عبد الرحمن النعيمي.(أرشيف)
عبد الرحمن النعيمي.(أرشيف)
الخميس 18 يناير 2018 / 13:22

التحقيقات في دعم قطر للإرهاب.. تحطّ رحالها في سويسرا

تطرّقت مديرة تحرير صحيفة ذي أراب ويكلي إيمان الزيات، إلى التحقيقات الفيديرالية التي تجريها السلطات السويسرية حول دعم قطر للمجموعات الإرهابية. وأكدت أنّ الصحافة الغربية كتبت كثيراً عن علاقة الدوحة بالإرهاب، وقد بات هذا الدعم معروفاً في أوساط المجتمع الغربي. ومع ذلك، تلكّأت دوله بالتعمق في هذه التحقيقات حفاظاً على مصالحها الاقتصادية.

يتهم التقرير عبد الرحمن النعيمي الذي شارك في تأسيس منظمة الكرامة غير الحكومية، علي عبدالله السويدي رئيس المجلس الإسلامي العالمي، ونيكولا بلانشو رئيس المجلس المركزي الإسلامي بالتورط في نشاطات إرهابية

وأشارت الكاتبة إلى أنّ التهديد الذي تفرضه قطر بنشرها التطرف جدّي، ويجب أن يدفع الغرب إلى التفكير في هذه المسألة وخصوصاً أوروبا التي عانت من هجمات إرهابية متعددة في السنوات الماضية، لافتة إلى تقرير نشرته صحيفة "لو تان" السويسرية حول إجراء جهاز المخابرات الفيديرالي السويسري تحقيقاً حول العلاقات المريبة بين قطر، بما فيها العائلة المالكة، وبين وجوه داعمة للإرهاب. لكن التقرير ليس مفاجئاً بالنظر إلى ماضي قطر وهو يؤكد معلومات نشرتها السلطات في الخليج العربي.

حماية نظامها المصرفي

يتهم التقرير عبد الرحمن النعيمي الذي شارك في تأسيس منظمة الكرامة غير الحكومية، وعلي عبدالله السويدي رئيس المجلس الإسلامي العالمي، ونيكولا بلانشو رئيس المجلس المركزي الإسلامي بالتورط في نشاطات إرهابية. وصنّفت السعودية والإمارات هؤلاء الأفراد والكيانات كرعاة للإرهاب. هذا التقرير المبني جزئياً على معلومات قدمتها السعودية ودول خليجية أخرى إلى جهاز المخابرات الفيديرالي يظهر أنّ سويسرا تأمل في إبعاد نفسها وخصوصاً نظامها المصرفي عن اتهامات محتملة حول سوء تصرف مرتبط بتمويل المجموعات الإرهابية تحت ستار الجمعيات الخيريات والمساعدات الإنسانية.

أموال بمئات الآلاف للإرهابيين
تتابع الزيات، فتكتب أنّ التقرير وجد أنّ هنالك علاقات بين عبدالله المحيسني المرتبط بالقاعدة والنعيمي والسويدي. في ديسمبر (كانون الأول) من العام 2013، وضعت الحكومة الأمريكية النعيمي على لائحة الإرهاب، وتبعتها الأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) من العام 2014 حول دعمه الماليّ للمجموعات الإرهابية. ووجهت إليه اتهامات بإرسال مئات الآلاف من الدولارات إلى أعضاء تابعين للقاعدة في سوريا، وإلى آخرين من حركة الشباب في الصومال كما إلى مقاتلين من القاعدة في شبه الجزيرة العربية داخل اليمن.

كيف تستفيد سويسرا من التحقيق؟

وأقامت التحقيقات الفيديرالية صلة وصل بين هؤلاء الإرهابيين ومؤسسات قطرية. ففي السابق، ترأس النعيمي الاتحاد القطري لكرة القدم كما أنشأ مؤسسة عيد الخيرية القطرية وعمل كمستشار بارز لحكومة الدوحة في مجال التبرعات الخيرية. ويدير السويدي مؤسسة عيد القطرية التي تلخص مهمتها ب "تمويل المساجد حول العالم". تشير الزيات إلى أنّ سويسرا، ومن خلال تسريب التحقيق إلى الإعلام، أمِلت في إظهار التزامها التام بمكافحة الإرهاب عالمياً وبعثت برسالة واضحة حول قيامها بتشديد تشريعها المصرفي المعروف بضعفه في هذا المجال. لكن أكثر من أي شيء آخر، هدف التحقيق السويسري إلى خلخلة أسس حملة قطر الخبيثة في أوروبا، حيث كانت تستخدم مؤسساتها الخيرية واستثماراتها كتغطية لنشر التطرف. وعلى المدى الطويل، قد يحفز التحقيق دولاً أوروبية أخرى للتحقيق في نشاطات الدوحة الخارجية.

سويسريون يتظاهرون ضد الدوحة
أضافت الزيات أنّ التحقيقات الفيديرالية قد تخلق مزيداً من المشاكل للعلاقات السويسرية القطرية التي تعاني أساساً من عدم الاستقرار. في يوليو (تموز) 2017، تظاهر مواطنون سويسريون ضدّ الدوحة بسبب دعمها للإرهاب وقد طالبوا سلطات بلادهم بقطع العلاقات مع النظام القطري وبالانضمام إلى دول أوروبية وعربية في فرض إجراءات مشددة ضدّ قطر حتى تلبي مطالبهم الأساسية.

تمنع الإسلاميين في الداخل وترسلهم لأوروبا

وقد ارتبطت قطر طويلاً بتنظيم الإخوان المسلمين وهي تؤمّن الدعم المالي له ولفروعه الدولية، حيث كان للأمير القطري السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني علاقات وثيقة مع التنظيم. ولتحقيق الاستقلالية على الساحة الدولية، استخدمت قطر أعداداً كبيرة من الأساتذة الذين ينتمون إلى الإخوان المسلمين في مصر. تنظيم الإخوان الذي يقول إنّ نشاطاته الجوهرية تقوم على إدارة المستشفيات والمدارس وتأمين خدمات اجتماعية، لم ينجز قطّ هذه المهمة في قطر الثرية القادرة على تأمين هذه الخدمات على طريقتها الخاصة. ونتيجة لذلك، لم يتمكن الإسلاميون من الانخراط في السياسات الداخلية القطرية فوجّه هؤلاء نشاطاتهم إلى خارج البلاد حيث تمّ نشر الإسلام السياسي في أوروبا.