قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني (أرشيف)
قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني (أرشيف)
الأربعاء 23 مايو 2018 / 15:37

هذا هو ثمن انضمام إيران إلى الأسرة الدولية

24- زياد الأشقر

تناول الكاتب إيلي لايك في مقال نشره موقع "بلومبرغ" الإستراتيجية التي أعلنها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قائلاً إنه إذا أراد أحد أن يعرف ما هو نقيض استراتيجية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، فعليه أن يقرأ خطاب بومبيو الإثنين أمام مؤسسة "هيريتيج".

إيران ستكون مرغمة على السير بخيار مختلف: إما أن تواصل الكفاح لإبقاء اقتصادها على قيد الحياة أو أن تواصل تبديد ثروة مهمة على القتال في الخارج

ففي أول خطاب رئيسي له منذ توليه وزارة الخارجية، حدد بومبيو استراتيجية جديدة قلبت رأساً على عقب ثلاث فرضيات أساسية تمسك بها أوباما ووزير خارجيته جون كيري، وهي، أنه يمكن أمريكا أن تتعايش مع العدوان الإيراني الإقليمي مقابل وضع قيود مؤقتة على البرنامج النووي لطهران، وأن الصفقة النووية لعام 2015 تعبر عن إرادة الأسرة الدولية، وأن القيادة الإيرانية الحالية المنتخبة يمكنها بمرور الوقت أن تسير بالبلاد نحو الإعتدال.

تنازلات نووية
وبالنسبة إلى الفرضية الأولى، قال لايك إنه بينما فرض الرؤساء الأمريكيون السابقون عقوبات على إيران بسبب أنواع مختلفة من السلوك السيئ، الذي يتراوح من رعاية الإرهاب إلى انتهاكات حقوق الإنسان، فإن أوباما عرض خلال ولايته الثانية رفع أشد العقوبات إيلاماً في مقابل تنازلات نووية. وخير أوباما النظام الإيرانيبين بين البرنامج النووي أو الإقتصاد.

وقال بومبيو الإثنين إن الاتفاق القديم لم يعد صالحاً. وبمقتضى العقوبات المتجددة، فإن إيران ستكون مرغمة على السير بخيار مختلف: "إما أن تواصل الكفاح لإبقاء اقتصادها على قيد الحياة أو أن تواصل تبديد ثروة مهمة على القتال في الخارج. لن يكون في متناول يدها فعل الإثنين".

مقامرة اوباما
ورأى لايك أن هذه الصيغة تقلب مقامرة أوباما رأساً على عقب. وجادل أوباما بأنه على رغم عدم الإستقرار الذي زرعته إيران في الشرق الأوسط، فإنها تستحق مرونة في العقوبات المتعلقة بنظامها المصرفي وتصدير النفط في مقابل الحد من برنامجها النووي. ولكن بومبيو اعتبر أن مثل هذه الإستراتيجية خاسرة. وبحديثه عن قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، قال رئيس الديبلوماسية الأمريكية أنه "كان يتلاعب بالأموال التي باتت أموال دم، والثروة التي راكمها من الغرب غذت حملته".

المفاوضات
ولاحظ أن بومبيو استهدف أيضاً أحد العناصر الأكثر غموضاً في استراتيجية اوباما الديبلوماسية، وهو أن الدول الأكثر تأثراً بالتغيير في السياسة الأمريكية من إيران، لم تشترك في المفاوضات التي شملت الولايات المتحدة والصين والإتحاد الأوروبي وإيران وفرنسا وألمانيا وروسيا والمملكة المتحدة. وقد تمت إحاطة إسرائيل، والسعودية، والإمارات، في وقت لاحق بالمحادثات.

سلوك طهران مع شعبها
ولفت لايك إلى أن توقعات بومبيو حول معاملة إيران لشعبها لم تكن مدرجة في قائمته المؤلفة من 12 طلباً من النظام الإيراني إذا كان يرغب في الإنضمام إلى المجتمع الدولي. وقد غطت هذه المطالب مجموعة من الأنشطة، من إطلاق سراح المواطنين الأمريكيين الذين اعتقالوا في السنوات الأخيرة، وسحب جميع العناصر الإيرانيين من سوريا، والسماح بالوصول الحر للمفتشين النووين إلى المواقع العسكرية الإيرانية.

وإذا امتثلت إيران، فإن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستدعم التوصل إلى معاهدة، وهو أمر لم يفعله أوباما، توفر لإيران إمكان الوصول إلى الأسواق الأمريكية والإعتراف الديبلوماسي الكامل.

 قيود مؤقتة
وخلص لايك إلى أن أوباما وكيري كانا يصران على أن الاتفاق النووي الذي توصلا إليه يستحق العناء لأن إيران وافقت على وضع قيود مؤقتة على برنامجها النووي ستنتهي خلال السنوات العشر أو العشرين المقبلة.

ولكن المعايير التي تفصل الدول المارقة عن المواطنين الدوليين قد ضعفت في هذه العملية. وقد حاول بومبيو في خطاب الإثنين أن يستعيد هذه المعايير.