نيك موزين الذي استخدمته قطر لتحسين صورتها في الجالية اليهودية في أمريكا.(أرشيف)
نيك موزين الذي استخدمته قطر لتحسين صورتها في الجالية اليهودية في أمريكا.(أرشيف)
الخميس 8 فبراير 2018 / 14:37

قطر وعدت يهوداً أمريكيين بمنع وثائقي للجزيرة عن اللوبي الإسرائيلي

أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في تقرير اليوم الخميس، أن الدوحة تعهدت للزعماء اليهود الأمريكيين بأنها ستمنع بث تحقيق صحافي حول "اللوبي الإسرائيلي في واشنطن" على قناة الجزيرة والذي صور سراً عام 2016.

قام القطريون بمضاعفة معاش موزين الشهري من 50 ألف دولار إلى 300 ألف دولار شهرياً

ويأتي هذا التعهد كجزء من حملة دعائية لتحسين صورة قطر بين الجالية اليهودية في الولايات المتحدة. واعتمدت "هآرتس" في تقريرها على خمسة مصادر من منظمات يهودية ومنظمات موالية لإسرائيل في واشنطن أبلغوا إليها أن هذا الوعد منحته قطر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي،.

وفي عام 2016 أرسلت "الجزيرة" باحثاً للعمل لدى العديد من المنظمات الموالية لإسرائيل العاملة في واشنطن. ونجح الباحث بالوصول بشكل كبير الى مكاتب عدة منظمات، وصوّر العشرات من ساعات الفيديو داخل المكاتب، وفي حالات معينة استطاع الوصول الى قائمة أسماء المانحين في المنظمة.

وفي المقابل، نجح الباحث بلقاء العشرات من الناشطين الموالين لإسرائيل في العاصمة الأمريكية، واستضاف في شقته موظفين صغاراً من السفارة الإسرائيلية، صورهم بالسر وهم يتحدثون عن مواضيع مهنية. وفي يناير 2017 ، ترك الباحث بصورة فجائية واشنطن، واختفت آثاره.

وفي أكتوبر (تشرين الأول)، أعلنت الجزيرة عن نيتها عرض فيلم وثائقي من أربع حلقات يعتمد على عمل الباحث. لكن بعد الإعلان الذي نشرته الشبكة توقف النقاش بالموضوع حول الفيلم.

وقالت "هآرتس" إن السبب يعود إلى أن الحكومة القطرية التي تسيطر على الجزيرة وعدت بمنع النشر. ففي أغسطس (آب)، قبل اعلان الجزيرة عن التحقيق بشهرين، استأجرت قطر خدمات المستشار السياسي نيك موزين، الموالي للحزب الجمهوري مقابل 50 ألف دولار شهرياً. وموزين، يهودي متشدد (أرثوذكسي) عمل مستشاراً كبيراً لنواب محافظين مثل تيد كروز وتيم سكوت. واستأجرت قطر خدماته لتحسين صورتها ومكانتها داخل الجالية اليهودية. جاء ذلك على خلفية على خلفية المقاطعة العربية لها لدعمها الإرهاب.

اجتماعات بين يهود وقطريين
وبدأ موزين تنظيم الاجتماعات ببن المنظمات اليهودية الامريكية، خصوصاً من اليمين ومع قادة قطر. وعقد جزءاً من هذه الاجتماعات  في نيويورك خلال زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد للأمم المتحدة، وجزءاً آخر عقد في الدوحة، عاصمة قطر، والتي زارها زعماء منظمات يمين يهودية- أمريكية مؤيدة لإسرائيل وللاستيطان. وخلال الاجتماعات نفى القطريون دعمهم لحماس ومنظمات مماثلة أخرى، وقالوا إنهم يعملون بتنسيق كامل مع إسرائيل بكل ما يتعلق بإعادة الإعمار في قطاع غزة.

نجاح الحملة القطرية بين اليهود

وعرض الزعماء اليهود على القطريين انتقادات وادعاءات حول تغطية قناة الجزيرة لإسرائيل. وبعدما أعلنت القناة في نوفمبر (تشرين الثاني)  2017 نيتها عرض فيلم "اللوبي الإسرائيلي في واشنطن"، زادت حدة الانتقادات لقناة الجزيرة من المنظمات اليهودية، واتهمت الشبكة القطرية الاخبارية بمعاداة السامية وإدارة "عملية تجسس" على الأراضي الأمريكية. وتوجه نوح فولك، مستشار لعدد من المنظمات الموالية لإسرائيل إلى موزين قائلاً إن الجهود القطرية لتحسين صورتها أمام الجالية اليهودية الأمريكية قد تتضرر وتنزل إلى الحضيض إذا عرضت الجزيرة  الفيلم.

ونقل موزين الرسالة إلى قطر، وهي بدورها ردت بأنها منعت عرض الفيلم. ولكن التعهد القطري لم يكن خطياً. ومذذاك، بدأت الحملة الدعائية القطرية بين الجالية اليهودية تنجح، ومن بين الأمور التي تدل على ذلك، زيارة المحامي إيلن درشوفيتز ورئيس "المنظمة الصهيونية الأمريكية" مورتون كلاين الدوحة. وكان الاثنان طالبا قبل نصف عام بمنع شركة الطيران القطرية "قطر ايرويز" من الهبوط في المطارات الأمريكية بسبب دعم قطر لحركة حماس.

وفي المقابل، قام القطريون بمضاعفة معاش موزين الشهري من 50 ألف دولار إلى 300 ألف دولار شهرياً. وقالت "هآرتس" إن التعهد القطري بمنع عرض الفيلم استمر أربعة اشهر، لكن الجمعة الماضية وصلت إلى مكاتب تنظيمات موالية لإسرائيل في واشنطن رسائل من قناة الجزيرة تمنحهم ثلاثة أسابيع للرد على الادعاءات ضدهم في التحقيق، وهو ما أثار البلبلة لدى هذه التنظيمات.
  
القطريون كذبوا؟
وتساءلت هذه المنظمات عما إذا كان القطريون كذبوا أو أن مسؤولين في الجزيرة يعملون بشكل مستقل بدون موافقة الحكومة القطرية. وادعى موزين بأن هذا سوء فهم، وأن القطريين لا زالوا ملتزمين بمنع البث.