لوفر أبو ظبي.(وكالات)
لوفر أبو ظبي.(وكالات)
الخميس 9 نوفمبر 2017 / 13:55

معهد الشرق الأوسط: لوفر أبوظبي تواصل حضاري عبر الزمان

لحظة ساحرة تشهدها عاصمة الإمارات، مع انطلاق مشروعها الثقافي الأروع، لوفر أبوظبي. وعن هذا المشروع الكبير، كتبت في موقع "معهد الشرق الأوسط"، آن ماري ماكوين، صحفية كندية، أن المتحف لا يستحوذ فقط على موقع رائع فوق جزيرة السعديات في أبوظبي، بل يبدو، عند النظر إليه من ثلاثة أركان، وكأنه جزيرة بحد ذاتها.

مع روعة المبنى، إلا أن الكنوز التي يضمها تمثل أكبر حدث ثقافي شهدته المنطقة

تقول ماكوين إن قبة المتحف البالغ قطرها 180 متراً، تتراءى للزائر من جميع جوانب البحر، وتتألف من 8 طبقات، صنع نصفها من الحديد الصلب، والنصف الباقي عبارة عن طبقات داخلية، يفصل بينها هيكل فولاذي يصل ارتفاعه إلى خمسة أمتار. وتتكون القبة من 85 قسماً.

وتتميز القبة الفولاذية بتصميم هندسي مدروس، وتغطيها أشكال هندسية عديدة بأحجام مختلفة تتسلل إليها أشعة الشمس لتعطينا ما يشبه مشهداً سينمائياً أخاذاً في النهار، حيث يتجسد" شعاع من نور"، بينما تظهر الإضاءة ليلاً الزخارف المتوزعة بأشكال وتصاميم مختلفة.

إنجاز
وتلفت الصحفية للإنجاز الكبير الذي تحقق عندما رفعت القبة ووضعت في مكانها، بما يجسد مكانة الإمارات كإحدى الدول القليلة في العالم، القادرة على تنفيذ مشاريع متميزة تتطلب أحدث الإبداعات في مجال العمارة، والتقنيات المتطورة.

وتقول ماكوين إنه حال افتتاح المتحف في 11 نوفمبر( تشرين الثاني)، بعد عشر سنوات على الإعلان عنه، ستتاح لزواره فرصة للسير تحت قبته التي بدأت تتلألأ منذ فترة، والتي تبدو كالمبنى ذاته، وكأنها تطوف فوق مياه الخليج.

وقد صمم لوفر أبوظبي ليمثل مدينة عربية صغيرة بأشعة شمس تتسلل إلى 23 صالة عرض تحت مسمى "شعاع من نور" الذي وضعه مصمم المكان المهندس الفرنسي جان نوفيل، الحائز على جائزة بريتزكر للفنون.

ثقافة وتاريخ
ومنذ الانطلاقة الأولى، سعى نوفيل لتصميم متحف يعكس غنى ثقافة وتاريخ منطقة الخليج. وهو قال مؤخراً لمؤسسة صحفية إنغليزية – أمريكية: "أصمم أعمالي وفقاً مواقعها. ومن مهام المعماري أن يعكس في تصميماته المكان بحد ذاته. وإن متحفاً عظيماً بالنسبة لي هو الذي يعكس ثقافة البلد الذي أنشئ فيه، وهو ما حرصت على تجسيده في لوفر أبوظبي. وهذه الأشياء ليست قابلة للتبديل".

كنوز وتحف
وتقول الصحفية إنه مع روعة المبنى، إلا أن الكنوز التي يضمها تمثل أكبر حدث ثقافي شهدته المنطقة. فهم يضم 600 قطعة فنية على المستوى العالمي، نصفها من المجموعات الدائمة في المتحف، ونصفها مستعار للعام الأول من 13 مؤسسة ثقافية فرنسية، من ضمنها متحف اللوفر في باريس، ومتحف دورسيه، ومركز بومبيدو.

تواصل بين الحضارات
وقال جان فرانسوا شارنيه، مدير متاحف فرنسية، أشرف على المشروع: "نريد توفير فرصة لزوارنا لكي يشاهدوا كيف تم التواصل بين الحضارات، على مر الزمان. وهذا ما يعطي لوفر أبوظبي ميزة عرض 12 خطوة أساسية، تمثل كل منها لحظة تاريخية هامة في حياة البشرية".

وأضاف شارنيه: "كما راعينا ناحية أن المتحف صمم وبني في أبوظبي، وليس في باريس. لذا كان لا بد من تمثيل مناطق وحضارات أخرى، كشبه القارة الهندية، وآسيا والصين".