مقاتل يسقط صورة الرئيس السوري بشار الأسد في إدلي عام 2015.(أرشيف)
مقاتل يسقط صورة الرئيس السوري بشار الأسد في إدلي عام 2015.(أرشيف)
الأحد 9 سبتمبر 2018 / 14:15

مصير إدلب لم يحسم.. 3 ملايين مدني بخطر

يتوقع محللون أن تكون المعركة الوشيكة، في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، بين القوات النظامية المدعومة من روسيا وإيران، ضد معارضين متشددين، شرسة بل كارثية.

السياسة الأمريكية توحي بأن واشنطن ستسمح بحصول هجوم على إدلب

ولفت سام هيلر، محلل بارز لدى مجموعات مسلحة غير حكومية تابعة لمنظمة "كرايزيس انترناشونال غروب"، وهو يعمل من بيروت، لتحذير الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من خطورة الهجوم على إدلب. وكتب ترامب عبر "تويتر": "ستقع كارثة إنسانية كبيرة، حيث سوف يقتل آلاف الأشخاص. لا تنفذوا العملية".

تصعيد طائش
لكن يبدو، حسب ما كتبه هيلر، في موقع "ذا أتلانتيك"، أن السياسة الأمريكية توحي بأن واشنطن ستسمح بحصول هجوم على إدلب. فقد هددت الولايات المتحدة بعمل عسكري إن استخدمت دمشق ثانية أسلحة كيماوية، ولكنها اكتفت، مع بعض الاستثناءات، بالتأكيد على أن هجوماً ضد إدلب سيكون بمثابة "تصعيد طائش".

آخر معقل
ويؤكد كاتب المقال أن إدلب هي آخر معقل حقيقي للمعارضة السورية. وتضم المحافظة، مع مناطق مجاورة تسيطر عليها المعارضة، قرابة 3 ملايين شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم 1,3 مليون نزحوا من مناطق سورية أخرى هرباً من القوات الحكومية.

ويلفت الكاتب إلى أن النظام السوري سيعتبر السيطرة على إدلب بمثابة نصر ضد المعارضة السورية. ويجمع الجيش السوري حالياً قواته حول حدود المحافظة، استعداداً لشن هجوم. وقد قصفت مقاتلات روسية، قبل بضعة أيام، مناطق في غرب إدلب.

نقاط مراقبة
ويشير الكاتب لنقاط مراقبة منتشرة حول حدود محافظة إدلب، وتشرف عليها قوات تركية، وهي تمثل نقاط الحماية الأساسية للمحافظة. وقد بدأت تركيا في إرسال قوات مراقبة في نهاية العام الماضي لتعزيز "مناطق خفض تصعيد" ووقف لإطلاق النار في المحافظة، تم الاتفاق عليها مع إيران وروسيا. وقد التزمت تركيا، في إطار خفض التصعيد، بوقف خروقات الهدنة بين مسلحين معارضين، والتعامل مع تنظيمات إرهابية تعمل من داخل المنطقة.

ويرى كاتب المقال أن وجود مواقع تركية حول إدلب لن يفيد في منع هجوم كاسح ضد أراضي المحافظة. وعوضاً عنه، ليست تلك المواقع إلا استعراضاً لاتفاق ثلاثي تم بين تركيا وإيران وروسيا، وتأكيداً على التزام تركي، وخاصة وقد فقدت أنقره عدداً من جنودها بسبب إقامة تلك النقاط هناك.

 تركيا

وحسب كاتب المقال، تريد تركيا منع هجوم سوري ضد إدلب يؤدي لخروج موجة من اللاجئين نحو الحدود التركية، أو نحو مناطق في محافظة حلب المجاورة خاضعة للسيطرة التركية. وحسب إحصاءات رسمية، تستضيف تركيا حالياً أكثر من 3,5 ملايين سوري. ولا تستطيع تركيا استيعاب المزيد من اللاجئين، فضلاً عن احتمال تسلل بعض المتشددين، من بينهم جهاديون قد يهددون أمن تركيا، كما يحذر مسؤولون أتراك، أو قد يواصلون طريقهم نحو أوروبا أو أي مكان.

تحد كبير
وبرأي الكاتب، أثبت جهاديو إدلب الذين انخرطوا وسط صفوف المعارضة السورية، وبين سكان مدنيين، أنهم يمثلون تحدياً كبيراً بالنسبة إلى تركيا والولايات المتحدة، ولعدد من الدول التي تعتبرهم يمثلون خطراً على الأمن العالمي. كما خرق متشددون في إدلب اتفاق خفض التصعيد، وشنوا هجمات متكررة ضد قاعدة جوية روسية في سوريا، بواسطة طائرات مسيرة. 

ويقول كاتب المقال، إن الهجوم على إدلب يمثل، بالنسبة للحكومة السورية وحلفائها، فرصة للقضاء على خصومهم، ولكنه سيكون برأيهم أيضاً فرصة لإعادة تأكيد سيادتهم على كامل الأراضي السورية.