ولي عهد أبو ظبي نائب القائد العام للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد  عند سور الصين (أرشيف)
ولي عهد أبو ظبي نائب القائد العام للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد عند سور الصين (أرشيف)
الأحد 22 يوليو 2018 / 20:41

أهلا بالصين

ثمة مدرسة في أبوظبي مختلفة. كانت مفخرة من المفاخر التي يفتخر بها التربويون، كانت مقصداً للوفود الزائرة للتعرف على تجربة أبوظبي في التعليم، كانت تمثل نهج أبوظبي في الانفتاح والاندماج والتطلع نحو آفاق جديدة. إنها مدرسة حمدان بن زايد.

هذا النهج من الانفتاح الصيني من جميع النواحي يشجع على التواصل والتعاون، ويعتبر جزءاً هاماً من تحقيق التنمية المتوازنة والمنسقة بين الشرق والغرب

المميز في هذه المدرسة، أنها تدرس اللغة الصينية، ويدرس فيها أطفال صينيون كتفاً بكتف مع أطفالنا.

في الحقيقة لم تكن مجرد مدرسة، إنها نظرية وضعت قيد التطبيق فآتت ثمارها. أستذكر ذكريات جميلة في تلك المدرسة وزيارات عمل مفعمة بالطاقة والإيجابية وأنا أرى الرئيس الصيني في الإمارات، وأرى قيادتنا الرشيدة تحقق منجزاً سياسياً، واقتصادياً، وعلمياً، ومجتمعياً، وتقف عملاقةً مع عملاق العالم القادم. قدماً بقدم، وكتفاً بكتف.

الصين.. ذلك البلد المبهر، الذي أقام الاقتصاد العالمي وأقعده، غيّر موازين القوى، أعطى للآلة وزناً دون أن يهمل القوة البشرية. وخاطب الروح، دون أن ينسى قوة المال.

الاستراتيجية التي يتحدث عنها الصينيون هذه الأيام هي "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير". وهي تهدف إلى إحياء مفهوم طريق الحرير القديم.

في هذه الاستراتيجية لن يكون هناك رئيس لحزام طريق الحرير، وإنما سيكون التعاون والتفاوض وتقدير الآخر، والاحتفاء بمنجزه والبناء على إسهامه، هو أساس العلاقة.

إن هذا النهج من الانفتاح الصيني من جميع النواحي يشجع على التواصل والتعاون، ويعتبر جزءاً هاماً من تحقيق التنمية المتوازنة والمنسقة بين الشرق والغرب. إن من أجمل مبادئ طريق الحرير الاقتصادي أنه سيعمل على إعادة التوازن في العالم وتنفيذ مفهوم التنمية المتسامحة في عولمة المجتمع الدولي، وتشجيع إقامة العالم المتناغم والسلمي، الآمن المزدهر.

في عام زايد تذكر الإماراتيون وقوف زايد على سور الصين العظيم، وربطوا تلك الصورة الخالدة بصورة المستقبل للشيخ محمد بن زايد آل نهيان وهو يقف الموقف ذاته بعد عقود من الزمن.

والرؤية هي الرؤية. وكلمة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان واضحة: "علينا أن نُعيد بناء طريق الحرير، ونجعل منه منصةً وجسراً لتبادل العلاقات بين دول المنطقة".

علاقة الإمارات بالصين بعث وإحياء جديدين لتراث حضاري، واجتماعي، وثقافي، واقتصادي، يتجاوز المحلية والإقليمية إلى العالمية.

إن الرواد هم وحدهم من يقودون شعوبهم شرقاً وغرباً، لا فرق ما دام الهدف واضحاً، والفائدة الفكرية والثقافية، والاجتماعية، والتجارية متحققة. أولئك هم الرواد وحري بخطاهم أن تُتبع.