الثلاثاء 20 مارس 2018 / 09:03

في السنة الثامنة للأزمة السورية

سلطان حميد الجسمي- الخليج

دخلت الأزمة السورية عامها الثامن بعد سبع سنوات من الحرب والخراب والألم، أكثر من 500 ألف قتيل منهم 100 ألف مدني أبرياء من بينهم 19 ألف طفل، استشهدوا في هذه الحرب الشنيعة.

النزاع السوري لم يعرف إلى اليوم نهاية، بل عرف تهجير أكثر من 15 مليون سوري، منهم نازحون ولاجئون وقتلى وجرحى. لقد أرغم الشعب السوري على أن يعيش حياة ليست حياة، وولد جيل محروم تماماً من العلم والمعرفة، لم يروا إلا لون الدماء والقمع والحرمان، ولا يعرفون سوى السعي وراء لقمة العيش من بلد إلى آخر، يلاحقهم الحزن والألم.

سبع سنوات مرت على الحراك الشعبي طلباً للحرية والديمقراطية، ومن ثم تطور هذا الحراك إلى حرب غاشمة، ثم إلى نزاع لا نهاية له، وبعدها إلى مستنقع كبير يضم منظمات إرهابية ودولاً دخيلة ووكالات استخباراتية تشعل فتائل الحرب، ويشارك فيها الجميع لتدمير سوريا.

فشلت جميع محاولات الأمم المتحدة، لإيجاد حل سلمي سياسي ينقل سوريا إلى مرحلة جديدة يتوقف فيها القتل والتدمير، وخاصة في المناطق الآهلة. وها هي الغوطة تنزف كل يوم تاركة خلفها قتلى وجرحى جراء القصف المستمر الذي اعتبره المجتمع الدولي الأسوأ تاريخياً، وقد قصف النظام السوري الغوطة منذ أسابيع في هجوم بري وجوي، ما أدى إلى سقوط آلاف القتلى.
الوضع المأساوي في سوريا في تصاعد، وقتل الأبرياء أصبح مثل شربة ماء، حيث يتم القتل بلا رحمة، بل أصبح المجتمع الدولي معتاداً على أن تكون سوريا مسرحاً للقتل والدمار، وباتت من أطول الحروب الأهلية وأكثرها شراسة.

الأطراف المشاركة في هذا النزاع اليوم لم تتوصل إلى حلول، ويرجع السبب الرئيسي إلى تغير موازين القوى، وللأسف فإن قوى الشر العالمية لا تنظر إلى سوريا وهي تتألم، بل تنظر إليها على أنها منطقة صراع تخولها أن تتحكم في إحدى بوابات الشرق الأوسط، وأن تتوسع في السيطرة على المناطق السورية على حساب الشعب السوري، وللأسف أصبحت الأزمة أكثر تعقيداً في عامها الثامن.

أحد أسباب تأجيج الحرب في سوريا هو وجود قوى إقليمية ودولية (إيران وتركيا) ودولية (روسيا والولايات المتحدة)، إضافة إلى قوى إرهابية مختلفة التوجهات والمشارب.
ولعل الهجوم على عفرين في الشمال السوري يمثل أحد وجوه هذه الحرب، وتكشف أطماع الدول الإقليمية.

على المجتمع الدولي أن يقوم بدوره في حماية المدنيين من القصف العشوائي الذي يقوم به النظام السوري أو الدول والمنظمات المشاركة في الحرب، وعلى المجتمع الدولي أن يبذل جهده أكثر ويستثمر وقته وماله في إيجاد حل للأزمة السورية، لتحاشي تمدد الإرهاب إلى العالم، فالخطر القادم على البشرية أكبر إذا استمرت الحرب في سوريا.