إعلام الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية (أرشيف)
إعلام الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية (أرشيف)
الأحد 15 أبريل 2018 / 14:45

قمة الظهران..وقفة جادة في وجه طهران

24 - بلال أبو كباش

ترتحل قافلة الدول العربية من البحر الميت غرباً نحو الخليج العربي شرقاً، حاملة مصير الأمة في ظل أزمات متتالية، بحاجة لوقفة طويلة ومراجعة دقيقة، لإعادة التوازن لشطري الوطن العربي الكبير، ولوضع حد لكل متطاول، ومتهجم.

في السعودية، وبالظهران تحديداً، حيث الإطلالة على الخليج العربي، تعقد الجامعة العربية اليوم الأحد، دورتها الـ29، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لحل عقد عدة، وتوجيه رسالة قوية في ظل ظروف صعبة تمر بها المنطقة، بدءاً من القدس، مروراً بسوريا، وقوفاً باليمن، لتضع النقاط على الحروف، ولتعيد ترتيب الأوراق من جديد.

مصير وقرار واحد
في البيت العربي، يجتمع الأشقاء، من أقصى الوطن الكبير، إلى أقصاه، يتوافدون من كل حدب وصوب، ليجلسوا مرة أخرى، وجهاً لوجه أمام التحديات، وليقفوا أمام الأزمات التي تعصف بالأمة، وقفةً تعيد تحصين الوطن الكبير من تدخلات خارجية، أخذت تزداد، خاصةً في ظروف كثر فيها الطامعون، والحالمون بتفتيت الأمة العربية.

على الضفة الأخرى، يقف المتربصون، يصطادون في الماء العكر، صفو الأمة، محاولين مراراً وتكراراً الوصول لقلب الأمة النابض السعودية، من هنا جاء اختيار الظهران للقول علناً، لسنا بعيدين ونرمق الخطر، ونعد له.

على الطاولة الكبيرة، مواضيع شتى، ومصير واحد، وقرار واحد.

بنود واستعراض عسكري
تنطلق قمة الظهران اليوم الأحد، وتستمر حتى يوم غد، حيث يشارك قادة ومسؤولون من 21 دولة عربية، من أعضاء جامعة الدول العربية الـ22، في اجتماعات مغلقة تبحث جدول أعمال القمة الذي يتكون من 16 بنداً، سيختتم بعرض عسكري كبير يحضره قادة الدول العربية.

القدس أولوية
البنود الـ16 نوقشت مسبقاً من قبل وزراء الخارجية العرب والمندوبون، وتتمحور حول نشاط هيئة المتابعة لتنفيذ القرارات والالتزامات، ومن الأمين العام للجامعة عن العمل العربي المشترك.

ويتصدر الملف الفلسطيني والصراع العربي الإسرائيلي وتفعيل مبادرة السلام العربية جدول العمال، والتطورات والانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، ومتابعة تطورات الاستيطان الإسرائيلي والجدار العازل والانتفاضة الفلسطينية، وقضايا الأسرى واللاجئين والتنمية ودعم وكالة الأونروا.

أزمة سوريا
وتركز القمة في جدول أعمالها، على ملف سوريا الشائك، خاصةً بعد تزامنها مع الضربة الثلاثية البريطانية والفرنسية، والأمريكية، لأهداف كيماوية وعسكرية تابعة للنظام السوري، رداً على هجوم بالكيماوي على دوما بالغوطة الشرقية لدمشق.

ومن المنتظر أن تؤكد القمة مجدداً أن الحل السياسي للأزمة السورية هو الحل الوحيد الممكن، والقائم على مشاركة جميع الأطراف السورية، وبما يلبي تطلعات الشعب السوري، واستناداً إلى ما نصت عليه القرارات الدولية بهذا الصدد، كما التأكيد على مسار جنيف طريقاً للتسوية السياسية فيها.

تدخلات إيران
وسيكون ملف التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية العربية بنداً رئيسياً على جدول الأعمال. كما ستبحث القمة أيضاً الهجمات الصاروخية على السعودية انطلاقاً من اليمن، وستطالب إيران بوقف مد الميليشيات الحوثية بالصواريخ والأسلحة، ومساعدة اليمنيين على حل أزمتهم بعيداً عن تدخلاتها.

القمة ستكون طريقاً جديداً للمواجهة الشاملة مع نظام ولاية الفقيه الطائفي والميليشيات الحزبية الإرهابية التي يدعمها، خصوصاً ميليشيات الحوثيين في اليمن و"حزب الله" في لبنان.

التمدد التركي
وفي ظل التمدد التركي، واحتضان أنقرة لجماعة الإخوان المسلمين المتهمة بالإرهاب والسعي لتقويض نظام الحكم في مصر، واعتبارها مصدراً لزعزعة الاستقرار في ليبيا وتونس ودول عربية أخرى، ستتصدى القمة أيضاً لمصدر القلق الذي يعاني منه العراق إلى جانب دول عربية أخرى، ممثلاً في التدخلين التركي والإيراني، سياسياً وعسكرياً فيه.

الجزر الإماراتية المحلتة
كما ستبحث القمة قضية الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى المحتلة من قبل إيران.

ومن المقرر أن تبحث القمة تطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب وعقد قمة ثقافية عربية.

أزمة قطر
ومع زيادة التكهنات بمناقشة القمة، لأزمة القطر، أتى النفي من وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ليؤكد أن الأزمة الدبلوماسية بين قطر والدول الأربع، الإمارات، والسعودية، ومصر، والبحرين، سيكون حلها "داخل مجلس التعاون الخليجي" فقط، لتقطع بذلك القمة الطريق، على أي مناورة قطرية محتملة، ما جعل الدوحة تكتفي بإرسال مندوبها الدائم في القاهرة، لتمثيلها، بعد تسريبات سابقة عن مشاركة الأمير حمد بن تميم شخصياً في أعمالها. 

قمة شاملة
قمة شاملة تبحث مختلف القضايا سواء التراكمية أو تلك الطارئة، قمة الظهران أتت في ظروف شائكة، وفي تطورات سريعة تحتاج حتماً لموقف سريع وقوي وموحد يضع حداً لكل تلك الأزمات، ويقطع الطريق على جميع الأعداء.