من المباراة بين باريس سان جيرمان وريال مدريد.(أرشيف)
من المباراة بين باريس سان جيرمان وريال مدريد.(أرشيف)
الإثنين 19 فبراير 2018 / 14:10

بعد إنفاقها المليارات لحجب سجلّها المخزي.. بي أس جي يخيّب قطر

تعليقاً على خسارة فريق باريس سان جيرمان الفرنسيّ أمام ريال مدريد الإسبانيّ في دور الستة عشر من مسابقة دوري أبطال أوروبا الأربعاء الماضي، قارن الكاتب بيلي هايسلي في موقع دادسبين الأمريكي بين خسارتي الفريق الفرنسي اللتين تعرّض لهما الأسبوع الماضي والسنة الماضية في المسابقة نفسها.

أنهار المال الملوّثة بالدماء والنفط التي تضخها قطر في النادي بشكل معتاد، ممزوجة بضعف النوادي الفرنسيّة الأخرى، جعلت الدوري الفرنسيّ أضحوكة

فكما في 2017، أتى الفريق الباريسي إلى دوري الأبطال ضدّ أحد عملاقي الكرة الإسبانيّة، متحمساً وواثقاً بنفسه. ومثل ما حدث الموسم الماضي، سيطر الفريق الباريسي على وقت طويل من المباراة وكان قريباً من الفوز على الأرجح. لكنّه خسر مباراة الأربعاء كما مباراة السنة الماضية بطريقة مذلّة.

هذه المرّة جاء دور الخسارة أمام ريال مدريد لا أمام برشلونة الذي ألحق به هزيمة مؤلمة بسداسيّة. ويشير الكاتب إلى أنّ الخسارة الأخيرة ليست مخزية على الصعيد العالمي والتاريخي بالمقارنة مع ما حصل ضدّ برشلونة الذي استطاع العودة بنتيجة 6-1. والخسارة الأخيرة لا تلغي الفرص الباريسية بتخطي ريال مدريد في لقاء العودة. لكن مع ذلك، إنّ الهزيمة بنتيجة 3-1 ستكون صعبة التخطي من وجهتي نظر عملية ونفسية.

وضع حرج

إفتتح باريس سان جيرمان أهداف اللقاء في الدقيقة 33 من خلال اللاعب أدريان رابيو. وشهد اللقاء عدداً من الهجمات المرتدة في مباراة لم يلعب فيها الطرفان بشكل جيّد. ولو سجّل الفريق الباريسي عدداً من الفرص الجيدة التي سنحت أمامه، لكان وضعه أفضل بكثير الآن. لكنّ الحظ الجيد للإسبان والآخر التعيس للباريسيين والذي تسبّب به هؤلاء لأنفسهم استطاعا قلب نتيجة المباراة. فقد تمكّن رونالدو على الرغم من تقدمه بالسنّ من التسجيل مرّتين بصرف النظر عن أنّه لم يقدّم الكثير خلال اللقاء. وكانت الخسارة لتكون مقبولة لو تمّت بفارق هدف واحد، لكن مع تسجيل مدريد للهدف الثالث، غرق باريس سان جيرمان في وضع حرج.

الريال ومحاولة تفادي الكارثة
يضيف الكاتب أنّ مباراة العودة ستجمع الفريقين خلال أقلّ من شهر. في هذا الوقت، سيكون على الفريق الباريسي أن يصارع لاسترجاع الثقة بنفسه خصوصاً على ضوء خروجه من هذه المسابقة السنة الماضية. وفي حين أنّ المباراة ستكون نظرياً بين فريقين يتمتعان بأعمق تشكيلتين في أوروبا، فإنها عملياً ستكون منافسة بين طرفين قد يواجهان كارثة في حال الخسارة. فالطرف المهزوم سيشهد على الأرجح تغييراً على مستوى المدرّب والتشكيلة خلال الصيف. وبات ريال مدريد خارج إطار المنافسة على المركز الأول في الدوري الإسباني وخرج نهائياً من كأس الملك، لذلك إنّ وصوله على الأقل إلى نصف نهائي دوري الأبطال هو أمله الوحيد لتفادي موسم كارثيّ.

أنهار المال الملوّثة بالدماء والنفط
بالنسبة إلى باريس سان جيرمان، يبدو الفريق محصوراً بالدوري الفرنسي الذي لا يعني الكثير في هذا المجال. فأنهار المال الملوّثة بالدماء والنفط التي تضخها قطر في النادي بشكل معتاد، ممزوجة بضعف النوادي الفرنسيّة الأخرى، جعلت الدوري الفرنسيّ أضحوكة. بعد إنفاق الأموال الهائلة في الصيف لشراء أمبابي وخصوصاً نيمار الذي ساعد على توجيه ضربة الإقصاء للنادي الباريسي العام الماضي، وبعد الإنفاق المجنون لجمع كل هؤلاء النجوم في فريق واحد، كان على مدرب البي أس جي تحقيق نتيجة باهرة في دوري الأبطال. إنّ الكأس ذات الأذنين الكبيرتين هي الجوهرة اللامعة التي ما زال على قطر شراؤها لنادي كرة القدم/العلاقات العامّة الخاص بها من أجل تشتيت انتباه العالم عن سجلّها المخزي في حقوق الإنسان والذي يجب ألّا يتمّ السماح باستمراره.

مشاهدة بي أس جي مصدوماً.. شعور رائع
شدّد الكاتب على أنّ مدرّب البي أس جي أوناي إيمري سيرحل بالتأكيد في حال فشل النادي بالتأهل، وسيواجه الفريق أسئلة جدية حول مستقبله بعدما كان يسعى في السابق إلى السيطرة على عالم كرة القدم. إيمري هو مدرب جيد جداً لكن مع ذلك لا يستطيع التعامل مع ناد ثريّ يحتاج إلى استراتيجية للهجوم أكبر من قدرته على معرفة كيفية تنفيذها. ثمّ أضاف أن لا متعة في رؤية لاعبين مثل نيمار وأمبابي وكافاني وفيراتي يفشلون في المرحلة المقبلة. لكن بالنسبة إلى خسارة البي أس جي كنادٍ بأكمله، لا يخفي هايسلي إحساسه بشعور رائع يعتريه حين يشاهد النادي نفسه مصدوماً مرّة ثانية.