صورة مركبة للرئيس الإيراني حسن روحاني وسجناء معلقين على مشانق.(أرشيف)
صورة مركبة للرئيس الإيراني حسن روحاني وسجناء معلقين على مشانق.(أرشيف)
الأحد 4 فبراير 2018 / 13:23

صمت العالم عن جرائم إيران مستمر منذ ثلاثين عاماً

يرى طاهر بورميدرا، مدير سابق لمكتب مهمة الدعم في العراق التابع لمنظمة حقوق الإنسان الدولية، أن القمع الإيراني الأخير للاحتجاجات التي خرجت في عدد من المدن الإيرانية جاء نتيجة صمت الأمم المتحدة عن جرائم سابقة.

وصف مطالب شعبية بأنها "أعمال بشعة"، يلفت الانتباه إلى شخصيات رسمية، مثل نوروزي، يعتبرون جميع أعداء النظام بمثابة أعداء لله، وهو موقف يتماشى مع فتوى تحولت إلى قانون

ويسود اعتقاد في أوساط عدد من المحللين والمعلقين دأبوا على متابعة ما يجري في الجمهورية الإسلامية في إيران، أن تداعيات الاحتجاجات الأخيرة، والتي امتدت إلى معظم المدن والبلدات الإيرانية، قد بدأت لتوها.

ويقول الكاتب إن التداعيات الحاصلة حالياً تجري في صورتين لافتتين. ففي المقام الأول، يعني قمع المحتجين وفشل النظام في تلبية مطالبهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، أن المظالم الشعبية متواصلة في الغليان، وسوف تطفو إلى السطح مجدداً، وربما بشدة أكبر. وبالنظر للشعارات الجريئة، وغير المتوقعة، التي رفعت خلال احتجاجات شعبية خرجت في نهاية ديسمبر (كانون الأول)، وبداية يناير(كانون الثاني)، منها دعوات للإطاحة بالمرشد الأعلى على خامنئي، فإن عودة الانتفاضة تمثل خطراً غير مسبوق على النظام الديني.

حقيقة ثانية
وبحسب بورميدرا، تستدعي تلك الحقيقة الانتباه لجانب آخر لتلك التداعيات، وهو مواصلة طهران لقمعها الواسع النطاق، واستهداف المشاركين في الاحتجاجات الأخيرة إلى جانب نشطاء ومنشقين من كل الأطياف. وبناء على ما ذكر، تشتد عملية القمع سوءاً. وفيما زعم النظام بداية أن بضعة مئات تم اعتقالهم خلال التظاهرات، أقر مسؤولون إيرانيون لاحقاً بأن قرابة أربعة آلاف قد تم اعتقالهم. ويقول ناشطون يراقبون ما يجري داخل إيران إن أعداد المعتقلين يزيد عن ضعفي ذلك الرقم.

ويضاف إليه، بحسب ناشطين، أمكن التعرف على هويات 11 قتيلاً من الذين تم اعتقالهم، نتيجة التعذيب داخل سجون إيرانية. ولكن، من خلال بروباغندا مقززة، حاول النظام الإيراني تقليل أثر تلك الوفيات عبر الإصرار على أنها كانت فعلياً حوادث انتحار.

لغة صادمة

ويشير الكاتب لما نقل عن حسن نوروز، الناطق باسم اللجنة القانونية والقضائية في البرلمان الإيراني قوله: "توفي أولئك السجناء نتيجة تأنيب الضمير، ولإدراكهم بشاعة أفعالهم، ولربما قادهم ذلك نحو الانتحار".

وبحسب بورميدرا، تلك اللغة الصادمة معتادة في إيران. فإن وصف مطالب شعبية بأنها "أعمال بشعة"، يلفت الانتباه إلى شخصيات رسمية، مثل نوروزي، يعتبرون جميع أعداء النظام بمثابة أعداء لله، وهو موقف يتماشى مع فتوى تحولت إلى قانون صدرت في نهاية الثمانينات، عن مؤسس الجمهورية الإسلامية، آية الله الخميني. وقد قادت تلك الفتوى لإنشاء لجان قتل في مختلف المدن الإيرانية أوكلت إلى أعضائها مهمة إسكات كل معارض للجمهورية الإسلامية.

توصيف
وتبعاً له، يقول الكاتب، ما زال كبار مسؤولي النظام الإيراني يحاولون وصف آلاف السجناء بأنهم "أعداء الله". كما تشبه بعض الأوضاع الحالية مذبحة حصلت قبل نهاية الحرب الإيرانية ـ العراقية بعام واحد ولم يحرك العالم ساكناً حيالها.

ويقول بورميدرا إن صمت قوى غريبة وعدم قيام الولايات المتحدة بأي عمل، وفرا لطهران حرية الحركة لكي تواصل عمليات القتل لأكثر من ثلاثة عقود لاحقة، ومنح النظام الإيراني شعوراً بالحصانة لمواصلة تجاوزاته بشأن حقوق الإنسان.