رئيس الوزراء القطري عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني ونظيره التركي بن علي يلديريم في أنقرة.(أرشيف)
رئيس الوزراء القطري عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني ونظيره التركي بن علي يلديريم في أنقرة.(أرشيف)
الجمعة 15 ديسمبر 2017 / 12:25

شراكة عسكرية متنامية.. تركيا وقطر تتجاهلان الانتقاد الغربي بدعم التطرف

رأى بوراك بكديل في موقع "ديفنس نيوز" الأمريكي أنّ تركيا ترسم معظم سياساتها على مستوى التعاون الاقتصادي مع الدول الأخرى بالاستناد إلى أهداف سياستها الخارجيّة. ويأتي تنامي علاقاتها الاقتصادية مع قطر في هذا الإطار بالتحديد. فالدوحة هي الحليف الراسخ الوحيد لأنقرة في هذه المنطقة. وأشار إلى أنّ الدولتين تتمتعان بسياسات مشتركة في هذا الجزء المعرّض للتقلّبات من العالم، إذ أنّهما دعمتا مثلاً مجموعات الإسلام السياسي مثل الإخوان المسلمين في مصر وحركة حماس في فلسطين.

سنة 2016، افتتحت قطر قاعدتها العسكرية الخارجية الأولى في الشرق الأوسط، من أجل مواجهة ما سمّاه المسؤولون الأتراك والقطريون "التهديدات نفسها"

وكتب أنّ حليفتهما التي ينظران إليها بريبة، أي الولايات المتّحدة، تحدّثت مؤخراً عن أنّ هاتين الدولتين تعتنقان الإسلام السياسيّ بشدّة. وذكّر الكاتب بأنّ مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الأمن القومي، الجنرال أتش آر ماكماستر، وجّه إدانة لقطر وتركيا منذ أيام قليلة لأنّهما انخرطتا في دور جديد كراعيين ومصدرين أساسيين لتمويل الأيديولوجيا الإسلامية المتطرفة التي تستهدف المصالح الغربية.

تتجاهلان الانتقاد الغربي
ومع ذلك، لم يتأثر التحالف القطري التركي بالانتقاد الغربي كما يكتب بكديل. فعلى سبيل المثال، وقفت تركيا بقوة إلى جانب قطر حين قطعت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر علاقاتها بقطر، بعدما اتهمتها بدعم الإرهاب وزعزعة استقرار الشرق الأوسط. وخلال أزمة الخليج، أغلقت السعودية حدودها البرية بشكل كامل مع قطر التي كانت تستورد صادراتها الغذائية عبرها، فتدخلت تركيا مباشرة وأمّنت المساعدات للدوحة. هذا التقاطع السياسي القوي عزّز العلاقات العسكرية بين الدولتين بشكل محتوم. في سنة 2016، افتتحت قطر قاعدتها العسكرية الخارجية الأولى في الشرق الأوسط، من أجل مواجهة ما سمّاه المسؤولون الأتراك والقطريون "التهديدات نفسها". وتضم القاعدة التركية أكثر من 3000 شخص من بينهم جنود وفرق خاصة ومدربون عسكريون. وأنشئ الإطار القانوني للقاعدة العسكرية سنة 2015، حين وقّع الطرفان اتفاقاً مشتركاً أعطى السلطتين حق نشر جنودهما على أراضي الدولتين.

تجهيز زوارق وتدريب طيارين
في هذا السياق، نمت علاقات التعاون العسكري بين البلدين. ففي سنة 2015، فازت شركة أسلسان، بعقد لتجهيز زوارق تركيّة هجوميّة لخفر السواحل في قطر. وأسلسان هي أكبر شركة دفاعية في البلاد وهي متخصصة في صناعة الإلكترونيات العسكرية. في بداية سنة 2017، قامت شركة هافلسان التركية لصناعة البرمجيات العسكرية والتي تديرها الدولة، ببناء محاكٍ لمروحيات أغوستا ويستلاند أي دبليو 139 للجيش القطري. وسيتم تدريب 1000 طيّار سنوياً على الأقل في قاعدة العديد العسكرية. وقد أمّنت تركيا تدريب 55 طياراً قطرياً للمروحيات حتى الآن.

مزيد من العقود في المستقبل
قام صندوق استثمار قطري بشراء 50% من حصة بي أم سي وهي شركة تركية بارزة لصناعة المركبات المدرّعة. هذه الشركة هي واحدة من ثلاثة مقدمي عروض بمليارات الدولارات من أجل إنتاج 1000 دبابة تركية من الجيل الجديد. وتتنافس بي أم سي مع شركة أوتوكار لإنتاج دبابات ألتاي، كما تتنافس أيضاً على تصميم وتطوير وإنتاج المحرّك ونظام النقل لهذه الدبابات. ووصف ديبلوماسيّ تركي بارز قطر بأنها "حليف سياسي قوي" معتبراً أن ما يجري بين البلدين على مستوى هذه البرامج والشراكات أكثر من طبيعي. وقامت شركة آرس التركية لصناعة السفن بتسليم أول مجموعة من السفن لخفر السواحل يصل طولها إلى 48 متراً وسرعتها إلى 30 عقدة، وستديرها وزارة الداخلية القطرية.

وقال مسؤول تركي يُعنى بالعقود العسكرية إنّ قطر ستنظر باهتمام لتشتري المنصّات البرّية والبحرية المرتبطة بقطاعها العسكري. وقد تكون لشركات تصنيع المركبات المصفّحة تحديداً حظوظ جيّدة جداً لكسب مزيد من العقود في المستقبل.