سائحة تنظر إلى الخريطة وبان برج ايفل خلفها (أرشيف)
سائحة تنظر إلى الخريطة وبان برج ايفل خلفها (أرشيف)
الجمعة 15 ديسمبر 2017 / 21:58

مع تبدّل الخارطة السياحية العالمية.. باريس تضع الإمارات نصب أعينها

24 – باريس - عبدالناصر نهار

استطاعت دول منطقة الخليج العربي استقطاب ملايين السياح بفضل تحسّن وتوسّع خدماتها ومنظومتها السياحية، لكن أن تبلغ نسبة الحجوزات، وخلال فترات كثيرة من السنة، في عدد كبير من الفنادق الإماراتية على وجه الخصوص نسبة 100 %، وأن ترفع شركات الطيران الخليجية والعربية والدولية القادمة للإمارات شعار "كاملة العدد"، فهل يعني هذا أن معايير السياحة العالمية قد تغيّرت، وبالتالي لم يعد ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف عائقا أمام السياح؟.

تحتل دولة الإمارات مرتبة متقدّمة جدّاً في مؤشر تنافسية السفر والسياحة الذي يصدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، ومن المتوقع ازدياد مكانتها السياحية في أعقاب بدء متحف اللوفر في جزيرة السعديات بأبوظبي استقبال الزوار، وكذلك إقامة معرض إكسبو دبي في عام 2020 والذي من المتوقع أن يدفع بمدينة دبي ودولة الإمارات لصدارة الوجهات السياحية العالمية.

واليوم، يعكس رواد العاصمة الباريسية شوقهم لزيارة أبوظبي ودبي، ويذكرون بدقة أهم معالم المدينتين الأجمل برأيهم في منطقة الشرق الأوسط.

أدريانا بتيت، فرنسية، تقول: "نحن بصراحة نعشق الإمارات، وصيفها بات هو المُفضّل لدينا، ننتهز الفرصة دوماً لزيارة دبي وأبوظبي، فمستوى الخدمات الفندقية التي وجدناها هناك هي الأفضل والأجمل في العالم".

أما مايكل غوليان، فيُخطط منذ فترة لقضاء إجازة أعياد الميلاد ورأس السنة في دبي، وقد وجد صعوبة في إيجاد حجز مع أصدقائه، فغالبية فنادق دبي كاملة العدد منذ حوالي الشهر، ولكنّه تمكّن أخيراً من إتمام الحجوزات، وينتهز الفرصة لزيارة الإمارات.

وينظر الباريسيون بإعجاب وتقدير إلى البنية التحتية التي هيأتها الحكومات المتعاقبة على الإمارات، الأمر الذي يراه الفرنسيون عاملاً مساعداً في التخفيف عن وطأة حر الصيف والرطوبة العالية.

وتُعتبر البيئة العائلية المناسبة، ومراكز التسوّق الترفيهية الفخمة، والموقع المميز الجاذب، فضلاً عن الاستقرار والأمن والأمان، من أهم عوامل السياحة.

كما أنّ الأسعار المُعتدلة للفنادق خلال فترة الصيف خصوصاً، والتي يستغلها كثيرون للتمتع بالمنتجعات الساحرة في كل من أبوظبي ودبي، ساهم في استقطاب المزيد من السياح.

ويرى مسؤولو مكاتب سياحية دولية أنّ الخارطة السياحية للدولة الإماراتية شهدت خلال الأعوام القليلة الماضية، بروز الكثير من الفعاليات الثقافية والترفيهية في كل جميع الإمارات داخل الدولة، وبشكل خاص كل من أبوظبي ودبي.

ويرى خبراء أنّه يتوجب على الدول الخليجية اليوم القيام بالكثير من الإجراءات لتتمكن من زيادة حصتها من إيرادات السياحة في ميزانيتها، إذ من المتوقع على مدى السنوات العشرين المقبلة، وفقاً لأحدث الدراسات الاقتصادية للمجلس العالمي للسياحة والسفر، أن يرتفع عدد السياح العالميين بنسبة 70% ليصل إلى 1.8 مليار سائح سنوياً، وتُشكل السياحة نسبة حوالي 10% من الناتج الاقتصادي العالمي.

ويُشير تقرير لمؤسسة “سي أي بي” للاستشارات الفندقية، إلى أنّ السياحة الخليجية تمثل أحد أهم مُزودي الحركة السياحة في الإمارات، ويزداد دورها في ظل الخيارات العربية التي باتت محدودة أمام السائح الخليجي إثر الانعكاسات الحالية على القطاع في أغلب الدول العربية، والوجهات التقليدية الأخرى في كل من آسيا وأوروبا.