الأحد 29 أكتوبر 2017 / 20:20

الأهلي والزمالك.. وفتنة المعايرة

الفتنة أشد من القتل، لعلها كلمات تخمد النيران المشتعلة حالياً بفعل فاعل بين جمهوري الأهلي والزمالك المصريين، تزامناً مع خوض "الشياطين الحمر" مباريات نصف النهائي والنهائي لأبطال أفريقيا.

تحولت مواقع السوشيال ميديا إلى مكبرات صوت وأقلام من النوع المسنون، ينال كل منها من الآخر، ويقذف هذا الكيان مثيله، ويعاير الشقيق شقيقه، حتى أنهم جميعاً تناسوا الموقعة الرياضية وتمسكوا بالسباب والشتائم والمعايرة، وهدم كل المبادئ الرياضية.

انشغل عدد من جمهور الزمالك بمهاجمة نظيره الأهلي خلال موقعة الفريق الأخيره أمام الشقيق الوداد المغربي في ذهاب نهائي أبطال أفريقيا، وأسرعوا بكتابة جمل تحمل داخلها أشد أنواع الفتن، كالتأييد تارة والسب تارة أخرى، والمعايرة ثالثة، في حين لم تقف جماهير الأهلي في مقاعد المتفرجين بل نزلت على السوشيال بكل ثقلها تعاير "الملكي" بخساراته المتتالية، الأمر الذي أصبح ظاهرة تجد من يوقدها كلما خمدت.

ليس من المنطقي أن يجتمع الجميع على حب ناد واحد، كما أنه ليس من المنطق أن يساند أحد، فريقاُ آخر ليس من جلدته، فالخطأ مشترك وكلنا في مركب واحد يسير عكس التيار بقوة رياح معبأة بالغل والحقد وعدم الانتماء والجهر بالخطأ، ولم لا ونحن في الزمن الصعب.

إذا كنت زملكاوياً فلماذا تهاجم الأهلي؟، وإذا كنت أهلاوياً فلماذا تعاير الزمالك؟، وإذا كنت مصرياً فهل من حقك أن تشجع فريقاً مغربياً يتبارى مع أبناء وطنك؟.

يا جمهور العرب، عليكم أن تعلموا أن الرياضة وجدت لنتمتع بها ولتقوية روابط المحبة والانتماء بيننا، وتساندنا على ما نواجهه يومياً من مشاكل وصعوبات الحياة، وأن تكون الرافد الأساسي لتغذية المنتخبات الوطنية، ولم تُخلق أبداً لإشعال الفتن وقتل الانتماء وهدم المبادئ والقيم.

كلام في الختام
لست ممن إذا جفاه أخوه
أظهر الذم أو تناول عرضا

بل إذا صاحبي بدا لي جفاه
عدت بالود والوصال ليرضى

كن كما شئت لي فإني حمول
أنا أول من عن مساويك أغضى