مظاهرات ضد إيران في العراق(أرشيف)
مظاهرات ضد إيران في العراق(أرشيف)
الأحد 22 يوليو 2018 / 14:01

إيران تفقد مكانتها المميزة في سوريا والعراق

لفتت إيفلين غوردون، كاتبة رأي لدى مجلة "كومنتري" الأمريكية، لظاهرة جديدة لافتة تتمثل في فقدان إيران مكانة ودعماً حظيت به، حتى وقت قريب، في بلدين عربيين وثيقي الصلة بحكومتها، هما سوريا والعراق. وقد ظهر ذلك من خلال رسالة وجهت لأطفال سوريا عبر كتب مدرسية، ومن خلال احتجاجات عنيفة شهدتها مؤخراً عدة مناطق عراقية.

يشار في الكتب الدراسية السورية إلى منطقة خوزستان في إيران بأنها إحدى "المناطق العربية المحتلة"، "من أهم المناطق العربية السليبة"

وتلفت غوردون إلى أنه في سوريا، اعتبرت ميليشيات شيعية بمثابة عماد حرب الحكومة السورية ضد قوات معارضة مسلحة، منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل سبع سنوات. فقد نقلت إيران أكثر من 80 ألف مقاتل إلى سوريا لدعم النظام. ويتحدر معظم هؤلاء المقاتلين من ميليشيات شيعية ترعاها طهران في لبنان والعراق، أو من ميليشيات شيعية أنشأتها لهذا الهدف، وتكونت من لاجئين أفغان وباكستانيين في إيران. كما قدمت إيران لنظام الأسد أموالاً من أجل دعم بقائه في السلطة.

تقديرات
وتشير تقديرات باحثين إلى أن مجموع مساعدات إيران العسكرية والاقتصادية إلى سوريا طوال الحرب، وصلت لما بين 30 و 105 مليار دولار. ودون تلك المساعدة لربما لم يصمد النظام السوري لحين تدخل روسيا في عام 2015، وتقديمها دعماً جوياً حاسماً مكَّن الأسد من استعادة السيطرة على معظم المناطق التي فقدها.

جرعة من الشك
وترى كاتبة المقال أنه بالنظر لتلك المساعدة القيمة، يفترض بالنظام السوري أن يكون ممتناً لرعاته الإيرانيين. ولكن عوضاً عنه، وكما تظهر كتب مدرسية، يقدم الأسد لطلاب المدارس السوريين جرعة صحية من الشك تجاه إيران.

فقد أجرى معهد EMPACT للأبحاث، دراسة حول كتب مدرسية سورية رسمية تدرس للصفوف الاثني عشر الأولى في مناطق يسيطر عليها الأسد( في عامي 2017- 18). وتفاجأ الباحثون عندما وجدوا أن روسيا تبدو، من خلال تلك الكتب الدراسية، كحليف قوي وأول لسوريا. كما وصل الأمر لدرجة مطالبة الطلاب بتعلم اللغة الروسية.

فتور
وفي المقابل، وكما تشير الدراسة المذكورة، يرد ذكر إيران بفتور ضمن تلك الكتب. ويعود ذلك، في جزء منه، لكون "المنهج الدراسي السوري يدور في مجمله حول دولة عربية علمانية، وموقع سوريا في قلب العالم العربي"، حيث لا مكان لإيران "غير العربية". ومن جانب آخر، يعود ذلك إلى كون إيران كانت تاريخياً دوماً منافسة للعالم العربي.

ورغم امتداح الثورة الإيرانية في عدائها لإسرائيل والغرب، وهو شيء تتقاسمه مع سوريا، تشير أيضاً الكتب المدرسية السورية لإيران باسمها السابق" فارس"، والذي عرفت به قبل الفتح الإسلامي.

أمثلة
وعلى سبيل المثال، تقول تلك الكتب إن العالم العربي "عانى من الهيمنة الثقافية للإمبراطورية الفارسية خلال خلافة العباسيين، وحيث كان بعض المناطق العربية تحت "الاحتلال الفارسي". ويصل الأمر إلى اعتبار أن هذا الاحتلال لايزال سارياً، حيث يشار إلى منطقة خوزستان في إيران بأنها إحدى "المناطق العربية المحتلة"، "من أهم المناطق العربية السليبة".

وتشير كاتبة المقال إلى عدم  ورود ذكر لحزب الله في الكتب الدراسية السورية، ولو بكلمة واحدة، على رغم دوره الرئيسي  في تحقيق بعض من أهم انتصارات الأسد العسكرية، وحيث قتل وجرح قرابة ثلث إجمالي مقاتليه.

وأما في العراق، حيث ساهمت ميليشيات شيعية مدعومة من إيران في التصدي لتنظيم داعش براً، وفي إلحاق الهزيمة به بدعم جوي من قوات التحالف الدولي، فقد خرج متظاهرون عراقيون في عدد من المدن يطالبون بخروج بوقف هيمنة طهران على بغداد. ووصل الأمر بمتظاهرين عراقيين لمهاجمة مكاتب أحزاب مدعومة من إيران، وللهجوم على مطار النجف ولتدمير أجهزة داخل طائرات إيرانية كانت رابضة على أرض المطار.

وتختم الكاتبة داعية إلى عدم استغراب الريبة السورية أو المشاعر العدائية العراقية، فكلا البلدين يدركان أن إيران لم تقدم مساعداتها العسكرية الهائلة بلا ثمن، بل بهدف تحويل كل من سوريا والعراق إلى مناطق تابعة لها، كما هو حال حزب الله في لبنان.