الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (أرشيف)
الخميس 24 مايو 2018 / 16:49

هل يجب إرجاء قمة سنغافورة بين ترامب وكيم ؟

24- زياد الأشقر

كتب الصحافي روبرت إي كيلي في موقع مجلة "ذا ناشيونال إنترست"، إن ثمة ارباكاً متزايداً وعدم يقين حول شكل القمة المقررة في سنغافورة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون والمواضيع التي سيتناولها النقاش، ومعنى "نزع السلاح النووي"، وصولاً إلى ما إذا كانت القمة ستعقد أصلاً.

لا يعرف ترامب الكثير عن كوريا أو الأسلحة النووية او تكنولوجيا الصواريخ أو انشار القوات الأمريكية في شرق آسيا. وهذا قد يجعل ترامب يقايض شيئاً قيماً من دون معرفة ماذا يفعل

 ويثير التحضير الاشمئزاز، إذ يصور الفوضى في إدارة ترامب، بما في ذلك الإدراك المتأخر المثير للدهشة بأن الكوريين الشماليين ليست لديهم نية لنزع الأسلحة النووية.

جائزة نوبل
ويبدو الأمر كأن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن يبالغ في طرح القمة على ترامب ولا يقوم هو نفسه بإعداد حقيقي لها. وبدأ ترامب يتحدث عن جائزة نوبل للسلام. وأثارت التغطية الإعلامية لفكرة أن ترامب يمكن أن يستحق جائزة نوبل، جدياً آمالاً كبرى على القمة. ولكن كل هذا ينحسر الآن وسط موجة من التراجع الكوري الشمالي.

وأشار كيلي إلى أن ما صدر عن كوريا الشمالية هذا الأسبوع أضفى شكوكاً حول احتمال عقد القمة. وفي انتظار الأسابيع الثلاثة المقبلة، فإن هناك الكثير من الأمور غير المؤكدة. واحتمال حصول كارثة، أياً كان متدنياً، هو أعلى بكثير من المعدل العادي، والمخاطر مرتفعة جداً هذه المرة. إن الشيء العاقل الذي يمكن الإقدام عليه في الوقت الحاضر هو إما إرجاء القمة حتى يتمكن فريق ملائم من الإعداد للحد الأدنى من التوافق، او عقد القمة لكن على مستوى أدنى.

خطوة عاقلة
وأوضح أن إلغاء القمة أو تأجيلها سيكون خطوة عاقلة، وعلى الغالب بسبب القلق من أن يكون ترامب نفسه غير مستعد لهذا الأمر. ويبدي كيلي قلقه حيال شخصية ترامب "الفريدة" التي تجعل هذه القمة أكثر خطورة من أي اجتماع عادي من هذا النوع. وإذا غادر ترامب القمة مثلاُ كما هدد سابقاً، أو إذا استخدم ألفاظاً نابية أو لجاً إلى توجيه إهانات عرقية، فإنه يمكن للقمة أن تجعل الأمور أسوأ.

 فرصة ضائعة
واعترف ترامب بأنه لا يستعد للقمة ولا يشعر بأنه بحاجة إلى مزيد من القلق. ولا يعرف ترامب الكثير عن كوريا أو الأسلحة النووية او تكنولوجيا الصواريخ أو انشار القوات الأمريكية في شرق آسيا. وهذا قد يجعل ترامب يقايض شيئاً قيماً من دون معرفة ماذا يفعل، ويمكن أن تضيع فرصة الحصول على تنازلات من بيونغ يانغ.

ورأى كيلي أنه في هذه المرحلة، يمكن أن يكون الوقت قد تأخر لإلغاء القمة. وقد تستمر القمة من خلال وقعها الخاص. لكن هل كان البيت الأبيض هو الذي عمد إلى إلغاء القمة من جانب واحد، أو هل كان الجانب الكوري هو البادئ باقتراح ذلك. إن الإلغاء نفسه في هذا التاريخ المتأخر من شأنه إرسال إشارات مثيرة للإعجاب. وقد لا يكون من الحكمة الإقدام على ذلك في هذه المرحلة.