فلسطينيون يتظاهرون في الضفة.(أرشيف)
فلسطينيون يتظاهرون في الضفة.(أرشيف)
الأربعاء 1 نوفمبر 2017 / 13:28

فرصة فريدة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين

منذ توليه السلطة، يبدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اهتماماً بحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. وزار المنطقة، وأرسل مبعوثين أجروا لقاءات مع مسؤولين من طرفي الصراع، فهل تساعد تطورات حديثة على تحقيق هذا الهدف؟

يفترض بإسرائيل التصريح عن استعدادها لبدء مفاوضات تسوية دائمة مع السلطة الفلسطينية، تنظمها الولايات المتحدة والرباعي العربي، وبالاستناد لمبادرة السلام العربية

حاول عبد المنعم سعيد، زميل بارز لدي مركز "كراون لدراسات الشرق الأوسط"، التابع لجامعة برانديس، وشاي فيلدمان مدير المركز، ونواف عبيد، باحث سابق لدى مركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية في الرياض، الإجابة على سؤال طرحته مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، معتبرين أن هناك مجموعة من الظروف تقدم فرصة فريدة للفلسطينيين والإسرائيليين لحل صراعهم التاريخي. وكان أول تلك الظروف انتخاب الرئيس ترامب، الذي يبدي رغبة حقيقية بتحقيق ما عجز عنه رؤساء سابقون: إحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وفي الواقع، يبدو أن الرافضين لسياسة ترامب، وهم من الساسة القدامى الذين فشلوا في حل الصراع، لم يفلحوا سوى في زيادة حماس ترامب لمحاولة تحقيق المستحيل. فقد قال مؤخراً في نيويورك "نعمل بقوة على هذه القضية. ويقولون إنه، من الناحية التاريخية، هذا أمر يستحيل تحقيقه. وأنا أقول يمكن أن يتحقق".

سريع التعلم

ويقول الاحثون إن ترامب يبدو سريع التعلم في ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، وليس متردداً في التخلي عن مواقف عبر عنها مرات عدة خلال حملته الرئاسية. ونتيجة له، سرعان ما حض إسرائيل على "التمهل في بناء مستوطنات". كما يبدو أن ترامب تخلى عن التزامه بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

هاجس
إلى ذلك، تواجه أربع دول عربية – الإمارات ومصر والعربية السعودية والأردن مع إسرائيل هاجساً بشأن العنف والتطرف في المنطقة، إضافة تدخل إيران المتنامي في العراق واليمن. وتزايدت مخاوف الدول العربية الأربع عقب التوقيع على الاتفاق النووي بين خمس قوى وإيران كصفقة قدمت لطهران فضلاً عن تسهيلات إضافية تساعدها في تمويل نشاطاتها عبر الشرق الأوسط. كما عزز الرباعي العربي جهوده لضبط دعم قطر للتطرف، وبصورة رئيسية لشبكة الجزيرة.

مخاوف مشتركة
وفي المقابل، دفعت تلك المخاوف المشتركة بعضاً من أعضاء الرباعي العربي لأن يشجعوا الفلسطينيين على إجراء تسوية. ومن خلال مكانته الرفيعة كخادم للحرمين الشريفين، شارك الملك سلمان بن عبد العزيز في مشاورات مفصلة مع الرئيس ترامب بشأن أفضل وسيلة لتحقيق اختراق في العملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ويشير الباحثون لدور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي خاطب الطرفين علناً وبصورة مباشرة، مشجعاً إياهم على "الاستفادة من فرصة قد لا تتكرر". وفي خطاب ألقاه في سبتمبر( أيلول) أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، طالب السيسي الفلسطينيين ب "التوحد في سبيل هدف مشترك، والقبول بتعايش مشترك مع إسرائيل بسلام وأمن". وبنفس اللهجة طالب الإسرائيليين بـ "عدم التردد.. فنحن نقف سوياً لتحقيق هذه الخطوة معاً".

متطلبات
ويرى الباحثون أنه على الإسرائيليين والفلسطينيين الاستفادة من هذه الفرصة الفريدة لحل صراعهم مع تأمين مصالحهم الأساسية. وكبداية يفترض بإسرائيل التصريح عن استعدادها لبدء مفاوضات تسوية دائمة مع السلطة الفلسطينية، تنظمها الولايات المتحدة والرباعي العربي، وبالاستناد لمبادرة السلام العربية.

ومن جانبهم، يحتاج الفلسطينيون لاستكمال عملية مصالحة داخلية جرت مـؤخراً، ويمكن أن تؤسس لتشكيل طرف فلسطيني موحد. وذلك يتطلب استعادة السلطة المركزية الفلسطينية لسيطرتها على المنطقة الفلسطينية دون ترك حماس وميليشيتها المسلحة لتمارس سلطة "دولة داخل دولة".