وزير الخارجية الامريكي المعين مايك بومبيو.(أرشيف)
وزير الخارجية الامريكي المعين مايك بومبيو.(أرشيف)
الثلاثاء 13 مارس 2018 / 21:24

بومبيو.. الصقر الأميركي المعادي لإيران والإخوان

بمعايير كثيرة، يعتبر مايك بومبيو الذي عينه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزيراً للخارجية نقيضاً لسلفه ريك تيلرسون، ويكاد يختلف عنه في كل شيء تقريباً.

يؤيد بومبيو تصنيف الإخوان منظمة إرهابية، وسبق له أن رعى مشروع قانون في هذا الشأن

وصف إيران بأنها "دولة عصابات" و"ثيوقراطية مستبدة"، وشبه طموحاتها بطموحات تنظيم داعش.

عضو سابق في الكونغرس عن ولاية أركنساس، عرف في العلن بتأييده لترامب ومزاجه القريب منه، بينما كان تيلرسون يختلف مع رئيسه في كل الملفات تقريباً، من الاتفاق النووي الى التغيير المناخي ونقل السفارة الأمريكية الى القدس، وصولاً إلى الأزمة الخليجية والتجارة وبعض الملفات المصرية. وخلافاً للوزير المقال الآتي من عالم الأعمال والنفط، يعتبر بومبيو ملمّاً بالسياسة الخارجية نتيجة عضويته في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب. 

تيلرسون الوزير الأضعف

يعتبر تيلرسون أضعف وزير خارجية في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية. افتقر إلى ثقة رئيسه، وأشرف على جهد فاشل لإعادة تنظيم الديبلوماسية الأمريكية، ما أدى إلى إحباط واسع في وزارته تسببت بمغادرة ديبلوماسيين مخضرمين. وأثبت رفضه لدور الاعلام والديبلوماسية العامة، إضافة إلى علاقته الباردة بالكونغرس، أنه لم ينجح في الانتقال من صفته السابقة مديراً لشركة نفطية عملاقة إلى كبير الديبلوماسيين الأمريكيين.

بومبيو يحظى بثقة ترامب
وعلى عكسه، كسب بومبيو ثقة ترامب خلال ترؤسه وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، إذ كان طوال سنة في منصبه ذاك يتلو للرئيس الإيجازات اليومية عن الأمن القومي، ويلتزم الخط السياسي بحذافيره. يتميز بانضباط الأكاديمية العسكرية الأمريكية في وست بوينت التي تخرج منها والحيل السياسية لعضو انتخب أربع مرات في مجلس النواب حيث كان عضواً في لجنة الاستخبارات. ويقول متابعون إنه سيكون أكثر حرصاً على تجنب إظهار أي اختلاف مع ترامب، وهو ما سيمكنه من أن يكون وزيراً للخارجية أكثر فاعلية من سلفه.

خدم في تحرير الكويت
نال بومبيو شهادة في الحقوق من جامعة هارفارد، بعدما تخرج الأول على دفعته في الأكاديمية العسكرية ويست بوينت.

خدم بين 1986 و 1990 في الجيش الأميركي كضابط في سلاح المدرعات، كما خدم مع السرب الثاني في فرقة المشاة الرابعة بالجيش الأميركي خلال حرب الخليج الأولى، التي انتهت بتحرير الكويت من الاحتلال العراقي في العام 1991.

وانتخب لعضوية مجلس النواب عام 2010 بدعم من أقطاب جمهوريين مثل الأخوين تشارلز وديفيد كوخ. وصار عضواً في لجنة الاستخبارات في المجلس. وقبل انضمامه للكونغرس أسس شركة لقطع غيار الطائرات وأخرى للإمدادات النفطية.

موقفه من روسيا
خلال توليه إدارة السي آي منذ سنة تقريباً استطاع أن يخترق الدائرة المقربة للرئيس الأمريكي بإشادات دائمة بالرئيس ولقائه يومياً تقريباً في المكتب البيضوي لتلاوة كثير من الايجازات الاستخباراتية المهمة. وهو يشارك ترامب مواقفه المتشددة حيال روسيا وكوريا الشمالية، ويعتبر من صقور التيار المعادي لموسكو، وحذر علناً من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيساً خطراً. ولكنه استرضاء للرئيس، تجنب مناقضته مباشرة في إصراره على أن روسيا لم تسعى إلى دعمه في الانتخابات الرئاسية عام 2016، وإن تكن "السي آي اي" خلصت إلى نتيجة كهذه.

...وإيران
عرف بموقفه الرافض للاتفاق النووي مع إيران، قبل أن يرأس وكالة الاستخبارات في يناير (كانون الثاني) من عام 2017. فبعد أيام من فوز ترامب في الرئاسة، كتب على تويتر: "أتطلع إلى العودة عن هذا الاتفاق الكارثي مع أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم".

وفي أكتوبر (تشرين الأول) عشية إعلان ترامب قراراه في شأن الاتفاق النووي، شن هجوماً لاذعاً على الجمهورية الإسلامية واصفاً إياها بأنها "دولة عصابات" و"ثيوقراطية مستبدة"، مشبهاً طموحاتها بطموحات تنظيم داعش.

...والإخوان
وفي سياق حديثها عن أركان إدارة ترامب، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن أشخاصاً مثل وزير الدفاع جيمس ماتيس وبومبيو لهم مواقف من ايران والإخوان المسلمين لا تختلف تقريباً عن تلك السائدة في الرياض وأبوظبي. ويؤيد بومبيو تصنيف الإخوان منظمة إرهابية، وسبق له أن رعى مشروع قانون في هذا الشأن.

...وسوريا
وفي الملف السوري، نقلت صحف أمريكية عنه قوله، إن ترامب "لن يتسامح مع استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية، ولديه استعداد كامل للرد". وأضاف: "نحن في الوقت الحالي نبحث في مزاعم استخدام الكيماوي في الغوطة، والجهة المسؤولة عنه الأمر فيما إذا كان الأسد أم روسيا أم إيران"، مؤكدًا أن المسؤول عن استخدامها “سيتلقى ردًا يناسب الضرر الذي أحدثه".

...وغوانتانامو
وهددت الولايات المتحدة الأمريكية بالتحرك عسكرياً، في حال استمرار هجوم قوات الأسد وروسيا على مدن وبلدات الغوطة.

وأقر بومبيو بأن السماح لروسيا بالتدخل العسكري، 30 سبتمبر (أيلول )2015، غيّر المشهد في سوريا.

يعارض بومبيو إغلاق معتقل غوانتانامو. فبعد زيارته للمعتقل عام 2013 قال "إن بعض المساجين الذين أعلنوا إضراباً عن الطعام قد زاد وزنهم". ودافع عن الاستخبارات الأمريكية بعد صدور تقرير لمجلس الشيوخ حول التعذيب، قائلاً: "إن القائمين على المعتقل من رجل ونساء ليسوا جلادين وإنما وطنيون، ويتصرفون في إطار القانون والدستور".