جندي إسرائيلي يوجه دبابة في الجولان.(أرشيف)
جندي إسرائيلي يوجه دبابة في الجولان.(أرشيف)
الأحد 13 مايو 2018 / 16:41

لا مصلحة لإسرائيل وإيران في حرب شاملة...لكن شرارة قد تفجرها

24- زياد الأشقر

عن التطورات العسكرية بين إسرائيل وإيران في سوريا، كتب مراسل صحيفة "غارديان" البريطانية في الشرق الأوسط مارتن تشولوف، أنه في الوقت الذي تصاعدت الضربات الإسرائيلية داخل سوريا في الأعوام الأربعة الأخيرة، زادت المخاوف من أن يكون الهجوم المقبل النقطة التي تطفح بها الكأس.

الحرب تسير حتى الآن على وقع هجوم وهجوم مضاد، مع تحسب الإسرائيليين لاحتمال أن تحرك إيران سلاحها الأقوى متمثلاً بحزب الله. لكن لا علامات على أن إيران ستفعل ذلك

وبلغت هذه المخاوف ذروتها الخميس عندما استفاق سكان حي غير مستقر أصلاً على أنباء الهجوم الإسرائيلي الأكبر داخل سوريا: الهجمات التي زعم المسؤولون الإسرائيليون أنها استهدفت الوجود الإيراني في أنحاء سوريا.

وأضاف تشولوف أن الغارات كان رداً على الهجوم الأول المباشر على إسرائيل منذ الثورة الإيرانية قبل 39 عاماً، اللحظة التاريخية التي قطعت علاقات كانت وثيقة بين الدولتين وجعلتهما مع توالي القيادات في كل منهما يعتقدون أنهم سائرون في طريق لا رجعة عنه نحو الحرب. وعزز الهجوم الإسرائيلي الأخير الاعتقاد بأن الخصمين هما على مسارين متضادين، مما جعل الإسرائيليين ينزلون إلى الملاجئ للمرة الأولى منذ عام 1973، وأثار القلق في لبنان وأصاب بالذعر السوريين المتعبين أصلاً من الحرب. ومع ذلك لم يشكل هذا الأمر مرحلة جديدة في المواجهة الشديدة الخطورة.

احتواء الضرر
ويرى تشولوف أن الحسابات الإيرانية في الوقت الحاضر تقضي باحتواء الضرر الذي سببته المقاتلات الإسرائيلية. فقد استثمر الإيرانيون بحياة الكثيرين وبكميات كبيرة من الأموال لتعزيز وجودهم في سوريا المدمرة، في حين أن عملية انتقام على نطاق واسع تهدد المكاسب التي يمكن ان تغير قريباً موازين القوى في المنطقة. وفي مطلع هذه السنة، أرست القوات المسلحة الإيرانية التي تعمل من خلال مروحة واسعة من الوكلاء، موطئ قدم في معظم الأراضي السورية، وتمركزت في قواعد تتشارك فيها مع السوريين وأحياناً مع القوات الروسية. ووفرت الفوضى فرصة غير مسبوقة لإيران لتعزيز وجودها المادي على أعتاب إسرائيل.

جسر جوي
ولفت تشولوف إلى أن القوات الإيرانية حشدت بعناية من طريق جسر جوي من طهران، ومؤخراً عبر طريق بري يحرسه موالون لها من غرب العراق إلى شرق سوريا. وطالما كان شعار قوات النخبة في القوات المسلحة الإيرانية هو العمل عبر وكلاء في الحروب البعيدة. لكن إغراء جعل إسرائيل في مرمى الصواريخ القصيرة المدى التي تطلقها قواتها الخاصة قد غيّر المعادلة.

مواجهة مباشرة
وقال إن مواجهة مباشرة مع الدولة العبرية لطالما كانت هدف القادة العسكريين المؤثرين في إيران، بينهم قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، الذي اتهمت إسرائيل قواته بأنها تقف خلف إطلاق 20 صاروخاً على مرتفعات الجولان السورية المحتلة في وقت مبكر الخميس. ويُعتبر سليماني المحرك الأساسي للمكاسب الإقليمية التي حققتها إيران منذ القرار الأمريكي الخاطئ بغزو العراق عام 2003. وسبق له أن أقر بأن إسرائيل لا تزال مهمة غير منجزة بالنسبة إلى عشرات آلاف العناصر المنضوية في الميليشيات الشيعية، وكذلك بالنسبة إلى الجيوش السيادية التي تقاتل جزئياً باسمه.

حزب الله
ولاحظ أن الحرب تسير حتى الآن على وقع هجوم وهجوم مضاد، مع تحسب الإسرائيليين لاحتمال أن تحرك إيران سلاحها الأقوى متمثلاً بحزب الله. لكن لا علامات على أن إيران ستفعل ذلك. ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن إيران تستبعد عمداً لبنان الذي يعتبر سلاحاً ضروياً لعملها في سوريا. ويعتقد ضباط رفيعو المستوى أن تجهيز الصواريخ بأنظمة تصويب دقيقة يجعلها تسقط داخل إسرائيل على مسافة عشرة أمتار فقط من أهدافها. ويقول المسؤولون إنهم سبق لهم أن ضربوا صواريخ مجهزة بانظمة التصويب قرب الحدود اللبنانية ، وهم يعتقدون أن هذه القدرة لم يتم نقلها إلى معقل حزب الله في جنوب لبنان.

الصبر الاستراتيجي
وأشار تشولوف إلى أن كل طرف يقيس بحذر حدود الطرف الآخر، وتدرك إيران أن وجودها المتزايد في سوريا قد جعل إسرائيل تفقد أعصابها. لكنها تملك صبراً استراتيجياً يجعلها تحتمل الضربات التي تتلقاها. واضاف أن إسرائيل تعرف أن القصف الصاروخي الإيراني قد أرسى سابقة غير مرغوبة. لكنها ليست الضربة الأولى في حرب مفتوحة، لا يريدها الطرفان في الوقت الحاضر. ولكن الشرارة التي يمكن في نهاية المطاف أن تشعل الأمور لا تكمن في الفعل المتعمد، وإنما في سوء الحسابات.