أطفال يلعبون في كابول.(أرشيف)
أطفال يلعبون في كابول.(أرشيف)
الثلاثاء 18 سبتمبر 2018 / 13:50

محاربة داعش في أفغانستان تتطلب تكتيكات جديدة.. بعيداً من الميدان

لا يبدو أن الإرهاب في أفغانستان سوف ينحسر قريباً. ويواصل مدنيون دفع ثمن باهظ بسبب ديناميات حرب لا يستطيعون فهمها. وفيما تزعم حركة طالبان استعدادها للمشاركة في محادثات سلام، ادعى تنظيم داعش الإرهابي مؤخراً المسؤولية عن تفجيرين متزامنين نفذا في كابول، وخلفا 20 قتيلاً.

من أجل منع أشخاص يعبرون الحدود الأفغانية – الباكستانية من السقوط في مصيدة داعش، من الضروري توعيتهم وتعليمهم

ولفت شازار شافقاط، كاتب مساهم في موقع "ذا هيل"، للزيارة غير المعلنة التي قام بها وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، إلى كابول، والتي بعثت برسالة واضحة تفيد بالحاجة لاتخاذ إجراءات مكثفة وشاملة لمحاربة الإرهاب، وتقويض داعش في أفغانستان.

مسرح العمليات
وبرأي شافقاط، يضع داعش أفغانستان نصب عينيه، ولا يرى اليوم مكاناً أفضل منه للعودة إلى مسرح العمليات الإرهابية. وحسب كاتب المقال، افترض بعضهم خطأً بأن فرع داعش في أفغانستان، تنظيم خوراسان، عبارة عن جماعة متمردة. ولكن التنظيم ليس حركة تمرد عادية. كما بذل جهوداً مضنية للقضاء على التنظيم لأنه يعمل كحركة إرهابية ضمن بيئة متمردة.

ويقول الكاتب إن من يتابع ما يجري في أفغانستان يدرك وجود عدد من الحركات المتمردة، وكان أحدثها تنظيم أفغان طالبان. وقد دربت القوات الأمنية الأفغانية لكي تحارب متمردين ينفذون عمليات كر وفر، بما فيها هجمات ضد قوات أمنية.

اختلاف كبير
وكما يشير كاتب المقال، لا تعمل منظمات إرهابية وفق هذا الأسلوب، بل تشن هجمات واسعة النطاق، مع تنويع المناطق المستهدفة بهدف خداع أجهزة الأمن. وبسبب التضارب بين تكتيكات جماعة خوراسان وتلك التي تعتمدها قوى أمنية دربت على محاربة الإرهاب، تتوافر مساحة حرية للحركة الإرهابية. وقد استغلت حركة خوراسان تلك المساحة.

تعامل مختلف
وبرأي الكاتب، على القوات الأمنية للتعامل بشكل مختلف مع حركة خوراسان. وقد تستفيد من عملية مسح جغرافي لمناطق تواجد عناصر الحركة، فضلاً عن نشر متخصصين في محاربة الإرهاب في تلك المناطق.

من ثم، هناك البعد الإيديولوجي، وهو أكثر صعوبة وأطول مدى. إذا لا يمكن، برأي الكاتب، إلحاق الهزيمة بالإرهاب عبر الميدان وحده. ومن أجل منع أشخاص يعبرون الحدود الأفغانية – الباكستانية من السقوط في مصيدة داعش، من الضروري توعيتهم وتعليمهم.

القضاء على التطرف
لذا، ومن أجل تقويض التطرف في أفغانستان خاصة، وفي المنطقة عموماً، لا بد من تطبيق برامج توعية وتثقيف شاملة في المدارس، لأن داعش يدرك بأن نهضته الحقيقية سوف تعتمد على الجيل المقبل. ويخشى سكان في جنوب آسيا من احتمال انتشار أفكار متطرفة بين جيل الشباب.

ويرى الكاتب أن البداية تبدأ من المناهج الدراسية في مرحلة مبكرة من عمر الطلاب. ويمكن مباشرة العمل، في هذا المجال، من خلال إصلاح المناهج الدراسية في مرحلة التعليم المبكر. ولا بد من بدء العمل من منطقة الحدود الأفغانية – الباكستانية، وزرع بذور التسامح والمحبة في عقول الصغار، العقول القادرة على جلب المنطق والحكمة والعقلانية إلى مائدة المفاوضات.