مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية قسد (أرشيف)
مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية قسد (أرشيف)
الأحد 2 سبتمبر 2018 / 11:57

هل أصبح مصير قسد رهين ضمانات روسية من الأسد؟

شاركت قوات سوريا الديمقراطية قسد، الميليشيا المدعومة أمريكياً والتي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، في إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش في سوريا، وإجبار فلوله على الهرب إلى مناطق ريفية نائية، في جنوب سوريا، وشمالها الشرقي.

رغم تباين مصالح كل من موسكو وواشنطن، فقد تكون هناك فرصة للتوصل لاتفاق يتعلق بمصير قوات قسد، حيث توافق الولايات المتحدة من خلاله على سحب قواتها في مقابل ضمانات أمنية حيوية لأكراد سوريا

وكتب، آرون شتاين، زميل بارز مقيم لدى مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط التابع لمعهد "أتلانتيك كاونسيل"، في موقع "فورين أفيرز" حول تورط قسد حالياً، في مواجهة جيوسياسية خطيرة بين أقوى قوتين عسكريتين، روسيا والولايات المتحدة، قائلاً إنه فيما هدأت حدة المعارك بعد إلحاق شبه هزيمة بداعش، طرحت أسئلة صعبة بشأن مستقبل قسد.

ويفترض في قيادة الميليشيا التفكير في الاستعداد لانسحاب نهائي محتمل للقوات الأمريكية، وتحقيق الرئيس السوري بشار الأسد انتصاراً في الحرب الأهلية، واستمرار العداوة مع تركيا المجاورة.

ورغم غياب الأجوبة على تلك التساؤلات، تتجلى أمام قسد، المحاطة بأطراف معادية، حقيقة أساسية تتلخص في أن من مصلحتها التوصل لتسوية توافقية مع نظام الأسد.

ضمانات محدودة
وفي رأي شتاين، سيكون من الصعب التوصل إلى اتفاق، لأن قسد ترغب في الحفاظ على حكم ذاتي في مناطق كردية شرق سوريا، حاربت بشراسة من أجله، فيما يسعى النظام لإعادة بسط سلطة مركزية على كامل الأراضي السورية.

ولأنها جهة غير رسمية، وتعتمد على ضمان أمني أمريكي محدود، قوات قسد لن تخاطر بخوض مواجهة عسكرية مباشرة مع النظام أو مع حليفيه، روسيا وإيران. وعوض ذلك، سيكون عليها الاستفادة مما لديها من قوة فيما تحاول التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض.

مسار نافع
وحسب كاتب المقال، في الوقت الحالي، يبدو أن مسار الحرب يسير لصالح الأكراد، فالنظام وحلفاؤه يستعدون حالياً للهجوم على محافظة إدلب لاستعادة السيطرة على آخر معاقل المعارضة في سوريا.

وستمنع هذه الحملة قسد من التسرع في اتخاذ قرارات، خاصةً إذا طالت المعركة وكانت مكلفة، لكنها ستُحسن موقف الميليشيا التفاوضي. ولكن مع استعادة قوات الأسد عافيتها، فقد يبدأ نفوذ القوات الأمريكية والكردية في التراجع.

تركيز رئيسي
ويشير الكاتب إلى عزم معظم القوى المشاركة في الحرب السورية، الجيش السوري وحليفيه روسيا وإيران، مع تركيا، التركيز على المعركة المقبلة في إدلب، شمال غرب سوريا ومعظم سكانها عرب.

وقد أعلنت كل من سوريا وروسيا حملةً عسكريةً وشيكةً لاستعادة السيطرة على محافظة إدلب.

ولا شك في نتيجة المعركة، حيث سيستعيد النظام وروسيا، عبر قوة نارية وقصف متواصل، السيطرة علي معظم أراضي المحافظة. لكن القتال سيكون مكلفاً، فضلاً عن المساعي لتهدئة المحافظة بعد انتهاء المعركة.

اتفاق ضمني
ويلفت كاتب المقال إلى سريان اتفاق ضمني، منذ بداية الحرب الأهلية السورية، يقضي بتجنب الصدام بين ميليشيا قسد والنظام، مع السماح للأكراد بمحاربة داعش وكل من يهدد النظام.

وسمح هذا الترتيب للأكراد ببناء مؤسسات سياسية وعسكرية في مناطقهم، تنافس مؤسسات الحكومة المركزية. وفي هذا السياق، يعني الهجوم على إدلب أن الأكراد يستطيعون استغلال الوقت.

ولكن لابد من التوصل إلى اتفاق، في نهاية المطاف. فقد أعلن الأسد هدفه في استعادة كامل السيطرة على سوريا، وحالما يتراجع خطر قوات معادية للحكومة، سيحاول النظام إجبار قسد على القبول بالانصياع للحكم المركزي من دمشق.

 الأحجية
يرى الكاتب أن مفتاح هذه الأحجية قد يكون بيد القوة العظمى في سوريا، روسيا.

ومن الأرجح أن يتعارض سيناريو يضمن مستقبل جيب كردي سوري خاضع لنفوذ أمريكي مع مصالح روسيا. ولكن لروسيا مصلحة أيضاً في المحافظة على علاقات طيبة مع الأكراد، خاصةً  بسبب علاقاتها القديمة بحزب العمال الكردستاني، وتعاونها مع أكراد سوريا، ومصلحتها الرئيسية في حماية النظام، وفي إقناع واشنطن بسحب قواتها.

ونتيجة لما سبق، ورغم تباين مصالح موسكو وواشنطن، قد تكون هناك فرصة للتوصل لاتفاق يتعلق بمصير قوات قسد، توافق الولايات المتحدة من خلاله على سحب قواتها، مقابل ضمانات أمنية حيوية لأكراد سوريا تضغط روسيا على حليفها السوري للقبول به.