معرض الرياض الدولي للكتاب.(أرشيف)
معرض الرياض الدولي للكتاب.(أرشيف)
الأحد 18 مارس 2018 / 19:21

رؤية الإمارات في مستقبل الرياض

يحضر التنوع الثقافي الإماراتي بمشاركة أكثر من سبع عشرة مؤسسة إماراتية، متنوعة العطاء، متنوعة التجارب، متنوعة المشارب، ما بين ثقافة وفكر وتراث وطفولة وإعلام

لأن شعار معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية هو "الكتاب مستقبل التحول"، ولأن الكتاب هو رؤية الإمارات لتحقيق التقدم المعرفي والنهضة الفكرية والريادة الحضارية، فقد كان التلاحم والتمازج والتماهي حاضراً في معرض الرياض الدولي للكتاب، وكانت دولة الإمارات هناك ضيف شرف كالعادة وفوق العادة.

المشاركة التي بدأت يوم الأربعاء الماضي، وتستمر حتى يوم السبت القادم، تحمل كثيراً مما يجب أن نقف عنده لنتأمل. فبدءا من حفل الافتتاح الذي كان فن "العازي" الإماراتي نجمه الأول، ورسالته التي قدمها بثوب الفن الأصيل.

ومروراً بلوحة جدارية فنية تستقبل زوار المعرض في مدخله الباهي تمثل رسمة فنية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رسمتها فنانة إماراتية وخط حولها فنان سعودي عبارة "عزكم عزنا" في عمل فني مشترك، إنما هو في الحقيقة انعكاس لعمل قيادي وسياسي مشترك.

ووقوفاً عند الجناح الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة، الذي كان على غير المألوف من حيث البناء والمضمون، فالرؤية فيه كانت واضحة جداً، والرسالة بليغة. وأظهر التخطيط والتنفيذ من جماليات الفن وتنظيمات الإدارة وابتكارات التقنية ما يجعله نموذجاً فريداً متكاملاً، بل يجعله أشبه ما يكون برحلة ثقافية أو ربما دورة تدريبية في التخطيط للعمل الثقافي.

في الركن الأول جولة في شاشة خماسية تفاعلية توضح في أقسام خمسة، جذور العلاقات الإماراتية السعودية عبر خمسة عقود من الزمن، بدءًا من رحلات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى المملكة ولقاءاته مع الراحلين: الملك خالد، والملك فيصل، والملك فهد، والملك عبدالله. واستكمالاً للمسيرة بأيدي القائدين سلمان بن عبد العزيز والشيخ خليفة بن زايد، ووصولا إلى مستقبل مشرق بيدي المحمدين.

وفي الركن الثاني يحضر التنوع الثقافي الإماراتي بمشاركة أكثر من سبع عشرة مؤسسة إماراتية، متنوعة العطاء، متنوعة التجارب، متنوعة المشارب، ما بين ثقافة وفكر وتراث وطفولة وإعلام. تقدم خلاصة التجارب الإماراتية في العمل الثقافي الحكومي والأهلي والخاص.

وهناك على منصة من منصات المعرض، تحضر الكلمة الإماراتية المؤثرة، بمجلتين مؤثرتين، الأولى استقطبت الطفل، واستقطبت قبله والديه، فمجلة "ماجد" هي مجلة الأجيال. وما وقف عند الجناح زائر إلا وقد استذكر كيف تكونت طفولته وتكوينه المعرفي مع هذه المجلة. والثانية هي مجلة الشباب المثقف العلمي والواعي والموهوب، إنها مجلة "ناشونال جيوغرافيك" التي أسدت الإمارات للعربية وأهلها فضلاً لا يخبو بترجمتها إلى العربية.

في الرياض، حضرت الإمارات ثقافة وفكراً، وحضر ما هو أثمن، إنهم ذخيرة الوطن من رجاله ونسائه الذين وقفوا في الجناح وقفة عز ووطنية متطوعين ويقولون لكل زائر: "عزكم عزنا".