صاروخ سعودي مضاد للصواريخ ينطلق لإصابة هدفه (أرشيف)
صاروخ سعودي مضاد للصواريخ ينطلق لإصابة هدفه (أرشيف)
الخميس 6 سبتمبر 2018 / 13:48

الحوثيون يختلقون الأعذار...على المجتمع الدولي زيادة الضغط

أطلقت الميليشات الحوثية مساء أمس صاروخاً من صعدة في اتجاه السعودية، الأمر الذي أدى إلى إصابة 23 شخصاً بشظاياه، بعدما اعترضته المملكة. ويأتي ذلك قبل انطلاق المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف، فهل يُمكن أن يؤثر إطلاق الصاروخ على المحادثات؟

الحوثيون يحاولون اختلاق أعذار لعدم الذهاب إلى جنيف، مشيرة إلى أنهم اشترطوا نقل مرضاهم وديبلوماسييهم قبل المشاورات، علماً أن هذه الأمور يفترض أن تكون بنداً للنقاش في المشاورات لا قبلها

في سلسلة من التغريدات، قالت الباحثة فاطمة الأسرار، في معهد كينيدي التابع لجامعة هارفرد إن حلفاء اليمن الخليحيين، والأمم المتحدة مصممون على المضي في المشاورات، ويسعى الحوثيون إلى تحويل ذلك عنصر ضغط على التحالف العربي، طمعاً في إنهاء التزامه بحل الأزمة في اليمن. لذلك، ليس متوقعاً أن يتغير شيء في هذا الملف على المدى المنظور.

الحوار الطريق الوحيد للسلام
وذكرت أن سيناريو مماثلاً حصل في 2014 في الحوار الوطني، عندما استمرت المحادثات رغم الحصار الحوثي والهجوم على معهد الدماج في صعدة، واضطر السياسيون وقتها إلى المضي فيها لأن الحوار هو "الطريق الوحيد" إلى السلام في اليمن.

وأوضحت الباحثة أن السلام لم يحل في 2014، رغم كل شيء، وبالعكس زادت حدة العنف، فأطاح الحوثيون بالحكومة بعد سنة، معتمدين على ميول آخرين للسلام.  

التحرك دون عقاب
وبناءً على ما حصل سابقاً، ترى الباحثة أن هذا الانقطاع بين السياسة والواقع، يُحدد إطار الوضع في اليمن، فالقدرة على التحرك دون عقاب تُقوي الحوثيين ولاعبين آخرين، فلا تبعات للنيات السيئة لهذه المجموعة.

المزاكز السكنية
وأضافت أن الحوثيين يدركون أيضاً أنه رغم ضعفهم السياسي والعسكري، إلا أنهم يتمتعون باليد العليا لأنهم يسيطرون على مراكز مكتظة بالسكان، رغم أنه لا شعبية لهم ولا حقوق فيها، وهي ورقتهم الرابحة.

ويشعر الحوثيون أيضاً، بأنهم سيخسرون كل شيء بسبب السلام، لأن العنف هو سلاحهم الرئيسي. إضافةً إلى ذلك، لا توفر لهم الحكومة اليمنية أي ضمانات.

اختلاق أعذار
ولفتت الباحثة إلى أن الحوثيين يحاولون اختلاق أعذار لرفض الذهاب إلى جنيف، مشيرةً إلى أنهم اشترطوا نقل مرضاهم وديبلوماسييهم قبل المشاورات، علماً أن هذه الأمور يفترض أن تكون بنداً للنقاش في المشاورات لا قبلها. ويكشف بالمناسبة نقص ثقة في العملية التي ترعاها الأمم المتحدة.

ورأت الباحثة أن الحكومة اليمنية مطالبة ببذل كل ما في وسعها لتوفير ضمانات للحوثيين، وخاصةً أنهم لن يغادروا المشهد السياسي في اليمن  لا قريباً ولا في أي أي وقت آخر، مطالبة في الوقت نفسه  المجتمع الدولي بمزيد من الضغط على الحوثيين وساتدهم الإيرانيين من الحرس الثوري، للالتزام بقراري الامم المتحدة 2261 و2231 لوقف عنفهم في اليمن.