من مبارة كاس الخليج بين الإمارات وعمان.(أرشيف)
من مبارة كاس الخليج بين الإمارات وعمان.(أرشيف)
الأحد 7 يناير 2018 / 19:30

ماذا أثبتت دورة الخليج؟

فازت سلطنة عمان بدورة الخليج، لكن الشعب الإماراتي فاز بمجد ورقي غير مسبوق. رقي جعل العرب يتساءلون: كيف يكون الفوز لعمان، والفرح في الإمارات؟

دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم. اسم يمثل التاريخ، ليس مجرد التاريخ الكروي لشعوب المنطقة، بل يجمع الموروث الاجتماعي بالنهضة الاقتصادية بالتطور العمراني، وليست السياسة عنها ببعيد. وفي دورتها الثالثة والعشرين، في ضيافة الكويت، عادت دورة كأس الخليج لتثبت أنها جزء من هذه المنطقة ولتكشف حقائق سوف تبقى مع الزمن.

أول ما أثبتته دورة الخليج هو أن الذهب معدن نفيس، وأن النفوس الراقية أثمن من الذهب، وأن التربية الجمعية على الأخلاق الراقية تقود إلى مجتمعات متحضرة. وإذا ما سلمنا بهذه المقدمات، فسوف نعلم أن الإمارات خرجت من الكويت فائزة بل منتصرة على الرغم من أن فريقها الكروي خسر المباراة النهائية أمام منتخب سلطنة عمان.

حين أسفرت نتائج المباريات في أدوار البطولة التمهيدية والنهائية عن وصول منتخبي الإمارات والسلطنة وجدها "البعض" فرصة للاصطياد في الماء العكر، وتعكير الأجواء، وإثارة النزاعات، واستقطاب الشعوب للتعاطف مع القضايا الخاسرة. ربما هي غريزة إثارة الفتنة التي رُبوا عليها، أو ربما هو التعويض عن النقص، وبلا شك فإنه في جميع الحالات تبرير للفشل والإخفاق رياضياً وسياسياً وأخلاقياً.

فبدأت الحسابات المتخفية – الصغيرة حجماً وقيمة - عملها الممنهج – والغبي إلى حد كبير - لتعكير العلاقة بين الإمارات وعمان، لكن الكبار كبار، وأثرهم أكبر وأوقع، فلم يكن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء بحاجة إلى أكثر من أربع كلمات ليحقق أثراً خالداً في نفوس شعوب الخليج، وليس فقط شعب الإمارات.

الإمارات وعمان، الفوز واحد. صارت تاجًاً على رأس كل إماراتي، ووسام شرف حمله أبناء الإمارات في الكويت، وتزينت به شوارع الكويت، وقلاع مسقط، وبنايات أبوظبي.

فازت سلطنة عمان بدورة الخليج، لكن الشعب الإماراتي فاز بمجد ورقي غير مسبوق. رقي جعل العرب يتساءلون: كيف يكون الفوز لعمان، والفرح في الإمارات؟ والجواب يا سادة هو أن شعباً رباه قادته على السعادة والتسامح. يحترم أفكار مؤسسه ويظل وفيًّا له في مئويته.