رائد فضاء (أرشيف)
رائد فضاء (أرشيف)
الأحد 9 سبتمبر 2018 / 19:51

نجم الشمال

علاقة إنسان هذه الأرض بالسماء ونجومها، علاقة ممتدة نحو سماء لا متناهية، ومتجذرة في أرضٍ صلبة. كانت السماء وبروجها علماً يتوارثه الناس، وحساباً يتقنونه، وفناً يبدعون فيه، ومهارةً يتمكنون منها. وقد كانوا في ذلك سواء: أهل البحر، وأهل البر، وأهل الجبل.

بورك شعب عبر عن طموحه صاحب السمو محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي – نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حين قال: "مثلما لا حدود للفضاء، فلا حدود لطموحاتنا في مزيد من الإنجازات لوطننا"

في الموروث الشعبي تفتحت مخيلة الأطفال على قصة خيالية اسمها بنات نعش. تروي القصة أنه كان للملك نعش، سبع بنات. فجاء سهيل فقتل الملك نعشاً. فحزنت الفتيات السبع على مقتل أبيهن. وأقسمن ألا يدفن جثته، إلا بعد أن يدركن سهيلاً. ويأخذن بثأر أبيهن، فهرب سهيل إلى الجنوب الشرقي، فقررت البنات مطاردته. أربع من البنات كن فتيات شابات فحملن جثمان أبيهن، بينما الثلاث الأخريات كن خلف النعش، لأن إحداهن حامل، والثانية برفقة طفل صغير، والثالثة عرجاء بطيئة المشي.

ومنذ ذلك اليوم الذي لا يعرف أحد متى كان، وإلى هذا اليوم فإن بنات نعش، ما زلن يحملن نعش أبيهن، ويطاردن سهيلاً الهارب إلى الجنوب والذي يظهر لعدة أشهر، ويعود ليختفي عن الأنظار ومنذ تلك القرون البعيدة جداً لم ينلن ثاراً من سهيل، ولا دفن أبيهن، ولا استراحت أجسادهن.

وفي علم الدرور عجب. إنه علم يحدد به المزارعون مواسمهم، والغواصون رحلاتهم، والصيادون أوقاتهم، والرعاة مرعاهم. إذ كان الأجداد في الماضي يتعاملون مع علم فريد. فقد كانوا، بحكم عملهم في البحر وفي الزراعة والرعي، بحاجة إلى معرفة أحوال الطقس، ومواقع النجوم، ووقت العواصف.

كان لا بد من معرفة عدد السنين والحساب، ولذا فقد ابتكر الأجداد حساب الدرور، واستخدموه لتحديد أنسب الأوقات للزراعة، وجني الثمار، خاصةً التمور، ولمعرفة المتغيرات المناخية من رياح وأمطار، وكذلك معرفة أوقات الحبل في السمك، وموسمه، وأنسب أوقات الصيد وغيره، وكذلك هجرة وقدوم الطيور البرية والبحرية.

وتركوا أثر علمهم على أمثالهم الشعبية، فقالوا: "برد التسعين ذبح بلا سكين" و"الحسوم تبيّع الخبيل لحافه" و"برد العيوز"...

أبناء هذا الجيل لم يهملوا معارف أجدادهم. لكنهم لم يقفوا عند حدود معارفهم. أضافوا وابتكروا وأبدعوا. وكانت النتيجة أنهم أطلقوا في مستهل عام زايد قمراً صناعياً إماراتياً هو الياه 3.

وها هم اليوم يعدون بطلين من أبطال الإمارات ليكونا أول رائدي فضاء.

بورك شعب عبّر عن طموحه صاحب السمو محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حين قال: "مثلما لا حدود للفضاء، فلا حدود لطموحاتنا في مزيد من الإنجازات لوطننا".