الخميس 18 يناير 2018 / 09:07

القدس تاريخ لا يقبل التزوير

افتتاحية الاتحاد

تسعى إسرائيل إلى فرض واقع جديد على الأرض يجعل التفاوض على حل الدولتين شبه مستحيل ويطمس الهوية الفلسطينية، ولكن مسعى إسرائيل سيبوء بالفشل الذريع، لأن الهوية الفلسطينية ليست فقط جغرافية ومعالم وتضاريس تتغيَّر، بل هي أيضاً تاريخ وعقيدة وثقافة لا سبيل إلى طمسها، وقرار الرئيس الأميركي ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس من تل أبيب كان الضارة النافعة، فقد أعاد قضية فلسطين إلى قمة الأحداث، بعد تراجع ترتيبها في سلم أولويات العالم، والضغوط التي تجري ممارستها على الجانب الفلسطيني، لقبول السلام المنقوص والدولة المنزوعة السيادة واللجوء إلى خفض التمويل الأميركي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، كل تلك الإجراءات لن تجدي نفعاً، ولن تلغي هوية القدس أو قضية اللاجئين، ولن يقبل العرب بسلام الذلة، كم قال الإمام الطيب في مؤتمر الأزهر بشأن القدس وقضية فلسطين. كل ما في الأمر أن القضية تزداد توهجاً ورسوخاً في الضمير العالمي، ولا سبيل إلى فرض واقع مرفوض دولياً، ولن تفلح الهجمة الاستيطانية الإسرائيلية في شرعنة غير الشرعي أو إلغاء التاريخ والهوية، فالتاريخ غير قابل للتزوير أو الطمس أو تحويل مساره بالقوة.