الثلاثاء 11 سبتمبر 2018 / 23:46

الإمارات تشارك في مؤتمر دولي حول إعادة إعمار الموصل

شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة في المؤتمر الدولي حول إعادة إعمار الموصل، الذي عقد بمقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو، في العاصمة الفرنسية باريس، بهدف تقييم الوضع الراهن، وحشد المجتمع الدولي لإعادة إعمار المدينة وإنعاش المؤسسات الثقافية والتعليمية وإشراك الشباب في مسيرة التنمية المستدامة من خلال إطلاق مبادرات من شأنها صون وحماية التراث الثقافي.

وأكدت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة نورة بنت محمد الكعبي، ضرورة تركيز جهود الشركاء الاستراتيجيين على الجانب الإنساني في مبادرة إعادة إعمار الموصل لتعزيز التنمية الثقافية والتعليمية في المجتمع الموصلي.

وتطرقت في كلمة لها خلال الندوة، التي أقيمت ضمن فعاليات المؤتمر بعنوان "إنعاش وتأهيل مدينة الموصل"، إلى أهمية الشراكة الاستراتيجية بين جميع الأطراف الفاعلة في إعادة إعمار الجامع النوري ومنارته الحدباء.

وقالت الكعبي: "شكل تبني الإمارات إعادة إعمار المسجد النوري نقطة تحول مفصلية في حياة الموصليين والشعب العراقي بأكمله، نظراً لأهمية هذا المعلم التراثي في نفوسهم وعقولهم وقيمته الثقافية العالمية، ونحن هنا لا نتحدث عن حجارة وأبنية فحسب، بل نتحدث عن قيم وفكر وانتماء وأمانة ينبغي المحافظة عليها وتوريثها للأجيال القادمة"، مشيرة إلى أن هذا المشروع يحمل رسالة هامة تتمثل في نشر ثقافة البناء والتسامح والوسطية والاعتدال".

وأوضحت أن الاجتماع الأول للجنة التوجيهية لإعادة إعمار الجامع النوري ومنارته الحدباء سيعقد في 13 سبتمبر (أيلول) الجاري في أبوظبي، وسيناقش مجموعة من المقترحات المناسبة للمشروع والمجتمع، منوهة إلى أنه سيتم تأهيل المنطقة المحيطة بالجامع بما يساهم في خلق فرص اقتصادية ويطور السياحة الثقافية في الموصل بهدف استدامة التنمية وصنع مستقبل أكثر ازدهاراً للشعب العراقي.

وأعربت عن بالغ تقديرها للجهود التي تقوم بها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو، لدعم جميع الأنشطة المتعلقة بحماية الآثار والتراث الإنساني في جميع أنحاء العالم، ودورها البارز في تنفيذ مشروع إعمار الجامع النوري، مبدية استعداد دولة الإمارات بحث التعاون مع المنظمة الدولية في مشاريع مستقبلية من شأنها خدمة التراث الإنساني.

كما شاركت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة في جلسة حوارية بعنوان "لماذا وكيف تصبح شريكاً لليونسكو"، مؤكدة خلالها أن "دولة الإمارات اختارت الشراكة الاستراتيجية مع اليونسكو في هذا المشروع ليس فقط لمصداقيتها الدولية في الحفاظ على التراث الثقافي في جميع أنحاء العالم، بل لأن مقترح اليونسكو الخاص بالجامع النوري يعكس قيم ومبادئ دولة الإمارات، فهو ليس مجرد إعادة بناء مسجد مدمر بل هو إعادة بناء روح وهوية وقلب المجتمع الموصلي النابض بالحياة".