رسم بياني لعدد المحتويات المعادية للمهاجرين في ألمانيا بين عامي 2015 و2017.(إيكونوميست)
رسم بياني لعدد المحتويات المعادية للمهاجرين في ألمانيا بين عامي 2015 و2017.(إيكونوميست)
الثلاثاء 16 يناير 2018 / 12:21

الاعتداءات على لاجئين مرتبطة بخطاب الكراهية على الإنترنت

كشفت مجلة "إيكونوميست" البريطانية عن تفاصيل دراسة ألمانية تثبت أن الخطاب المعادي للاجئين، والذي يتم تداوله عبر فيس بوك، على صلة باعتداءات جسدية.

العام الماضي، أقر البوندستاغ ( البرلمان الألماني) قانوناً يطالب شركات وسائل التواصل الاجتماعي بحذف أي محتوى يثبت بوضوح أنه "غير قانوني"، عن منصاتهم في خلال 24 ساعة، وحذف كل محتوى" أقل وضوحاً" خلال أسبوع

ولفتت المجلة لرسالة مفتوحة بعثها، في أغسطس(آب) 2015، وزير العدل الألماني هيكو ماس، وطالب فيها إدارة فيس بوك بتطبيق القوانين الألمانية التي تمنع القذف والتشهير وخطاب الكراهية، قائلاُ: "شبكة الإنترنت ساحة مفتوحة لا تحكمها القوانين، حيث يسمح أن تنشر عبرها إساءات عنصرية ورسائل تعبر عن الكراهية، أو تحض على العنف".

خطاب الكراهية
وتقول إيكونوميست إنه على الرغم من جهود وتحذيرات ماس، استمر خطاب الكراهية في الانتشار عبر وسائط تواصل اجتماعي ألمانية. وقد وجه معظم محتوى ذلك الخطاب ضد قرابة 1,2 مليون مهاجر، قدموا من دول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومعظمهم مسلمون.

وتشير دراسة جديدة إلى أن الكراهية الرقمية بدأت تأخذ طريقها إلى العالم الواقعي. فقد وجد طالبان لدى جامعة وارويك، كارستين مولر وكارلو شوارز، صلة قوية بين مشاعر مناهضة للاجئين يعبر عنها يمينيون متطرفون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبين هجمات عنيفة طاولت بعض اللاجئين.

صلة مؤكدة
وعبر استخدامهم بيانات مأخوذة عن حساب حزب البديل لألمانيا على موقع "فيس بوك"، والاطلاع على إحصاءات بشأن حوادث تعرض لها لاجئون، جمعت من خلال منظمات دعم محلية، وجد معدا الدراسة أنه في مقابل كل أربعة حسابات إضافية مناهضة للاجئين تنشر على فيسبوك، وقع هجوم آخر ضد لاجئين. ويبدو أن تلك الصلة ثابتة من خلال عمليات تهديد وإحراق مساكن للاجئين، بالإضافة لمضايقات يتعرضون لها في الشارع الألماني.

حزب البديل
ويلفت الباحثان لقلة الهجمات ضد لاجئين في مناطق يشكو سكانها من ضعف شبكة الانترنت، ولدرجة يجدون أحياناً صعوبة في التواصل مع أصدقائهم ومعارفهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ووجد مولر وزميله شوارز زيادة في معدل الهجمات ضد لاجئين خلال عامي 2015 و 2016 بنسبة 13٪، عندما نشط حزب البديل لألمانيا في نشر أفكاره عبر فيس بوك، وحيث وقع 437 هجوماً إضافياً.

ذاكرة

وتشير إيكونوميست إلى أن السلطات الألمانية اتخذت موقفاً قوياً حيال خطاب الكراهية. وعلى سبيل المثال، تكون عقوبة كل من يحض على كراهية الأقليات بالسجن لمدة 5 أعوام. ولكن ثبتت صعوبة تطبيق مثل تلك القوانين في العالم الافتراضي.

حذف محتوى
وفي العام الماضي، أقر البوندستاغ (البرلمان الألماني) قانوناً يطالب شركات وسائل التواصل الاجتماعي بحذف أي محتوى يثبت بوضوح أنه "غير قانوني"، عن منصاتهم في خلال 24 ساعة، وحذف كل محتوى" أقل وضوحاً" خلال أسبوع، أو التعرض لغرامة تصل إلى 50 مليون يورو( 60 مليون دولار).

وقد انتقد القانون على نطاق واسع بعدما تم تطبيقه منذ بداية العام الماضي، بذريعة أنه يمكّن شركات خاصة من التحكم بتطبيقاتها.
ويخشى بعض الألمان من أي يقود القانون الجديد لتشريع مراقبة محتوى كل ما ينشر عبر الانترنت. ولكن معدَي الدراسة وجدا أن تطبيق القانون قد يمنع تنفيذ مئات من الهجمات بحق لاجئين، أو أبناء أقليات يقيمون في ألمانيا.