المحامي الأمريكي آلان درشوفيتز (أرشيف)
المحامي الأمريكي آلان درشوفيتز (أرشيف)
الأربعاء 29 أغسطس 2018 / 21:16

وول ستريت جورنال تفضح أوسع حملة قطرية للتأثير على ترامب

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" حملة ضغط غير تقليدية نفذتها قطر لكسب ود "رئيس غير تقليدي"، مستعينةً بنحو 250 شخصية نافذة، للضغط عليه ودفعه إلى تغيير سياسته معها.

قطر أنفقت 16,3 مليون دولار على حملات الضغط عام 2017 في الولايات المتحدة، خلال سنة المقاطعة، بارتفاع من 4,2 ملايين للسنة السابقة

وكتبت الصحافية جولي بيكوفيتش أن جوي اللحام الذي كان يعمل في مجال المطاعم في نيويورك منذ فنرة طويلة زار كنيساً في مانهاتن العام الماضي مع عرض للمحامي آلان درشوفيتز لزيارة الدوحة بناء على دعوة من أميرها.

250 شخصية
ويقول درشوفيتز إنه لم يلتق اللحام من قبل وتردد قبل الموافقة على الذهاب. ولم يكن البروفسور يعلم أيضاً أنه على لائحة 250 شخصية قال اللحام إنه وشريكه نيك ميوزين عرفوهم بأنه مؤثرون في الدائرة المقربة لترامب.

وتقول بيكوفيتش إن اللائحة جزء من نوع جديد من حملات الضغط التي تبنتها قطر بعدما وقف ترامب إلى جانب الدول الخليجية التي فرضت مقاطعةً على الإمارة الصغيرة.

وكانت قطر تريد إقامة علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، بحسب اللحام، واعتقدت أن التقرب من المؤثرين عليه سيدفع الرئيس الى اللحاق بهم.

خطة غير تقليدية
واعتبرت الصحافية أن حملة الضغط القطرية في السنة التالية كانت خطة غير تقليدية للتأثير على رئيس غير تقليدي، وتظهر إلى أي مدى غير ترامب قواعد اللعبة في مجال النفوذ.

ولأن الرئيس ترامب يرفض غالباً عمليات صنع السياسة التقليدية، معتمداً على نصائح أصدقاء وشركاء، أمضت مجموعات المصالح 19 شهراً تعيد توجيه حملتها. واعتمدت مقاربات جديدة تشمل بث إعلانات خلال البرامج المفضلة للرئيس وإقامة علاقات مع أشخاص يتحدث إليهم.

وقالت الصحيفة إن قطر أنفقت 16.3 مليون دولار على حملات الضغط في 2017 في الولايات المتحدة، في سنة المقاطعة، في مقابل 4.2 ملايين فقط في السنة التي سبقتها وفقاً لمستندات فيدرالية.

وبحلول يونيو (حزيران) 2016، كانت الإمارة توظف مباشرة 23 شركة ضغط لتحقيق أهدافها، بعد أن كان العدد لا يتجاوز7 فقط في 2016.

وقالت الصحافية إن قطر أنفقت جزءاً من تلك الأموال على أعضاء مجموعات ضغط مقربة من ترامب، ودفعت لآخرين لينشطوا في قاعات الكونغرس، وهي مقاربة نموذجية ترمي إلى الضغط على المشرعين ومسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية.

وعلى نحو غير تقليدي، لجأت قطر إلى أصدقاء وشركاء للرئيس ومقربين منه يتمتعون بمكانة جيدة عنده.

ويقول اللحام إن قطر اعتمدت لائحةً من 250 "مؤثراً على ترامب" على غرار السيد درشوفيتز المعروف بأن الرئيس يستشيره بشكل رسمي وغير رسمي.

وأوضح اللحام أنه، وميوزين، أعدا اللائحة وعملا على التقرب من "أهدافهما"، فأرسلا نحو 24 منهم إلى الدوحة، وغطيا نفقات الرحلات، ودفعا لبعضهم مباشرة. وبين الذين أرسلوهم إلى قطر، حاكم أركنساس السابق مايك هوكابي، والإذاعي المحافظ جون باتشلور.

ونظم اللحام وميوزين لقاءات بين مسؤولين قطريين وآخرين من الإدارة في الولايات المتحدة، بينهم ستيف فيتكوف، الذي لا يملك أي سجل سياسي.

وقال ستيف بانون، المستشار السابق لترامب إن قطر لجأت إلى شيء مختلف، معتبراً أن "تعبئة كل أولئك المؤثرين، من زعماء يهود، ومقربين من ترامب، تظهر درجة عالية من التمرّس".

وتشير الوثائق إلى أن شركات اللحام وميوزين كسبت 3 ملايين دولار من عملها لفائدة قطر. ويقول الشريكان إن القطريين "حضوا" ضيوفهم على الحديث عما شاهدوه من أمور جيدة لقطر، بما فيها مساعدتها على إعادة إعمار غزة مثلا.