الإثنين 17 سبتمبر 2018 / 11:08

صحف عربية: اتفاق السلام بين إثيوبيا وإريتريا يُنهي نفوذ الدوحة وطهرن في القرن الأفريقي

يُنهي اتفاق السلام التاريخي، الذي جرى توقيعه، أمس الأحد، بين إثيوبيا وإريتريا في مدينة جدة، برعاية الملك سلمان بن عبد العزيز، النفوذ القطري والإيراني في منطقة القرن الإفريقي، بفضل الجهود الإماراتية السعودية الحثيثة التي تكللت بنجاحٍ مدوٍ.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الإثنين، فإن هذه الخطوة التاريخية ستعيد التوازن إلى القرن الإفریقي، بعد عقدين من النزاعات المسلحة على خلفيات تاريخية فصلت إريتريا عن إثيوبيا، وتؤكد دور العاصمتين الكبيرتين أبوظبي والرياض، في إرساء بداية جديدة في المنطقة لتعزیز الأمن والاستقرار فيها، وتحصينها ضد التدخلات الإقليمية السلبية، أو التحالفات الدولية المتحيزة.  

وعن هذا الاتفاق قالت صحيفة العرب اللندنية، إن "مرحلة المصالحة بين إثيوبيا وإريتريا دخلت مرحلة "المكافأة" التي تعدها السعودية والإمارات، في منحى مشترك لبناء سلام لا يتم بالحالة اللحظية بين الجانبين، وإنما يقوم على أسس تؤهله للتحول إلى سلام دائم".

وأصافت الصحيفة، أن هذا الاتفاق "يُنهي النفوذ القطري والإيراني في منطقة القرن الإفريقي".

وأكدت الصحيفة أن "السلام يحول إثيوبيا وإريتريا إلى أرض خصبة لاستثمارات تملأ فراغاً كبيراُ تركته خلفها إيران، في الحالة الإيريترية، وقطر في إثيوبيا، ويحول منطقة القرن الأفريقي إلى منطلق استراتيجية لعمليات التحالف العربي في اليمن، ومنصة لتعزيز السعودية والإمارات نفوذهما في المنطقة".

رسالة جديدة 
ومن جهته، قال الكاتب أحمد الجميعة في مقال نشر في صحيفة الرياض السعودية، بعنوان: "إثيوبيا وإريتريا.. ومملكة السلام"، إن "مؤشرات مهمة يعكسها اتفاق السلام التاريخي بين إثيوبيا وإريتريا التي جرت مراسمه في مدينة جدة، أهمها تعزيز السلام والاستقرار والتنمية بين البلدين الجارين، وتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، دون أي تدخلات إقليمية، أو تحالفات دولية تنحاز لطرف على آخر".

وأضاف الجميعة، أنها "رسالة جديدة تبعثها المملكة من أنها لن تتخلى عن واجباتها ومبادئها تجاه السلام، وفي الوقت نفسه لن تسمح لأي دولة أن تمرر مشروعها على حساب أمن واستقرار المنطقة والعالم، بينما دول أخرى في المنطقة وعلى رأسها إيران تنشر الفوضى، وتصدّر الإرهاب والطائفية، وتدعم وكلاءها من أحزاب وميليشيات وحتى دول صغيرة جداً جداً لتهديد السلم العالمي، وهذا الفارق يثبت للعالم من يدعو للسلام ومن يحاربه".

الحد من جرائم القرصنة
فيما قال الكاتب إبراهيم محمد باداود، في مقال بعنوان "أرض الأمن والسلام" في "المدينة" السعودية، إن "دعوة المملكة العربیة السعودیة للدولتین لتوقیع المصالحة على أرضھا فیھا تأكید على حرص حكومة ھذا الوطن على تعزیز السلام في المنطقة، إذ أن مثل ھذه المصالحة ستساهم بشكل كبير في الحد من جرائم القرصنة الموجودة في البحر الأحمر، وبسط الأمن، وتأكید دور الدبلوماسیة السعودیة في تعزیز واستقرار المنطقة، وتجاوز جمیع الخلافات والنزاعات بین الأشقاء".

سياسة حكيمة
وأشارت "اليوم" السعودية في افتتاحيتها إلى أن "المملكة دأبت على نهج سياسة حكيمة وصائبة حيال تدخلها للصلح بين الدول المتنازعة، وهو نهج لا يمكن تعداد نماذجه لكثرتها"، مؤكدةً أن إريتريا وإثيوبيا وفقًا لهذه الوساطة الحميدة، أعادتا فتح الحدود المشتركة بينهما لأول مرة منذ عشرين عاماً، بما سيؤدي بالنتيجة إلى إعادة التبادل التجاري بين البلدين".

وختمت قائلة: "نجحت المملكة إذن في إنهاء هذا التوتر بين البلدين المتنازعين، ليضاف هذا النجاح الى سلسلة من النجاحات النوعية التي بذلتها المملكة دائماً لرأب الصدع بين الدول، ونشر عوامل الصلح إيماناً من قيادتها الرشيدة بأهمية استقرار الشعوب وأمنها وسلامتها، ونزع فتائل الحروب فيما بينها".