الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (أرشيف)
الإثنين 9 أبريل 2018 / 15:12

حلم الديمقراطيين والثرثارين بعزل ترامب سيتبدد

"ماذا لو كان ترامب بريئاً؟" ... بهذا السؤال استهل الكاتب السياسي ديفيد هارسانيي مقاله في صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية والذي ينتقد فيه حملة الديمقراطيين على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مستشهداً بتقرير ورد في "واشنطن بوست" كشف أن المحقق الخاص في احتمال التواطؤ بين حملة ترامب والروس روبرت مولر، أبلغ محامي ترامب بأن الرئيس ليس هدفاً للتحقيق الجنائي.

لا يستطيع الديمقراطيون، حتى ولو فازوا في الانتخابات النصفية كما يرجح الكاتب أن يتحرّكوا لعزل الرئيس بناء على كونه غير أهل للمنصب نفسياً أو أيديولوجياً بحسب وجهة نظرهم

 إذا تبين الأمر أنه بعد أكثر من سنة على البحث المعمق لفريق المحققين المتشددين الذين يتمتعون بصلاحيات واستقلالية واسعة، وأنهم فشزوا في الوصول إلى دليل جوهري يربط ترامب بالجرم، فإن فكرة أن يواجه الأخير اتهاماً من مولر، مستبعدة جداً.

أما حلم الديموقراطيين بعزل ترامب فسيموت هو الآخر على الأرجح.

ترتبط مسألة عزل ترامب بشكل كبير بالاتهامات المفترضة حول لا شرعية انتخابه التي يجب أن تستند إلى خلاصة تحقيقات مولر. لكن حتى الآن ووفقاً للتقارير، بالكاد يشكل ترامب موضوعاً لتحقيق مولر لا هدفاً له.

ويبدو أن الديموقراطيين لم يكونوا مستعدين لاحتمال أن يكون ترامب بريئاً. قد تتغير الظروف بطبيعة الحال كما يكتب هارسانيي، لكنّه يسأل ما الذي سيحصل إذا كان التدخل في الانتخابات لم يتخطّ دائرة القرصنة الروسية وحسابات مزيفة على الفايسبوك والروبوتات على تويتر التي تجاهلتها إدارة ترامب حتى باتت تشكل مسألة سياسية إيجابية للديموقراطيين.

ويتساءل أيضاً عمّا سيفعله الديموقراطيون إذا تبين أن مايكل فلين وآخرين ضلّلوا المحققين لغايات شخصية وسياسية لا ترتبط بأي تواطؤ.

مشكلة الافتراضات المسبقة
بالنسبة إلى كثر، لن يتغير شيء بالطبع. هؤلاء يعتقدون أو اقتنعوا بأن رئيس الولايات المتحدة تآمر مع دولة عدوة لسرقة المنصب الرئاسي من منافسته التي يرون أنها تستحق الفوز. إن أي نقص إضافي في هذا المجال لن يغير تفكيرهم، وليس في هذا الأمر ما يفاجئ.

لأكثر من سنة، تم بذل جهد وانتباه كبيرين من قبل وسائل إعلامية كبيرة وموثوق بها في محاولة إثبات وجود مؤامرة.

وعمل معظم الإعلام على الملف انطلاقاً من افتراض مسبق بوجود ذنب مستنداً إلى عدد كبير من التسريبات، تمّ التراجع عنها غالباً، وخلق ذلك انطباعاً بأنّ هنالك دخاناً يثبت نار تواطؤ كبير. لكنّ هذا ما لم يحصل.

ديمقراطيو الكونغرس مسؤولون

من المؤكد أنّ فكرة تآمر ترامب مع الروس للفوز في انتخابات 2016 متجذرة كثيراً في الحديث الداخلي الأمريكي لدرجة أنّ حكماً نهائياً من مولر لن يغير على الأرجح تصورات طبقة الثرثارين. وإذا كان البعض من هذه الطبقة قادراً على الادّعاء بأن فلاديمير بوتين كان يبتزّ الرئيس الأمريكي من دون أدنى دليل، فلا يوجد ما يدفع للاعتقاد بأن تحقيق مولر سيعدّل لهجة هؤلاء.

ولمّح ديموقراطيّون من الكونغرس باستمرار إلى أجواء تواطؤ وقاموا حتى باتهام ترامب بالانخراط في نشاطات تحريضية. وقد ادعى آدم سكيف وهو ديموقراطي بارز في لجنة الاستخبارات داخل مجلس النواب، بأنّ لديه أدلة "وافرة" تؤكد وجود تواطؤ وفي أكثر من مناسبة.

وضعهم صعب جداً
لا يستطيع الديمقراطيون، حتى ولو فازوا في الانتخابات النصفية كما يرجح الكاتب أن يتحرّكوا لعزل الرئيس بناء على كونه غير أهل للمنصب نفسياً أو أيديولوجياً بحسب وجهة نظرهم. فهم سيحتاجون إلى فعل جرميّ من ترامب كي يعطوا جهدهم مصداقية معينة.

ويميز الكاتب بين تحجج هؤلاء باتهامات فضفاضة حول وجود تواطؤ لترامب مع بوتين، وبين اعتراضهم على نتائج تحقيقات مولر وإصرارهم على فكرة أنّ الانتخابات الأمريكية قد سُرقت. فقد سبق لهم أن أشادوا كثيراً بمهنية مولر ونزاهته.

يرى الكاتب أنّ هنالك الكثير ممّا يمكن أن ينتقد ترامب بسببه سياسياً، لكنّ الديموقراطيين يضعون أنفسهم في وضع صعب جداً عبر الدعم الكامل لأقل نظرية مؤامراتية ترجيحاً. وبذلك، يستمرون في التسبب بتآكل الثقة بالانتخابات الأمريكية. وهذا عار.