الثلاثاء 14 أغسطس 2018 / 14:40

مثقفون: الشارقة جسدت الصورة المشرفة للثقافة العربية بمعرض ساوباولو للكتاب

نجحت إمارة الشارقة طوال الأيام العشرة لفعاليات معرض ساوباولو الدولي للكتاب في نقل صورة للحراك الإبداعي والتراث الشعبي الإماراتي والعربي إلى عاصمة الثقافة البرازيلية ساوباولو وقدمت بمشاركة 15 مؤسسة ثقافية وأكاديمية، و20 كاتباً ومثقفاً إماراتياً سلسلة من الندوات، والعروض والأمسيات أمام جمهور الحدث الذي يحتفي بالإمارة ضيف شرف دورته الـ25.

وفتحت الشارقة عبر برنامج فعالياتها وعروضها الباب كاملا أمام الجمهور البرازيلي للاطلاع على الفعل الثقافي في الإمارة والمنطقة العربية.

وعرضت المؤسسات الممثلة للإمارة جهودها في دعم المكتبة العربية و الترجمة و تعزيز التبادل المعرفي مع مختلف ثقافات العالم كاشفة عن ترجمات بالبرتغالية لمؤلفات عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، و أربعين مؤلفاً لكتاب إماراتيين وعرب إلى جانب تنظيم معرض لفن الخط العربي وأنشطة تراثية لفنون التلي والسفيفة، وأهازيج البحارة والغواصين.

مسارات
وأكد عدد من المثقفين الذين كانوا ضمن الوفد المشارك بفعاليات المعرض ومن بينهم الأدباء والكتاب خالد عمر بن ققه، وصالحة غابش وسعيد حمدان والدكتور حمد بن صراي‎ وحارب الظاهري وأسماء الزرعوني والدكتور حبيب غلوم‎ وسلطان العميمي وناصر الظاهري وطلال سالم وصفية الشحي أن مثل هذه المشاركات الدولية لهيئة الشارقة للكتاب تضيف رصيداً مهماً لدولة الإمارات و ترسخ مكانتها في مجال الاهتمام بالفكر والثقافة ودعم الكاتب الإماراتي والعربي وصناعة الكتاب و التواصل الحضاري من خلال مشروع ترجمة الأدب المحلي و العربي إلى لغات العالم المختلفة و الذي تقوم به الهيئة بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.

وحول حضور الشارقة في البرازيل وأثرها على مشروع الإمارة الثقافي، قال رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أحمد العامري: "تمثيل الشارقة للثقافة العربية والإسلامية أمام الثقافة اللاتينية أكد الرؤية المحورية التي تمضي فيها الإمارة إذ شكل اختيار الإمارة ضيف شرف المعرض تعبيرا عن المكانة العالمية التي باتت تحتلها الشارقة أمام العالم، وفرصة لتعزيز فرص التواصل وفتح أفق الحوار مع القارئ والمثقف البرازيلي".

وأضاف العامري "اختارت الشارقة برؤى سموه أن تبني علاقتها مع بلدان العالم على أسس ثقافية متينة تقرب المسافات بين الحضارات وتتجاوز كل أشكال الاختلاف وتحترم كامل صور التنوع، وفي الوقت نفسه تقدم نموذجا عالميا للخطاب الحضاري والإنساني الواسع فاتحة بذلك مسارات جديدة لتكريس مفاهيم التعايش والسلام والمحبة، فكان حضور الشارقة في البرازيل نافذة واسعة للتعرف على الثقافة والتراث الشعبي الإماراتي، وما يقابله على المستوى العربي والإسلامي، حيث حرصت الإمارة على نقل تجارب مبدعين عرب إلى اللغة البرتغالية، وعرضت أمام الجمهور البرازيلي نماذج من الفنون الإسلامية الأصيلة".

القوة الناعمة
وقال الكاتب والباحث، خالد عمر بن ققه: "في رحلتها عبر الزمن، وعلاقتها مع الآخر، وتعميقها لثقافتها المحلية والعربية، تمضي الشارقة إلى حيث لا يتوقع الآخرون، أن يكون الفعل الثقافي فاعلاً ومؤثراً ومغيراً، الشارقة بحضورها في ساوباولو لم تكتف عبر ما ترجمته من أعمال بالمنجز الإماراتي فقط، ولكن بالمنجز العربي، الذي كان حاضراً ولولا الرؤية الحكيمة والواعية لعضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، ما كان لتجارب عربية أخرى أن تصل إلى أمريكا اللاتينية عبر البرازيل من خلال الترجمة للبرتغالية".

وأضاف "لقد شكلت ترجمة الأعمال العربية الأخرى ضمن الأعمال الإماراتية نحو 20% من المجموع اللي، لمفكرين وكتاب من 8 دول عربية، الجزائر، مصر، لبنان، البحرين، فلسطين، العراق وسوريا، وعمان، وهو ما يشكل 35% من مجموع الدول العربية إذا الشارقة تعمل على حضور عربي لم يكن ما ترجم فقط بديلاً عنه، لكن الحوار الدائر هناك في ساوباولو كان النقاش الدائر فيه حول الثقافة العربية واللاتينية، دون أن يفقد ذلك الثقافة الإماراتية خصوصيتها، وهذا التأسيس لعلاقة سوية مع الآخر حضوراً وتفاعلاً يمر عبر الإمارات، والشارقة عل وجه الخصوص تسعى في محاولة جادة لتصحيح الصورة الدموية الراهنة عن الوطن العربي، وإعطاء وجه مشرق، وتظهر مدى فاعلية القوة الناعمة".

وقال رئيس دائرة الثقافة، عبد الله محمد العويس: "عرفت إمارة الشارقة من خلال مشاركتها في الحدث اللاتيني الجمهور البرازيلي على أهم المفاصل المعرفية والأدبية والفنية والتراثية للمجتمع الاماراتي والعربي واستعرض الجناح الخاص فنون الخط العربي وما يحمله من معان سامية نبيلة مصدرها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة والأدب العربي الأصيل حيث توافد الجمهور البرازيلي على جناح الخط العربي وورشة فن الخط بكثافة حباً في التعرف على هذا الفن وخلال أيام المعرض حرص الزوار على حضورهم وكانت رغبتهم واضحة بالتعرف على التاريخ العربي ومقارنة التجليات الثقافية والأدبية والتراثية مع ما تمتلكه القارة اللاتينية والبرازيل".

إعجاب.. إرث
وقال رئيس معهد الشارقة للتراث الدكتور عبد العزيز المسلم: "رأينا في ملامح الزوار الذين اكتظ بهم جناح الإمارة مشاعر اختلط فيها الاعجاب بالشغف واللهفة للتعرف عن كثب على التراث الاماراتي الأصيل فالجمهور الذي لبى رسالة الثقافة والفنون جاء من حضارة مليئة بالمعارف والمضامين ليتعرفوا على ثقافة الشرق من خلال إمارة الشارقة وما لا شك فيه أن تواجد الإمارة في الحدث جعلنا نلمس حقيقة كيف تكون الثقافة والإرث الحضاري للشعوب بوابة للتلاقي والتواصل، وامتدادا لحكايات التاريخ التي تركها الأجداد للأجيال".

من جانبه قال المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، راشد الكوس: "حفل برنامج مشاركتنا في ساو باولو الدولي للكتاب بالكثير من الفعاليات والأنشطة التفاعلية تضمنت العديد من الجلسات الحوارية التي رسمنا من خلالها لجمهور أمريكا اللاتينية بشكل عام والجمهور البرازيلي بشكل خاص صورة مكتملة الملامح حول واقع حركة النشر في دولة الإمارات العربية المتحدة والفرص الواعدة التي يقدمها للكتاب والناشرين كما أبرزنا الجهود الكبيرة التي ظلت تبذلها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي مؤسس ورئيس جمعية الناشرين الإماراتيين للارتقاء بالقطاع ومد جسور التواصل بين الناشرين الإماراتيين وناشرين من مختلف قارات العالم".

حكايات شعبية.. تخطي الحواجز
وقالت رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، مروة العقروبي: " إن اختيار إمارة الشارقة ضيف شرف الدورة الـ 25 من معرض ساو باولو الدولي للكتاب أكد ريادتها في المجال الثقافي الذي تجاوز حدود المنطقة العربية فبعد أن استحقت الإمارة من قبل و بفضل الجهود الكبيرة التي يبذلها  الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لقب عاصمة الثقافة العربية و الإسلامية و اختيارها ضيفاً مميزاً على معرض باريس الدولي للكتاب في مارس الماضي، ها هي تحضر في قارة أمريكا اللاتينية لتكشف صورة الثقافة العربية وتسلط الضوء على ثراء الحضارة الإسلامية".

وأضافت "أتاحت لنا المشاركة في المعرض الفرصة لتسليط الضوء على الجهود التي نبذلها في المجلس الإماراتي لكتب اليافعين حيث نظمنا خلال المعرض جلستين حواريتين شهدتا تفاعلا كبيرا من الجمهور والتربويين بحثت الأولى في الحكايات الشعبية ودورها في ترسيخ القيم المجتمعية في النشء والأجيال الصاعدة .. فيما تناولت الثانية موضوع الكتب الصامتة مستعرضة مزايا هذا النوع من الكتب وأهميتها والدور الذي تلعبه في مساعدة الأطفال اللاجئين على تخطي حواجز اللغة والثقافة".

وقال رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، حبيب الصايغ: " يصعب كثيرا اختصار الانطباع عن المشاركة في ساوباولو ضمن وفد الشارقة في عدد قليل من الكلمات، فهذه الزيارة تاريخية بكل المقاييس، ويكفي أنها ترجمة حقيقية لمشروع الشارقة الحضاري والثقافي برعاية عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حيث يشغل التواصل المعرفي والتبادل الثقافي مع العالم مركزاً محورياً ضمن هذا المشروع المتكامل المهم الذي يرجى أن يعمم عربياً".