مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني.(أرشيف)
مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني.(أرشيف)
الأربعاء 18 يوليو 2018 / 15:29

هل دخل النظام الإيراني مرحلة الأفول؟

يسترجع سوهراب أحمري، كاتب بارز لدى مجلة "كومنتري" الأمريكية، أحداثاً جرت في عام 1979 عندما عاد آية الله الخميني من منفاه الباريسي لكي يستولي على السلطة في إيران. في حينه أخذ معارضوه في طمأنة أنفسهم إلى أن نهاية النظام الجديد وشيكة، وأن احتلالهم الداخلي من قبل إسلاميين سيزول على الفور.

ليس تغيير النظام وارداً في الأجندة الأمريكية، لكن من المحتمل أن تدخل الجمهورية الإسلامية مرحلة أفولها من تلقاء نفسها

ويقول كاتب المقال إن استذكار تلك التوقعات، بعد مرور قرابة 40 عاماً عليها، يبدو أنها كانت غير منطقية، ولكنها قد تصبح حقيقية في يوم قريب.

أزمة داخلية
وحسب أحمري، فيما يبدو النفوذ الشيعي في اتساع من إيران وصولاً إلى لبنان، تواجه الجمهورية الإسلامية أزمة على جبهتها الداخلية، لدرجة أنه، في الآونة الأخيرة، لا يكاد يمر يوم دون وقوع تظاهرة، أو احتجاجات، تعبر عن سخط شعبي حيال النظام في طهران.

ويقول كاتب المقال إن وفاة الممثل ناصر مالك مطيع، في مايو( أيار) الماضي، أثار موجة من الاحتجاجات. فقد اشتهر الممثل بأعماله الكوميدية، العلمانية، في فترة ما قبل الثورة الإيرانية لعام 1979. من ثم منع من مزاولة مهنته، فضلاً عن حظر عرض أعماله على الشاشة الفضية، باستثناء دور يتيم أداه في عام 2014.

إضرابات شاملة
ويشير كاتب المقال لمشاركة آلاف في تشييع مطيع في طهران، رغم أنه كان اسمه مغيباً عن وسائل الإعلام الإيرانية. وصاح شاب أثناء الجنازة: "وسائل إعلامنا الرسمية عار علينا". وهتف آخر: "أين أنت يا قيصر( شخصية مشهورة أداها مطيع) لقد قتلوا الشعب". ولكن هؤلاء الشباب واجهوا غازات مسيلة للدموع وعصي رجال الأمن الإيراني.

ويقول أحمري إنه، في الوقت الحالي، ينفذ سائقو الشاحنات الإيرانية إضراباً ما زال مستمراً لأكثر من عشرة أيام. وقد أوقف السائقون شاحناتهم على امتداد طرق سريعة، وسدوا منافذ محطات تعبئة وقود ومبانٍ حكومية، احتجاجاً على تدني الأجور وفرض رسوم على الطرقات، وتخفيض العلاوات. ولم يكن هؤلاء وحدهم، بل شارك مدرسون وعمال مصانع تكرير سكر وفولاذ وسكك حديدية في إضرابات عن العمل، احتجاجاً على عدم استفادتهم من "زبدة الصفقة النووية" التي وعدهم بهم النظام، الذي تسلم ما يزيد عن 150 مليار دولار من أصوله المجمدة لدى الغرب.

تحدي
ومن باب إظهار التحدي لقانون إيراني يفرض الحجاب على النساء، ارتفع عدد اللاتي نزعن الحجاب في شوارع طهران وعدد من المدن الإيرانية. وفي الغالب، ترددت قوى أمنية في اعتقالهن مباشرة، خشية إثارة غضب شعبي، رغم التعرف على معظمهن واعتقالهن لاحقاً.

تزايد ضغوط
وحسب كاتب المقال، لا بد من أن يؤدي قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانسحاب الولايات المتحدة من الصفقة النووية لزيادة الضغوط على نظام الملالي في طهران. وفيما ليس تغيير النظام وارداً في الأجندة الأمريكية، من المحتمل أن تدخل الجمهورية الإسلامية مرحلة أفولها من تلقاء نفسها.

وبرأي أحمري، قد تستغرق هذه العملية سنوات لأنه يستحيل توقع مسار الأحداث. ورغم ذلك، يفترض بصناع السياسة الأمريكية التحضير لذلك الاحتمال.

وحسب كاتب المقال، إن نهاية حكم إسلامي في إيران سيكون حدثاً تاريخياً في العالم، وفأل خير بالنسبة لإيران ولجيرانها، ما يمثل عودة الأمور إلى نصابها، بعد أربعين عاماً على تأسيس آية الله الخميني لنظامه.