مقاتل من قوات سوريا الديمقراطية في منبج (أرشيف)
مقاتل من قوات سوريا الديمقراطية في منبج (أرشيف)
الأربعاء 23 مايو 2018 / 14:20

منبج تحسم اتجاه العلاقة بين أمريكا وتركيا

تساءل آرون شتاين، زميل بارز لدى مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط التابع لمجلس الأطلسي، كيف يمكن لمدينة منبج الصغيرة، في شمال سوريا، أن تقرر مستقبل التحالف بين أمريكا وتركيا.

سيواجه صناع السياسة الأمريكية عقبات ضمن اللقاء المقبل بين بومبيو وجاويش أوغلو، وخاصة وهما يسعيان للتوصل لاتفاق بشأن منبج،

وكتب شتاين في موقع "وور أون ذا روكس"، عن لقاء مقرر في واشنطن، في 4 يونيو( حزيران)، بين مولود داوود أوغلو، وزير الخارجية التركي، ونظيره الأمريكي مايك بومبيو.

ولن يكون اللقاء ودياً كما بين أي حليفين. ولكن الجانب التركي سيحمل أجندة خاصة تتمثل في وضع اللمسات الأخيرة على خارطة طريق تُسوي وضع مدينة منبج، والتوصل لاتفاق حول تقاسم السيطرة عليها.

انقسام

ويشير كاتب المقال لتسبب الحرب الأهلية السورية بانقسام بين الولايات المتحدة وتركيا، الحليفين في الناتو، على أفضل السبل لمحاربة داعش، خاصةً دور ميليشيات كردية في هذه الحرب.

ويبقى مصير مدينة منبج، في شمال سوريا والتي احتلها داعش حتى أغسطس( آب) 2016، رمزاً لقضية أوسع للولايات المتحدة وتركيا، تدور حول من سيحكم المدينة.

مصالح متعارضة
ويلفت شتاين لتضارب المصالح بين تركيا وأمريكا في سوريا. وفي عالم مثالي، من شأن الولايات المتحدة أن تعمل بشكل وثيق مع تركيا، حليف في الناتو، ويجمع بينهما اتفاق دفاعي متبادل. ولكن، لم يستطع الجانبان الاتفاق على خطر داعش، وكيفية إدارة الحرب ضده.

فقد فضلت الولايات المتحدة تنفيذ عملية محدودة بقيادة قوات خاصة تدعمها قوة جوية، مع التركيز على مناطق سيطر عليها داعش. في المقابل، رأت تركيا أن داعش يمثل عرضاً من الحرب السورية الأوسع، وطلبت دعم أمريكا لقلب نظام الأسد، ومن ثم أيدت إنشاء "منطقة آمنة" في شمال مدينة حلب.

ضغط تركي
ويشير كاتب المقال لتركز مصالح تركيا في سوريا، في بداية الأمر، على خلع النظام السوري. ولكن، مع تنامي قوة الأكراد، جرى تحول في تلك المصالح، وأخذت تركيا في الضغط على قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية لتضمن منع إنشاء سلطة كردية لا مركزية.

في الوقت ذاته، تركز الولايات المتحدة على حملتها للقضاء على ما تبقى من فلول داعش، لحماية أراضيها وحلفائها من تنظيم جهادي هدد أمنهم، وتراجعت قوته الآن إلى حد بعيد.

مصالح ثابتة
ونتيجة لذلك، سيواجه صناع السياسة الأمريكية عقبات ضمن اللقاء المقبل بين بومبيو وجاويش أوغلو، خاصةً وهما يسعيان للتوصل لاتفاق على منبج، مدينة تمتعت باستقرار جيو سياسي فريد، حتى الحرب السورية المدمرة.

ويقول كاتب المقال إن للولايات المتحدة وتركيا مصالح مختلفة كلياً في سوريا، وقد فشلتا في إيجاد أرضية مشتركة.

 ولا شك أن اتفاقاً ضيقاً على منبج يخلو من وضع سياسة أوسع  لقوات سوريا الديمقراطية، والنظام وروسيا، قد يهدد بضياع فرصة الاستفادة من انتصارات تحققت ضد داعش. ولتركيا وأمريكا، إلى جانب عدة أطراف، مصالح ثابتة في سوريا.

وقد يوفر اللقاء الأمريكي التركي المقبل حول سوريا فرصة لتوسيع الحوار، والاستفادة من المناقشات حول منبج للمضي قدماً، والمساعدة على إنهاء الصراع الدموي في سوريا.