وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو (أرشيف)
وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو (أرشيف)
الأربعاء 23 مايو 2018 / 13:49

وأخيراً...استراتيجية أمريكية طموحة لتقويض الخطر الإيراني

منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب أمريكا من الصفقة النووية الإيرانية، في بداية الشهر الحالي، قال نقاد إن الإدارة تفتقر إلى أية رؤية، وأن سياسة الإكراه دون هدف جسدت استراتيجيتها الوحيدة.

أصبح لدى الولايات المتحدة استراتيجية طموحة ومبررة في تكتيكاتها، ورزينة في تقييمها لإيران، وسوف تتجاوز النموذج الذي قاد السياسة الأمريكية حيال طهران لقرابة عشرين عاماً

وكتب، في موقع "فورين بوليسي"، كل من ري تقيه، زميل بارز لدى مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، ومارك دوبويتز، باحث لدى مركز الدفاع عن الديمقراطيات، أن كل تلك الانتقادات انتهت يوم الإثنين، بعدما ألقى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أول خطاب هام له منذ تعيينه، وطرح فيه خطةً تهدف لإضعاف النظام الديني في إيران.

استراتيجية طموحة
ويرى الباحثان أنه أصبح لدى الولايات المتحدة استراتيجية طموحة ومبررة في تكتيكاتها، ورصينة في تقييمها لإيران، وستتجاوز النموذج الذي قاد السياسة الأمريكية مع طهران لقرابة عشرين عاماً.

وحسب تقيه ودوبويتز، على مدار سنوات، ساد إجماع في الرأي يوحي بإمكانية فصل القضية النووية عند باقي نقاط الخلاف الأخرى، وحلها بطريقة مرضية.

واستندت تلك الفكرة الثانوية على أساس أنه رغم زمجرة وعجرفة حكام إيران، فإن هذا البلد يحكمه عقلاء سيتصرفون بشكل براغماتي، لو عرضت عليهم حوافز مشجعة وخوطبوا بود. وكان وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، جون كيري، من أشد المتحمسين للفكرة، وهو الذي وضع مسودة اتفاق اتضحت نقاط الخلل فيه للجميع، سوى الحزبيين المؤيدين له.

تحديد المشكلة
وعوضاً عن السير على نفس السياسات السابقة، والرغبة بسماع كلمات المديح من بعض الساسة المخضرمين، حدد بومبيو، في أول كلمة له كوزير للخارجية، المشكلة: "نظام مصمم على توسيع حدوده الامبريالية، وتطوير أسلحة نووية، والإساءة لمواطنيه".

وحسب كاتبي المقال، ترتبط جميع تلك القضايا معاً، في وقت يعتقد قادة إيران أن ثورتهم لن تنجح ما لم تُصدر. وهذا ما قالوه سابقاً عن أن ثورتهم بلا حدود.

جزء لا يتجزأ
ولكن، في رأي الباحثين، تمثل الأسلحة النووية جزءاً لا يتجزأ من تلك الثورة الرجعية. وللتصدي للتحدي الإيراني، لا بد من وضع أجندة شاملة.

وقد وضع بومبيو خطوات من أجل استنزاف ثروة إيران، وتقويض حلفائها المحليين، ودعم أبناء الشعب الإيراني في سعيه المتواصل لتحرير نفسه من أغلال الملالي.

إثارة غضب
ويقول الباحثان إن خطاب بومبيو لا بد أن يغضب دعاة نزع الأسلحة النووية، وهم مجموعة من المحللين الذين يعتقدون أن جميع المشاكل مع إيران ليست سوى مجرد خلافات تقنية يمكن حلها عبر وضع صيغة فيزيائية مناسبة.

ولكن بومبيو حدد بوضوح المشكلة، قائلاً: "على إيران وقف تخصيب اليورانيوم، وإعادة معالجة البلوتونيوم".

وقد يقول نقاد إن ذلك انحراف غير عملي عن مسار حكيم، طُرح عبر الصفقة النووية مع إيران.


تصحيح
ولكن، حسب كاتبي المقال، ما ورد في خطاب بومبيو يلخص تصحيحاً مطلوباً وتخلياً عن أنماط لمكافحة الانتشار النووي اتبعتها، طوال خمسين عاماً، إدارات أمريكية متعاقبة.

ويرى الباحثان أن من يناقشون السياسات الجغرافية والاندماج النووي غالباً ما ينسون أن أول ضحايا السلطة الدينية في طهران هم الإيرانيون أنفسهم.

وعلاوة عليه، كثيراً ما ينظر صناع السياسة الغربيين للصراع المستمر لنيل الحرية في إيران على أنه مجرد احتجاج مآله الفشل. ومن أهم ما ورد في خطاب بومبيو ما نقله عن ترامب من "أننا نتضامن تماماً مع ضحايا النظام الإيراني، الذين عانوا طويلاً، وهم أبناء شعبه".