مدرب ليفربول كلوب (أرشيف)
مدرب ليفربول كلوب (أرشيف)
الجمعة 25 مايو 2018 / 00:20

يورغن كلوب.. "شخص عادي" يعيد ليفربول لمصاف كبار

قال المدرب الألماني، يورغن كلوب إنه "شخص عادي"، خلال تقديمه مدرباً جديداً لليفربول في أكتوبر (تشرين الأول) 2015.

وأضاف حينها: "أنا رجل عادي من الغابة السوداء، ولا يمكن مقارنتي بالعباقرة. لا استطيع أن أصف نفسي. هل يعتقد أحد هنا إنني قادر على فعل المعجزات؟ اتركوني أعمل. لست مميزاً، أنا شخص عادي"، في إشارة واضحة للمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي أطلق على نفسه قبل أعوام لقب "سبيشال وان" أو "الشخص المميز".

لكن بعد عامين ونصف العام من ذلك المؤتمر الصحافي الذي عقد بقاعة المؤتمرات في ملعب أنفيلد، أظهر كلوب رغم كل شيء، أنه مميز و"شخص خاص". إنه الشخص الذي وضع ليفربول مجدداً على خريطة كرة القدم العالمية بعد عقد كامل.

فبعد 11 عاماً من وصول الفريق الإنجليزي لنهائي دوري الأبطال، وتحديداً في 2007 بقيادة الإسباني رافا بنيتيز وقتها، سقط أبناء إنجلترا أمام ميلان، وهو نفس المنافس الذي هزموه في نهائي إسطنبول قبلها بعامين.

ومرت أعوام، ورحل واعتزل نجوم مثل ستيفن جيرارد، الذي انتقل للوس أنجليس غالاكسي قبل أن يعتزل نهائياً، وجيمي كاراغر، وتدهور وضع الفريق حتى لم يعد يظهر في المنافسات الأوروبية.

ومنذ هزيمة 2007 في أثينا، كان سجل الفريق متواضعاً للغاية في دوري الأبطال بوصوله إلى نصف النهائي وربع النهائي فقط، فضلاً عن خروجه في مناسبتين من دور المجموعات.

وعلاوة على ذلك، لم يحقق "الريدز" أي نجاح يذكر في الدوري الأوروبي، باستثناء نهائي 2006 الذي انتهى بالهزيمة أمام إشبيلية 1-3.

ورحل بنيتيز عن الـ"ريدز" في يونيو (حزيران) 2010، لتبدأ فترة من عدم الاستقرار في أنفيلد امتدت حتى أكتوبر 2015. مرت 5 أعوام طوال على ميرسيسايد، وتعاقب على تدريب الفريق كل من الإنجليزي روي هودغسون والأسكتلندي كيني دالغليش والأيرلندي الشمالي بريندان رودجرز، لكن أيا منهم لم يستطع تحقيق النجاح، رغم أن الأخير كان قريباً للغاية من حصد لقب البريميير ليغ، لكنه أنهى موسم 2013-2014 في المركز الثاني.

إلا أن ذلك لم يشفع لرودجرز، الذي اضطر للرحيل عن النادي العريق من الباب الخلفي، بعد تعادل 1-1 مع إيفرتون.

ووصل كلوب إلى ليفربول حاملاً معه 7 مواسم ناجحة وكرة قدم جميلة مع بروسيا دورتموند، ليتسلم المسؤولية من رودجرز، وبدأت النتائج في التحسن شيئاً فشيئاً، ما دفع مالكا النادي الأمريكيان جون هنري وتوماس ورنر لتخصيص مزيد من الموارد للفريق.

وجاء المدرب المحبوب، برفقة مساعده زليكو بوفاتش، الذي ترك النادي بنهاية أبريل (نيسان) الماضي، ليبدأ إلى جوار ضفة نهر ميرسي قصة نجاح على غرار تلك التي كتبها إلى جوار حوض نهر الرور، ويصنع فريقاً تنافسياً قادراً حتى على إذلال مانشستر سيتي مع مدربه بيب غوارديولا.

وبكرة قدم عمودية سريعة، تعكس فلسفة كلوب، عاد الـ"ريدز" لمقارعة الكبار، وكذلك بفلسفة جديدة تعتمد على الناشئين- الظهير ترينت ألكسندر أرنولد خير مثال على ذلك- وضم لاعبين ذوي خبرة، لكن ليسوا كبار السن مثل محمد صلاح وساديو ماني وجويل ماتيب ولوريس كاريوس وجورجينيو فاينالدوم وأليكس أوكسليد تشامبرلين وفيرخيل فان دايك.

ووقع على صلاح وفان دايك، اللذين وصلا الموسم الماضي إلى أنفيلد، مهمة نقل الليفر إلى المستوى التالي: فالأول ماكينة أهداف لا تهدأ، حيث سجل 44 هدفاً منذ بداية الموسم وحتى الآن، أما الثاني فهو أغلى مدافع في العالم، وجاء خصيصاً للارتقاء بدفاع كان ينظر له الكثيرون بريبة في ظل وجود لوفرين وماتيب وكلافان.

ولم يتأخر الـ"ريدز" في تجاوز رحيل فيليبي كوتينيو إلى برشلونة في يناير (كانون الثاني) الماضي، وخلقوا خطاً هجومياً نارياً "إم إس إف" اختصاراً لماني وصلاح وفيرمينو، الذي يرعب دفاع المنافسين الأوروبيين، حيث سجلوا 31 هدفاً، وصنعوا 11 آخرين.

ويخوض كلوب الآن ثاني نهائي له في دوري الأبطال بكييف، وأكبر تحدٍ عملي في مسيرته، وسيحاول حرمان ريال مدريد من الفوز بثالث لقب تشامبيونز ليغ على التوالي، واستمرار جعل ليفربول فريقاً كبيراً.