شعار "الإغاثة الإسلامية".(أرشيف)
شعار "الإغاثة الإسلامية".(أرشيف)
الإثنين 25 يونيو 2018 / 15:22

كيف ساهمت الإمارات في تنبيه العالم إلى خطر الإغاثة الإسلامية؟

أعدّ الباحث في "منتدى الشرق الأوسط" سام وستروب دراسة معمقة عن "الإغاثة الإسلامية" وارتباطاتها بدعم التطرف وتمويل الإرهاب. ومع حصول هذه الجمعية على 80 مليون دولار من دافعي الضرائب الغربيين خلال العقد الماضي – بما فيها 700 ألف دولار من الحكومة الأمريكية – ترتبط الإغاثة الإسلامية بشبكات الإخوان المسلمين بشكل وثيق ولها فروع في أكثر من 20 دولة.

في تقرير حكومي سويدي صادر حديثاً إنّ الإغاثة هي "منظمة أساسية" في تأمين "المصداقية" للإخوان المسلمين

 هي جمعية تأسست سنة 1984 وتحقق مداخيل بمئات الملايين من الدولارات حيث تؤمّن الحكومات الغربية نسبة كبيرة منها. أسس عملاء إسلاميون بارزون الإغاثة الإسلامية ولا يزالون يديرونها ومن بين هؤلاء:

هاني البنا
مؤسس الإغاثة وقيّم سابق على عدد من الجمعيات الخيرية مُتهم بارتباطاته مع التطرف الإسلامي والإرهاب. أسس الإغاثة حين كان طالباً ومنخرطاً في دوائر تنظيم الإخوان. سنة 2016 أجرى مقابلة إعلامية مع إذاعة صوت الأقصى وهي الإذاعة الرسمية لحركة حماس الإرهابية حيث طالب ب "تحالف قوي" بين منظمات المجتمع المدني وحكومة حماس من أجل "صدّ أي أفكار أجنبية واختراقات خبيثة".

الحداد ولماضة

عصام الحداد هو مؤسس مشارك للإغاثة الإسلامية ومستشار السياسة الخارجية للرئيس المصري الإخواني السابق محمد مرسي. تقول السلطات الأمنية المصرية إنّ حداد استغل الإغاثة لتمويل إخوان مصر. وأشارت النيابة العامة المصرية إلى أنّ حداد كان "يمول الإرهاب عبر استخدام جمعيات خيرية عالمية مثل الإغاثة الإسلامية". بينما يرأس خالد لماضة فرع الإغاثة في الولايات المتحدة وقد أسس مجلس "مصريون أمريكيون للديموقراطية وحقوق الإنسان"، ذراع ضاغط أساسي للإخوان في تلك البلاد. ينشر لماضة كتاباته على فايسبوك باللغة العربية يشيد فيها ب "مجاهدي مصر".

عصام البشير

عضو بارز للمجلس الأوروبي للفتوى والأبحاث وهو هيئة لمشايخ الإخوان يقودها داعيتهم يوسف القرضاوي. أحمد الراوي، مدير سابق للإغاثة الإسلامية العالمية وعمل أيضاً كمدير لرابطة مسلمي بريطانيا التي أعلنتها صحيفة "دايلي تيليغراف" كفرع أساسي معلن عنه للإخوان المسلمين في بريطانيا. سنة 2004 وقّع الراوي على إعلان دعم الجهاد ضدّ القوات البريطانية والأمريكية في العراق.

الدول والمصارف تتحرك

صنّفت الإمارات العربية المتحدة الإغاثة الإسلامية على أنها منظمة تمول الإرهاب. سنة 2005، اتهمتها السلطات الروسية بدعم الإرهاب في الشيشان. وفي سنة 2012، أغلق العملاق المصرفي السويسري "يو بي أس" حسابات الإغاثة وفرض حظراً على الهبات القادمة إليها من زبائنها خوفاً من التقارير حول تمويلها للإرهاب. وقام مصرف "أتش أس بي سي" بالأمر نفسه سنة 2016. كما وضعت إسرائيل هذه المنظمة على لائحة تمويل الإرهاب. في قطاع غزة تمول الإغاثة منظمات على علاقة وثيقة بحماس. في فبراير (شباط) 2015 مثلاً، قامت الإغاثة الإسلامية البريطانية بتمويل مشروع لجمعية الفلاح الخيرية التي يديرها مسؤولان بارزان في حماس، رمضان طنبورة وجمال حمدي الحداد. ويدير الأخير برنامجاً لحماس باللغة العبرية موجهاً للفلسطينيين معروف باسم "اعرف عدوك".

علاقات مع موالين لبن لادن
لجنة الزكاة المعروفة أيضاً باسم جمعية الزكاة الإسلامية القريبة من حكومة حماس هي شريك أساسي آخر لفروع الإغاثة في غزة. يديرها داعية بارز من حماس وهو حازم السراج، تلميذ سابق لمؤسس حماس أحمد ياسين. في سنة 2018، دعت الإغاثة الإسلامية العالمية للتبرع بقيمة 420 ألف دولار لجمعية الزكاة الإسلامية من خلال مخطط لجمع التبرعات عبر الأمم المتحدة. وتحتفظ الإغاثة الإسلامية بارتباطات مالية مع مجموعات على صلة بالإرهاب في الشرق الأوسط بما فيها الجمعية الخيرية للرفاه الاجتماعي التي أسسها عبد المجيد الزنداني الموالي لبن لادن.

غطاء مسؤولين غربيين
وبيّن منتدى الشرق الأوسط عدداً من ناشري الكراهية والتطرف الذين يتكلمون في مناسبات تنظمها الإغاثة مثل عبدالله حكيم كويك وهيثم الحداد وعبد الناصر جانغدا الذي يدافع عن الاستعباد الجنسي. وتمتعت الإغاثة الإسلامية بإمكانية الوصول إلى مسؤولين حكوميين بارزين. ففي الولايات المتحدة شارك مسؤولوها في حفل عشاء داخل البيت الأبيض، وتمّ تعيين بعض شخصياتها كمستشارين في وزارة الخارجية وتحدث مسؤولون أمريكيون في مناسبات من تنظيمها. وفي المملكة المتحدة ألقى الأمير تشارلز ونائب رئيس الوزراء ووزراء متنوعون خطابات متعددة. وأوضح المنتدى إرسال الحكومات الغربية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة أكثر من 80 مليون دولار للإغاثة منذ سنة 2007.

بين سنتي 2000 و 2016 قدّم المجتمع والشركات في أمريكا أكثر من 4.3 مليون دولار للإغاثة وأمّنت مؤسسة بيل وميليندا غايتس التبرع الأكبر الذي قارب 1.4 مليون دولار. كما تستفيد الإغاثة من المصداقية التي يضفيها شركاؤها ومحبوها غير المسلمين، بمن فيهم جمعيات خيرية يهودية بارزة، على الرغم من تاريخها الطويل من اللاسامية. وتشجع صحف وشبكات تلفزيونية مهمة القراء والمشاهدين على التبرع لها.

الإمارات توقظ العالم
إنّ ادعاءات الإغاثة الإسلامية بأنها منظمة معتدلة تفقد المصداقية تدريجياً. منذ صنّفتها الإمارات كمنظمة إرهابية، بدأت دول عدة تدقق نشاطات الجمعية الدولية. وأشارت تقارير إلى أنّ محققي أف بي آي وخدمة الإيرادات الداخلية ومكتب إدارة شؤون الموظفين جمعوا أدلّة جرمية مرتبطة بالإغاثة الإسلامية سنة 2016. وطلب منتدى الشرق الأوسط من الوكالات المعنية الحصول على وثائق تخص الإغاثة الإسلامية وفقاً لقاون الحصول على المعلومات. في يناير (كانون الثاني) 2018 أكد مكتب شؤون الموظفين وجود تحقيق جنائيّ: "نحن نحجب السجلات ... حيث تمّ تجميعها لأغراض تنفيذ القانون ومن المتوقع بشكل معقول أن يتعارض كشفها مع إجراءات التنفيذ الجارية، عن طريق – على سبيل المثال – اقتراح نطاق تحقيق وتحذير الأشخاص (موضوع التحقيق) المحتملين بشأن طبيعة دليل الحكومة والاستراتيجية".

الإغاثة الألمانية والارتباطات الإخوانية

في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 ردّ كريستيان غايبلر من إدارة مجلس شيوخ برلين على سؤال مكتوب حول علاقات المنظمة: "لدى الإغاثة الإسلامية في ألمانيا صلات مع منظمات محيطة بالإخوان المسلمين". وفي يناير 2017، أعلنت محكمة المدققين الفيديرالية في ألمانيا أنّها كانت تحقق في "احتمال سوء استخدام أموال المساعدات" من قبل الإغاثة الإسلامية في ألمانيا. وقالت إذاعة راندفانك برلين-براندنبورغ سنة 2017 إنّ هنالك شبهة حول ارتباط التحقيقات بحركة الأموال من الإغاثة الإسلامية في ألمانيا إلى مقرات الإغاثة العالمية في بريطانيا.

ماذا وجدت التحقيقات السويدية؟
في تقرير حكومي سويدي صادر حديثاً إنّ الإغاثة هي "منظمة أساسية" في تأمين "المصداقية" للإخوان المسلمين. وكشف التقرير أنّ المسؤول الإخواني هيثم رحمة جزء من الإغاثة الإسلامية في السويد كاشفاً أنّه "كان متورطاً في دعم الميليشيات المرتبطة بالإخوان المسلمين في النزاع السوري عبر ممارسة الضغط وشراء الأسلحة".

توصيات
أوصى منتدى الشرق الأوسط بضرورة إيقاف الحكومات الغربية تمويل الإغاثة الإسلامية وشراكتها معها. كما أوصى بتشجيع المشرعين الأمريكيين والأوروبيين وكالات تنفيذ القانون على النظر في نشاطاتها داخل سوريا وقطاع غزة وبتفحّص تحقيقات النيابة العامة المصرية بأنّ فروع الإغاثة دعمت حكومة مرسي الإخوانية. وعلى السياسيين أيضاً دعوة الهيئات الدولية إلى استبعاد الإغاثة الإسلامية وإيقاف جميع أشكال التمويل. في نهاية المطاف، إذا كانت الحكومات الغربية جادة في مكافحة التأثيرات العنيفة والتقسيمية وغير المتسامحة للإسلاموية العالمية، فيجب إنهاء هذه المنظمة.

هنالك بالتأكيد جمعيات خيرية مسلمة لا تنشر التطرف وتدعم الإرهاب. لماذا يجب على دافعي الضرائب حول العالم تمويل جمعية تدعمه؟