القدس في رمضان.(أرشيف)
القدس في رمضان.(أرشيف)
الثلاثاء 22 مايو 2018 / 14:10

رمضان في القدس مختلف هذا العام...خوف وخشوع وفرح كبير

رأت إيما غرين، كاتبة لدى مجلة "ذا أتلانتيك"، تغطي شؤوناً سياسية ودينية، أن شهر رمضان الكريم هلَّ هذا العام وقت تشهد المنطقة أحداثاً دراماتيكية.

رغم أن الخليل لا تبعد أكثر من 30 كيلومتراً لكن لا يسمح لي ولأمثالي الفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية بزيارة المدينة المقدسة، إلا في رمضان، أو لتلقي العلاج في حالات طارئة

وتزينت بعض أحياء المدينة القديمة بفوانيس ورقية صفراء وحمراء وخضراء. وفي يوم الجمعة الأولى من الشهر الفضيل، ازدحمت الشوارع في القسم المسلم من المدينة، على غير عادتها في مواسم أخرى. ونادى صبية صغار بأسعار الحلوى على الصائمين.

صلاة
وتشير كاتبة المقال إلى تكدس حافلات وسيارات بفلسطينيين يأتون من كل مكان لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى الذي صلى فيه الرسول عليه السلام. وبهذه المناسبة، استطاعت فاطمة بدر، فتاة فلسطينية أن تدخل مع أمها وصديقتين إلي المسجد الأقصى. وقالت: "نستطيع الصلاة في المسجد في يوم الجمعة فقط في رمضان. ونحرم من الدخول في أشهر أخرى. ولذا إنها لحظة عاطفية حقاً".

ترتيبات مملة
وحسب غرين، تسيطر سياسات وترتيبات مملة، وأذونات الدخول والخروج من المسجد، على الحياة اليومية بالنسبة لفلسطينيي القدس. وقبل أسبوع افتتحت السفارة الأمريكية في القدس. ويوم الثلاثاء الأخير، أحيا الفلسطينيون ذكرى يوم النكبة، ذكرى إنشاء الدولة اليهودية، وما تبعها من عمليات طرد وتهجير لسكان فلسطينيين من قراهم وأراضيهم. وفي نفس الفترة، اندلعت أعمال عنف في غزة، حيث تجمع متظاهرون على طول السياج الحدودي مع إسرائيل. وعندما اندفع بعض المتظاهرين نحو السياج، أطلق جنود إسرائيليون قنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص على من اقتربوا منهم خشية حصول تدافع جماعي نحو الجانب الإسرائيلي. وادعت حركة حماس بأن 50 من بين 62 شخصاً قتلهم الجنود الإسرائيليون، كانوا من أعضاء الحركة.

توترات كامنة
وتقول كاتبة المقال إنه مع عودة الهدوء إلى غزة، وانصراف طواقم التلفزيون عن المكان، سوف تستمر الحكاية نفسها في القدس، الأذونات والسياسات، وبيع الحلوى للصائمين، وموسم الصلاة في المسجد الأقصى، وهو ما يذكر بتوترات كامنة قد تنفجر في أية لحظة، من ثم تدخل المدينة ثانية في وضع غير عادي، قد ينفجر مجدداً.

السياسة مهيمنة
وتنقل غرين عن سارة، فلسطينية أمريكية المولد، تقيم مع زوجها في القدس قولها: "لا أخرج كثيراً، وأفضل البقاء داخل البيت. ورغم ذلك، يظل الوضع السياسي مسيطراً على كل شيء، بدءاً من الأحاديث حول مائدة الإفطار وعند اللقاءات في المسجد الأقصى. لا نستطيع التركيز في صلاتنا".

وقال زوج سارة أنه خشي دخول الأقصى وسط حشود غاضبة في ظل وجود جنود إسرائيليين، يتجمعون عند بوابات المسجد. وأضاف: "أتصرف كأني رجل عجوز. أريد فقط أن أعيش وأهتم بأسرتي وبعملي. ولكني لست سعيداً".

فرص نادرة
وتلتقي كاتبة المقال في القدس ببعض سكان مدينة الخليل الذين جاؤوا لأداء صلاة الجمعة في الأقصى. وقالت سليمة: "رغم أن الخليل لا تبعد أكثر من 30 كيلومتراً لكن لا يسمح لي ولأمثالي الفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية بزيارة المدينة المقدسة، إلا في رمضان، أو لتلقي العلاج في حالات طارئة".

وهكذا تشير غرين لتحول أذونات الزيارة التي تمنحها السلطات الإسرائيلية في رمضان، لفرص نادرة يأتي فيها فلسطينيون إلى القدس من أجل الصلاة وشراء حلويات مصنوعة بماء الزهر. كما تسنح للزوار فرصة لقاء أقارب لهم يقيمون في إسرائيل، أو للتنزه على شاطئ المتوسط.