(أرشيف)
(أرشيف)
الأربعاء 29 أغسطس 2018 / 14:28

أوروبا تسعى لتجنب حدوث أزمة مع تصاعد الحرب التجارية بين الصين وأمريكا

في ظل تصاعد حرب تجارية، تتجمع قوة دفع في الأفق، لحماية منظمة التجارة العالمية من أن تصبح لا قيمة لها.

وذكرت وكالة "بلومبرغ" للأنباء الإقتصادية، أن الاتحاد الأوروبي سيستضيف وزيري التجارة الأمريكي والياباني في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل في بروكسل، وذلك وفقاً لما قاله مسؤولان مطلعان على كواليس الاجتماع، الذي يأتي في إطار الجهود الرامية لمناقشة الممارسات التجارية الصينية بطريقة لا تهمش منظمة التجارة العالمية على حد قول المسؤولين الذين طلبا عدم الإفصاح عن هويتهما، حيث أن الإعداد لهذا الاجتماع يجري في سرية.

وسيسبق هذا الاجتماع عقد نحو عشرة اجتماعات على مستوى عال، في مختلف أنحاء العالم على مدار العام المقبل بهدف تهدئة التوترات الناشئة بشأن التجارة.

وقالت بلومبرغ إن الجهود الرامية إلى إصلاح منظمة التجار العالمية ومقرها جنيف اكتسبت درجة عالية من الإلحاح، منذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، وبعد أن أظهرت إداراته استخفافاً واضحاً بهذه المنظمة التجارية متعددة الأطراف، حيث قال ترامب نفسه إن "منظمة التجارة العالمية غير عادلة مع الولايات المتحدة"، ويدرس الاتحاد الأوروبي اقتراحاً بتعديل تشكيل المنظمة إلى جانب النظر في مجموعة من الشكاوى الأمريكية.

وقال روبرتو أزفيدو المدير العام للمنظمة للصحافيين في جنيف الشهر الماضي، إن "الموقف خطير، وهناك زعماء كثيرون في العالم يتفهمون بالفعل أننا بحاجة لإجراء مفاوضات، وأننا بحاجة لأن نجلس ونتحاور وأن نجد حلولاً".

ولجأت إدارة الرئيس ترامب، وهي تدفع بأن منظمة التجارة العالمية عاجزة عن معالجة المشكلات الناجمة عن الصعود الاقتصادي السريع للصين، إلى فرض رسوم جمركية من جانب واحد على سلع صينية تبلغ قيمتها 50 مليار دولار، وردت الصين بفرض رسوم على سلع أمريكية تبلغ قيمتها 50 مليار دولار، وتعهدت بأن ترد في حالة تنفيذ ترامب تهديداته بفرض رسوم على منتجات صينية إضافية تبلغ قيمتها 200 مليار دولار، وأثار قرار واشنطن بتجاهل منظمة التجارة العالمية قلقا من أن تنزلق المنظمة التجارية إلى زوايا الإهمال والنسيان في حالة عدم اتخاذ خطوات لتدعيمها.

وأضافت وكالة "بلومبرغ" أنه في شهر مايو (أيار) الماضي بعد مرور يوم واحد من اقتراح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إجراء مفاوضات لإصلاح المنظمة التجارية، اجتمع ممثلون للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان في باريس، وأعادوا تأكيد قلقهم إزاء بعض الإجراءات غير الموجهة للسوق من بعض الشركاء، وأصدر الأطراف الثلاثة خلال اجتماعهم بياناً مشتركاً ينص على ضرورة مواجهة "السياسات المشوهة للتجارة من جانب دول أخرى".

وإلى جانب اجتماع بروكسل المقرر عقده الشهر المقبل، من المقرر أن يكشف الاتحاد الأوروبي قريباً عن خطة لإصلاح منظمة التجارة العالمية، تسعى لجعل المفاوضات أكثر مرونة، وتقليص تكلفة التجارة، وجعل نظام تسوية المنازعات أكثر شفافية، وتقوية المنظمة ذاتها، وذلك وفقاً لمسودة اقتراح اطلعت عليه بلومبرغ.

ومن المقرر مناقشة إصلاح منظمة التجارة العالمية إلى جانب مواجهة مخالفات الصين التجارية في مجموعة من الاجتماعات ستعقد في مختلف أنحاء العالم خلال العام المقبل، بما فيها اجتماع في شهر أكتوبر (تشرين الأول) في أوتاوا يحضره نحو 12 وزيراً للتجارة.

كما ستتم مناقشة هذه الموضوعات في اجتماع رفيع المستوى لمنظمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي يعقد في بابوا غينيا الجديدة في نوفمبر (تشرين الثاني) وسيعقد اجتماع آخر في ديسمبر (كانون الأول) يضم زعماء من مجموعة العشرين في بيونس أيرس لمناقشة الإصلاحات، كما اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عقد مباحثات في باريس هذا الخريف في باريس، كما سيكون هناك اجتماع وزاري على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

وقال دينيس شيا سفير الولايات المتحدة ومندوبها الدائم لدى منظمة التجارة العالمية، في بيان أرسله بالبريد الإلكتروني، إن "الولايات المتحدة تشعر بالرضا لكون عدد متزايد من أعضاء المنظمة، يبدو أنهم يصغون لدعوتنا حول الضرورة العاجلة لجعل المنظمة التجارية تعمل بصورة أفضل".

وتأتي هذه الدفعة في الوقت الذي أعلن فيه ترامب يوم الإثنين الماضي، أن الولايات المتحدة ستنهي اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية وتوقع اتفاقية جديدة للتجارة مع المكسيك.

ويمكن أن تؤدي هذه الخطوة إلى إخراج كندا من التكتل التجاري لأمريكا الشمالية.

وبينما تتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، يتسع نطاق التهديدات الموجهة إلى منظمة التجارة العالمية، مما يجعل من الصعب على أعضائها تأخير الإصلاحات أكثر من ذلك.

ومنذ أغسطس (آب) 2017 عرقلت الولايات المتحدة تعيين مرشحين للجنة الاستئناف الخاصة بالمنظمة التجارية، قائلة أن اللجنة تجاوزت اختصاصاتها.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) المقبل سوف تعمل هذه اللجنة التي تضم سبعة أعضاء، بالأعضاء الثلاثة الباقين فقط وهو الحد الأدنى من أعضاء اللجنة المطلوب للموافقة على دعاوى الاستئناف، وفي حالة استمرار الولايات الأمريكية في موقفها، فستصاب اللجنة بالشلل في أواخر عام 2019، لأنه بحلول ذلك الموعد لن يتوفر لها الأعضاء الثلاثة المطلوبين لنظر القضايا