الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والصيني شي جينبينغ.(أرشيف)
الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والصيني شي جينبينغ.(أرشيف)
الأحد 29 أكتوبر 2017 / 10:33

غياب ترامب عن قمة شرق آسيا يتوج الرئيس الصيني "ملكاً"

24- زياد الأشقر

أنهى مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني أعماله مؤخراً في بكين بقرار أدرج فيه اسم الرئيس شي جينبينع في دستور الحزب إلى جانب ماو تسي تونغ. وسارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تهنئة نظيره الصيني، وقال للصحافيين إن "بعض الناس قد يطلقون عليه لقب ملك الصين". وتزامناً، أعلن البيت الأبيض أن ترامب لن يحضر القمة السنوية لزعماء آسيا-المحيط الهادئ. وبدا ذلك كأنه تتويج رائع لـ"الملك" الجديد، الذي سيكون الرئيس المهيمن على القمة التي تحضرها 18 دولة.

مغادرة الفيليبين مع بدء القمة سيعتبر بمثابة إزدراء لها، وسيقوض كل ما يمكن ان يكون الرئيس قد حصده خلال جولته التي تستمر 11 يوماً

وكتب الباحثان فيكرام سينغ وليندسي فورد في تقرير في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن المسألة يجب ألا تأخذ هذا المسار. فالقمة تأتي في نهاية رحلة طويلة إلى آسيا تشمل أجندة حافلة، وتهدف إلى إظهار التزام واشنطن حيال المنطقة. وتبقى القمة الفرصة الوحيدة لرئيس الولايات المتحدة للجلوس والانخراط مع نظرائه في منطقة آسيا –المحيط الهادئ في نقاش القضايا السياسية والأمنية الأساسية في الوقت الراهن. وقد تخلف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عن إحدى القمم –لأن الكونغرس الجمهوري كان قد أغلق مصاريف الإدارة الأمريكية كاملة. أما ترامب فسيكون متواجداً فعلاً في الفيليبين، حيث ستعقد القمة. ومغادرة الفيليبين مع بدء القمة سيعتبر بمثابة إزدراء لها، وسيقوض كل ما يمكن ان يكون الرئيس قد حصده خلال جولته التي تستمر 11 يوماً.

الالتزام الأمريكي
وقال الباحثان إن من بين الأسباب التي تفرض عدم غياب ترامب عن القمة، هو أنه بالنسبة إلى الشركاء الآسيويين، فإن الإشارة الأمريكية الأكثر أهمية للالتزام الأمريكي، هو الانخراط الناشط في الاجتماعات الإقليمية والنشاطات الجماعية. إن حضور قمة شرق آسيا سيعكس الإرادة الحسنة ويبعد التساؤلات عن الحاجة إلى استراتيجية إقليمية أوسع فضلاً عن شغور معظم المناصب الرئيسية المتعلقة بشؤون آسيا. وفضلاً عن الانسحاب المفاجئ لترامب من اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ فور دخوله إلى البيت الأبيض، فإن هذه الأفعال أدت إلى انهيار ثقة الرأي العام في المنطقة حول الالتزام الأمريكي. ويمكن لرئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ القول في نفس الوقت نفسه بحرية أكبر، إن الصين حاضرة دائماً –كصديق أو كخصم (وبصفته رئيساً للحكومة، فإن لي هو الزعيم الذي من المعتاد حضوره القمة. كما أنه العضو الوحيد في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني الذي أُعيد انتخابه مع شي جينبينغ).

تيلرسون يمثل ترامب
وأضاف أن السبب الثاني الذي من أجله يجب أن لا تغيب الولايات المتحدة عن القمة، يكمن في أن الغياب يقلل شأن من الرئاسة الأمريكية. ويسهل تصور أن قرار ترامب عدم الحضور قد ولد ارتياحاً لدى طاقم البيت الأبيض لأنه يقلل من احتمالات حصول صدامات ديبلوماسية. وكون وزير الخارجية ريكس تيلرسون هو من سيمثل الولايات المتحدة فهو يُعتبر بديلاً يمكن التنبؤ بسلوكه. لكن حتى الديبلوماسي الأكثر قدرة في الإدارة لا يمكن أن يحل محل الرئيس في هكذا اجتماعات، خصوصاً أن ترامب طالما أطلق مواقف تتعارض مع مواقف وزير الخارجية. وإذا ما انضم ترامب إلى القمة فإن ذلك من شأنه أن يظهر أن الولايات المتحدة مستعدة للتعاون مع زعماء منطقة يُعتبر اقتصادها الأسرع نمواً في العالم.