مشجعون كوريون يرفعون علم كوريا الموحدة.(أرشيف)
مشجعون كوريون يرفعون علم كوريا الموحدة.(أرشيف)
الجمعة 19 يناير 2018 / 12:35

ترامب يستحق الإشادة بعد تراجع حدة التوتر بين الكوريتين

أشاد محرر الشؤون الدفاعية والخارجية في صحيفة "ذا دايلي تليغراف" البريطانية كون كوغلين بالسياسة التي اتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي أدّت إلى بوادر تهدئة في شبه الجزيرة الكورية.

خطت الكوريتان خطوة كبيرة باتجاه تخفيف التوتر مع إعلان تشكيل فريق مشترك من لاعبات الهوكي اللواتي سيمشين تحت علم أزرق موحد يعكس خريطة شبه الجزيرة الكورية كاملة

وذكر في صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية بأنّه لم يكن أحد يتوقع منذ ستة أشهر بأن تشكل كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية فريقاً مشتركاً للسير تحت علم واحد في الألعاب الأولمبية الشتوية المقرر إقامتها الشهر المقبل. ففي ذلك الوقت، بدا أنّ الدولتين كانتا تتجهان إلى جولة جديدة من العمليات العدائية التي أمكن أن تودي بالمنطقة إلى حرب شاملة.

لكن بخلاف الأجواء السابقة، خطت الكوريتان خطوة كبيرة باتجاه تخفيف التوتر مع إعلان تشكيل فريق مشترك من لاعبات الهوكي اللواتي سيمشين تحت علم أزرق موحد يعكس خريطة شبه الجزيرة الكورية كاملة، خلال احتفالات افتتاح الألعاب الأولمبية في مقاطعة بيونغ شانغ الجبلية. وللحدث رمزيّة ثانية إذ يقع على بعد 75 كيلومتراً جنوب المنطقة العازلة التي تفصل الكوريتين.

آمال

ومع عرض كوريا الجنوبية بالمقابل إرسال فرق من متزلجيها إلى جارتها الشمالية لإجراء تدريبات مشتركة، هنالك آمال بأن تكون هذه المبادرة البسيطة مقدمة لتفاهم أكثر استقراراً يمكن أن تصل إليه الدولتان بعدما كان التوتر بينهما يهدد بالوصول إلى نتيجة كارثية. ويضيف كوغلين أنّ عدم غرق العالم في نزاع آخر غير مرحب به إضافة إلى الفريق المشترك للكوريتين، نتجا عن موقف ترامب الصلب الذي اتخذه في هذه الملف.

سياسة العصا والجرزة
على مدى أكثر من عقدين، حاولت الإدارات الأمريكية المتعاقبة لكنها فشلت في أن تجعل بيونغ يانغ تذهب نحو التعقل. إنّ مقاربة واشنطن التي تعود إلى إدارة كلينتون واستمرت مع إدارتي بوش وأوباما اعتنقت سياسة العصا والجزرة: المساعدات مقابل تجميد البرنامج النووي. وإذا فشلت بيونغ يانغ في الالتزام بتعهدها، تعيد واشنطن فرض العقوبات الاقتصادية القاسية. بصرف النظر عن "الجهود البطولية" لجيل من الديبلوماسيين الأمريكيين، فشلت هذه المقاربة في تحقيق أهدافها لأنّ استمرار الصين في دعم جارتها وحليفتها كان يقوّض أي تهديد بمعاقبة كوريا الشمالية في حال خرقها لموجباتها.

ترامب أثبت الجدية الأمريكية
يعتمد الاقتصاد الكوري الشمالي بشكل شبه كامل على الدعم الصيني لنجاته. وعدم إبداء بيجينغ ميلاً لإلحاق الضرر بنظام شيوعي، أحبط الجهود الأمريكية في هذا المجال. إنّ وصول ترامب إلى البيت الأبيض أدخل تعديلاً دراماتيكياً على مقاربة واشنطن التي بدأت تؤتي ثمارها على مستوى التغييرات الملموسة في سلوك كوريا الشمالية. لقد حازت مقاربة الرئيس الأمريكي الحالي على دعم فريقه لشؤون الأمن القومي فأرسل مجموعة من حاملات الطائرات إلى المنطقة بعدما استمر كيم جونغ أون بإطلاق التجارب الصاروخية. هذه الخطوة أنتجت التأثير المأمول في إقناع الكوريين الشماليين وداعميهم الصينيين بأنّ واشنطن جدية هذه المرة في حل الأزمة بشكل نهائي.
  
لماذا تحركت الصين؟
ويبدو أنّ هذه المقاربة واللهجة القاسية التي استخدمها ترامب في تصريحاته أثّرتا على الصين وهي الدولة الوحيدة التي لها نفوذ على كوريا الشمالية. فمع تخوفها من أن تؤدي تصرفات ترامب إلى إطلاق تصعيد كبير على حدودها، مارست بيجينغ درجة من التأثير على كيم من أجل تخفيف التوتر. ويؤكد الكاتب أنه من المبكر إطلاق حكم نهائي على مفاعيل الاتفاق بين الكوريتين في الألعاب الأولمبية الشتوية المقبلة وما إذا كانت ستتمتع بتأثير إيجابي دائم على العلاقات الثنائية. إنّ عقوداً من السلوك العدائي بين الحكومتين متجذر كثيراً لدرجة أنّ وصولهما إلى مرحلة قريبة من تطبيع العلاقات قد يتطلب وقتاً طويلاً جداً. لكن بمجرد أن يتعاون الطرفان مع بعضهما البعض حالياً بعد الوضع الذي وجدا نفسيهما فيه خلال الأشهر الماضية، فهذا يمثل تحولاً كبيراً في ديناميات العلاقة بين الطرفين، والتي يستحق ترامب ذكر مساهمته بها.