رسم تعبيري. (إيكونوميست)
رسم تعبيري. (إيكونوميست)
الخميس 8 فبراير 2018 / 12:32

"بيتُكِ".. إرشادات القاعدة إلى نسائه لإسعاد أزواجهن

لفتت مجلة "إيكونوميست" البريطانية لإصدار تنظيم القاعدة مجلة جديدة موجهة للنساء، حافلة بنصائح وإرشادات حول كيفية التعامل مع أزواجهن" المحاربين المقدسين".

تقول المجلة إن "السرقة حلال، إذا كانت تقوم على سرقة قلب رجلك. رفرفي حوله كفراشة وتزيني له بأجمل الثياب"

تقول المجلة الجديدة: "اجعلي بيتك جنة على الأرض تنالين الجنة في السماء". كما تقدم المجلة عدة نصائح لنساء القاعدة.

طفح الكيل
والمجلة التي صدرت عن القاعدة، في ديسمبر( كانون الأول) الماضي، تحمل اسم "بيتك". ويبدو أن الكيل طفح بتنظيم القاعدة جراء الطريقة التي يتبعها جهاديون آخرون في تمكين نسائهم. ومن المعروف أن منشورات القاعدة تحض نساء التنظيم على البقاء داخل بيوتهن، وأن يكن عرائس مطيعات.

تقول المجلة، وهي موجهة للنساء في الشرق الأوسط: "استقبلي زوجك بابتسامة لدى رجوعه إلى البيت، وودعيه بابتسامة عند خروجه. ولا تتدخلي في عمله. فهل يمكنك تصور حجم سفك الدماء وعدد القتلى الذين يراهم يومياً؟ إن ثرثرتك تضاعف من حجم الضغوط التي يتحملها. جهزي لزوجك الطعام الذي يحبه، وأعدي له فراشه وأطيعيه في كل أمر".

رد فعل
وترى "إيكونوميست" أن المجلة "جاءت، في جزء منها، كرد فعل على داعش الذي دعا النساء للتوجه إلى الخطوط الأمامية. فقد درب داعش جهاديات على استخدام السلاح، وأعطى للمرأه دوراً في نشر البروباغندا عبر الإنترنت. وقبل هزيمة التنظيم في الموصل، رمت موجات من الداعشيات بأنفسهن على القوات العراقية.

النساء أكثر قوة
وفي هذا السياق، تقول إلزابيث كندال، باحثة في جامعة أوكسفورد البريطانية: "يخشى القاعدة من أن يكون الصراع بين داعش وأعدائه قد جعل النساء أكثر قوة وفاعلية ونفوذاً. ولذا ركز في مجلته الجديدة على الإتيكيت داخل البيوت".

وبالفعل، وكما تشير المجلة، تحفل مجلة "بيتك" بنصائح للنساء حول كيفية لفت انتباه "محاربك المقدس". وتقول المجلة إن "السرقة حلال، إذا كانت تقوم على سرقة قلب رجلك. رفرفي حوله كفراشة وتزيني له بأجمل الثياب".

اختلاف
وخلافاً لمجلة نسائية أصدرها تنظيم "طالبان"، لا تظهر ضمن مجلة "بيتك" نساء مدججات بالسلاح، بل صور بيوت مرتبة فرشت بأثاث من خشب الماهوغني الجميل، ومجموعات أطباق وأوان زجاجية مزخرفة. وزينت نسخ من رسائل حب مرسلة من "أم عبد الله" إلى زوجها، برسومات لأغصان وفراشات وقلوب. كما تنشر المجلة عموداً بقلم امرأة مسنة موجهاً خصيصاً لعرائس محبطات.

وإلى ذلك، يدير تنظيم القاعدة معاهد نسائية لنشر الألفة والمحبة داخل البيت. ويشرف فرع القاعدة في سوريا، "هيئة تحرير الشام"، على إدارة مراكز" بنات الإسلام"، ويروج لمراكزه عبر لوحات إعلانية وردية اللون. كما وزع التنظيم عشرات الآلاف من العباءات السوداء على النساء، ضمن مناطق سيطرته.

أمثلة مشرفة
ولكن "إيكونوميست" تشير إلى تاريخ إسلامي حافل بأسماء لنساء عظيمات. فقد حاربت أم عمارة، نسيبة بنت كعب الأنصارية، في عدد من غزوات النبي محمد، وبعض معارك حروب الردة. وقادت عائشة أم المؤمنين، زوجة الرسول المفضلة، معركة حربية، وهي على جمل. كما اشتهرت الخنساء، أعظم شاعرة في القرن السابع الميلادي، بفقدها لأخوين ومن ثم لأربعة أبناء في غزوات إسلامية، وكتبت عنهم أجمل الأشعار.

وتقول المجلة البريطانية إن تلك الشواهد بعيدة كل البعد عن رؤية مجلة القاعدة "بيتك"، لمكان النساء داخل بيوتهن، فحسب. وتسأل مجلة "بيتك" قارئتها: "ألا تشعرين بالفرح عندما يقول لك زوجك إنه ذاهب للجهاد في سبيل الله، وحتى لو علمت بأنه قد لا يعود؟".