السبت 15 سبتمبر 2018 / 10:50

صحف عربية: الذئاب المنفردة أخطر من داعش

24 - إعداد: حسين حرزالله

تشكل الذئاب المنفردة خطراً أكبر على الأمن في الأردن مما يمثله تنظيم داعش المتهاوي، بينما تجنب مسؤولون أمريكيون الحديث عن أي "فيتو" أمريكي على إشراك "منظمة حزب الله الإرهابية المعادية"، في الحكومة اللبنانية.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم السبت، تنتظر الأوساط العراقية جلسة حاسمة لمجلس النواب من المقرر أن يتم فيها تسمية رئيس البرلمان ونائبيه، فيما تسعى إيران للاتفاق سراً مع أمريكا على وقفٍ للتصعيد بينهما في العراق وإيجاد حل لتشكيل الحكومة المتعثر.

أمن الأردن
قالت صحيفة الغد الأردنية، إن اعترافات المتهمين بقضية الفحيص الإرهابية والتي راح ضحيتها 6 شهداء من رجال الأمن والقوات المسلحة، كشفت أن "الخلية التي نفذت العمليتين الإرهابيتين هم ذئاب منفردة ولا علاقة تنظيمية لهم مع تنظيم داعش الإرهابي".

ونقلت عن خبراء أن "الذئاب المنفردة أشد خطورة على أمن الأردن من تنظيم داعش الذي يتهاوى وسقطت دولته المزعومة بعد سقوط مناطقه في العراق وسوريا ومقتل قادته ومعظم عناصره"، فيما أعرب مراقبون عن اعتزازهم بالمهنية العالية لأفراد الأجهزة الأمنية التي تمكنت، ليس من القضاء على الخلية فحسب، وإنما تمكنت أيضاً من الحصول على اعترافات خطيرة تخدم العملية الأمنية في المملكة.

وأشاروا إلى أن "وسائل التواصل الاجتماعي هي الوسيلة الأكثر أمناً بالنسبة لعناصر الخلية التي كانوا يستمدون منها فكرهم المتطرف وطرق تصنيع المتفجرات".

وأكد أحد قادة التيار السلفي للصحيفة، إن "عناصر الخلية ليسوا من التيار، بل هم مجموعات من الشباب حديثي العهد ممن حملوا فكر داعش، بعد انطلاق التنظيم في العراق ثم امتداده إلى سوريا"، لافتاً إلى أن اعترافاتهم تدل على أنهم "يتبنون أيديولوجية داعش وفكرها المتطرف".

وأضاف القيادي الذي فضل عدم نشر اسمه، "من خلال اعترافاتهم تبين أنهم متأدلجون بالتنظيم لكنهم غير مرتبطين فيه تنظيمياً، ليس لديهم ارتباط مباشر"، مشيراً إلى أن عناصر الخلية هم شباب متعلم ولديهم قناعات بأفعالهم.

ومن جهته، شدد الخبير في الحركات الإسلامية المتطرفة مروان شحادة، على أن "اعترافات المتهمين تؤكد أن ليس لهم علاقة تنظيمية مع داعش الإرهابي، بل يؤيدون التنظيم ويحملون فكره، وكونهم يحملون الفكر وغير مرتبطين مع داعش فهم يشكلون خطراً على الساحة الأردنية"، مضيفاً أن هذه "الخلية تدربت على تصنيع المتفجرات واستخدام السلاح من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنها جندت نفسها واستقطبت عناصر أخرى لحساب التنظيم وأهدافه". 

وقال شحادة إن "مواقع التواصل الاجتماعي باتت تشكل خطراً على أمن الأردن، كونها تستخدم وسيلة لتنفيذ عمليات إرهابية"، مشيراً إلى أن "هذه المواقع باتت أيضاً وسيلة لتدريب الإرهابيين على صناعة المتفجرات واستخدام السلاح ونشر الفكر الإرهابي، وتمارس هذه الأفعال دون حسيب أو رقيب".

الحكومة اللبنانية
نقلت مصادر لبنانية عن مسؤولين أمريكيين، "حرصهم على لبنان واستقراره السياسي وانتظام مؤسساته الدستورية وتشجيعهم على تشكيل حكومة لبنانية"، مشيرة إلى عدم وجود نية أمريكية في التدخل المباشر في هذا الشأن اللبناني.

وأوضح المسؤولون الأمريكيون، بحسب مصادر لصحيفة الجمهورية اللبنانية، أن الوضع الأمني في لبنان ما زال يشكل أولوية أساسية لدى الولايات المتحدة، وأن واشنطن تنظر بارتياح وبعين التقدير إلى الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية اللبنانية للحفاظ على الاستقرار الأمني للبنان، ومكافحة التنظيمات الإرهابية. لافتين إلى أهمية مكافحة أي عوامل أو توترات تُذكّر بالحرب الأهلية التي عاشها لبنان في السبعينيات.

وذكرت المصادر أن المسؤولين الأمريكيين ينظرون إلى "حزب الله" كمنظمة إرهابية معادية، تشكّل خطراً على لبنان وعلى الاستقرار في المنطقة، مشيرةً إلى أنهم لم يتحدثوا عن أي "فيتو" أمريكي على إشراك الحزب في الحكومة. قيما قال المسؤولون رداً على سؤال مباشر حول مشاركة "حزب الله" في الحكومة: "سبق وأكدنا موقفنا بأن تشكيل الحكومة اللبنانية شأن لبناني".

يذكر أن الفترة الأخيرة، شهدت تشديداً ملحوظاً للإجراءات الأمنية في مختلف المناطق من قبل الأجهزة اللبنانية، وبشكل مكثف وواسع من قبل الجيش اللبناني. وأوضحت مصادر أنه مرتبط بإحياء ليالي عاشوراء في الجنوب والبقاع وبيروت والضاحية الجنوبية، إضافة إلى الأجواء التي تشهدها سوريا والمنطقة والتي تفرض التحسّب لأي طارىء.

البرلمان العراقي
من المقرر أن تعقد جلسة لمجلس النواب العراقي اليوم، تتم فيها تسمية رئيس البرلمان ونائبيه، في وقت لم تحسم بشكل نهائي أغلب الكتل السياسية مرشحيها للرئاسات الثلاث، في حين أكد الرئيس الأكبر سنا محمد علي زيني، أن الجلسة ستكون حاسمة في اختيار مرشحي هيئة رئاسة المجلس بعد الاتفاق الذي حصل مع ممثلي الكتل بشأن الموضوع.

وأكد الاتحاد الوطني الكردستاني بحسب صحيفة المشرق العراقية، أنه سيعلن مرشحه لمنصب رئاسة الجمهورية في اجتماع القيادة المقرر غداً الأحد. فيما أكد النائب طلال خضير الزوبعي استمراره بالترشيح لمنصب رئيس البرلمان، موضحاً بقاءه ضمن ائتلاف الوطنية الموسع.

كما شدد النائب عن تحالف سائرون، غايب العميري بحسب الصحيفة، أن الجلسة ستعقد في موعدها المحدد وسيتم فيها اختيار رئيس البرلمان ونائبيه. مشيراً إلى أن القوى السنية ستتفق على اختيار مرشح واحد لرئاسة البرلمان.

وقال العميري إنه "لغاية الآن المؤشرات تؤكد أن الجلسة ستعقد في موعدها المحدد وسيتم فيها اختيار رئيس البرلمان ونائبيه"، كما كشف تحالف الإصلاح والإعمار، من جانبه، عن اتفاقه مع تحالف الفتح على إنجاح جلسة البرلمان المقرر عقدها اليوم.

ورغم كل هذا التفاؤل، إلا أن المحلل السياسي، واثق الهاشمي، أكد أن جلسة مجلس النواب المقرر عقدها اليوم، "لن ترى النور ولا يمكن عقدها"، قائلاً إن "تشكيل الحكومة في الوقت القريب أمر مستبعد جداً"، مضيفاً ان "ترشيح 8 شخصيات لرئاسة البرلمان و5 لرئاسة الحكومة يحدث للمرة الأولى، ودليل واضح على مدى التفكك الحاصل في كل من المكونات".

لقاء إيراني أمريكي
كشفت صحيفة الجريدة الكويتية، من مصادر مطلعة في الحرس الثوري الإيراني، أن قائد "فيلق القدس" اللواء قاسم سليماني، التقى مبعوث الرئيس الأمريكي للشؤون العراقية روبريت ماكغورك، الثلاثاء الماضي، سراً، للاتفاق على حل لتشكيل الحكومة العراقية المتعثر، ووقف التصعيد بين الجانبين على أراضي العراق.

وذكرت المصادر أن اللقاء تم بناء على طلب ماكغورك، إذ أن الجانب الأمريكي أكد للإيرانيين عدم ارتباطه بأي شكل بإحراق القنصلية الإيرانية في البصرة، خلال احتجاجات على نقص مياه الشرب وتردي الخدمات، وطلب من الإيرايين الإيعاز لحلفائهم بتجنب مهاجمة المصالح الأمريكية في العراق، لتفادي أي تصعيد قد يخرج عن السيطرة ولا تحمد عقباه.

وأضاف أن ماكغورك شدد لسليماني على أن البلدين يجب أن يضعا خلافاتهما جانباً، ويعملا معاً على دعم تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، موضحاً أن واشنطن لا تصر على دعم شخصية سياسية محددة لقيادة الحكومة المقبلة، بما في ذلك رئيس تسيير الأعمال حيدر العبادي، لكنها ترى أن الوقت حان لإفساح المجال أمام شخصيات جديدة للبروز، وألا تتقيد طهران بحلفائها التقليديين الذين انقطعوا عن الشارع العراقي منذ سنوات طويلة.

وأشار المصدر إلى أن سليماني قدم وثائق حصلت عليها استخبارات الحرس قبيل الهجوم على القنصلية الإيرانية في البصرة، وأكد لماكغورك أن الإيرانيين كانوا على علم بـ"مخطط للاعتداء"، وأخلوا المقر الدبلوماسي من الموظفين والوثائق، لتجنب أي رد فعل غاضب من جانب أنصار طهران في العراق قد يتسبب في إشعال مواجهة بين العراقيين. لافتاً إلى أن الاستخبارات الإيرانية تجري تحقيقات لكشف من يقف خلف الاعتداء.

وفي الوقت نفسه، نفى سليماني ضلوع حلفاء إيران بالهجوم على المنطقة الخضراء التي تضم السفارة الأمريكية، أو توجيه تهديدات للمصالح الأمريكية في بغداد، مؤكداً أن الوثائق التي حصل عليها "الحرس الثوري" تشير إلى أن الذين نفذوا الهجوم على القنصلية الإيرانية هم أنفسهم من دبر قصف المنطقة المحصنة لجر الجانبين إلى مواجهة مفتعلة. مؤكداً أن على الأميركيين الانتباه إلى أن العراق بالنسبة لإيران "خط أحمر ومصالح حيوية"، ولا يمكن التفريط فيه أو خسارته.

وحسب المصدر فإن الجانبين اتفقا على الاحتفاظ بخط اتصال سري من خلال الواسطة التي جمعتهما لتجنب صدامات غير مقصودة مستقبلاً في العراق، وأن يستمر التنسيق بينهما عبر هذا الخط لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة، لأن وجود عراق بدون حكومة يعتبر خطراً على الجميع.