤولين من طالبان، ومنتمين إلى تنظيم القاعدة، والقيادة السياسية لـ"حماس"، وعلاقاتها المتزايدة مع طهران، التي تمول الإرهاب الخاص بها. وثمة خبراء مثل الوكيل السابق لوزارة الخزانة الأمريكية ديفيد كوهين، ممن يلومون ضعف الحكومة القطرية في الإشراف على أفراد قطريين يمولون بسهولة مجموعات إرهابية مثل داعش.

ولفتت إلى أنه من دون اتخاذ إجراءات ملموسة لمعالجة هذه الاتهامات، فإن قطر تضخ مزيداً من الطاقة والأموال لتحسين صورتها في العالم، ومن بينها الترشح لليونسكو وكذلك الاستثمار في ما تراه فناً وثقافة. وتقف الشيخة مياسة شقيقة أمير قطر تميم بن حمد آل خليفة وراء شراء قطر أعمالاً فنية عالمية آخرها تحفة للرسام الفرنسي بول غوغان ب210 مليارات دولار، وهي لوحة لم يسبق أن عرضت علناً في البلاد. والشيخة مياسة هي رئيسة هئية متاحف قطر، ولديها طموح لبناء مشاريع مثل متحف الفن الإسلامي في الدوحة- أحد المشاريع التي بنيت بأيدي مليوني عامل مهاجر يعشيون في قطر ولا يتقاضون الأجور التي يستحقونها. وقد أتاحت لها ثروة عائلتها الهائلة استئجار خدمات مهندسين فرنسيين مشهورين مثل جان نوفيل، الذي صمم المعرض الوطني الذي افتتح مؤخراً في قطر بكلفة 434 مليون دولار، وكذلك رعاية معارض لفنانين أوروبيين مثل داميان هيرست.

تلميع صورة قطر
وخلصت إلى القول إن اليونسكو وفرت على نفسها مديراً عاماً كان من المحتمل أن يستخدم منصبه لتلميع صورة قطر الفنية والثقافية وتسجيل نقاط ضد دول عربية أخرى، بدلاً من تعزيز مهمة المنظمة في تطوير الحوار العالمي والثقافة والسلام. والآن الأمر عائد لأزولاي لفعل ما تستطيع لإنقاذ ما تبقى من شرعية المنظمة.